استياء في بيروت من تدخل السفير الأميركي بالشؤون اللبنانية
أثارت تصريحات السفير الأميركي في بيروت والتي أطلقها الأربعاء الماضي غضب المسؤولين اللبنانيين الذين اعتبروها تدخلا في الشؤون الداخلية اللبنانية.
وكشف مصدر دبلوماسي في بيروت أن مجلس الوزراء كلف وزير الخارجية محمود حمود الاتصال بالسفراء المعتمدين في لبنان، ومطالبتهم التزام الأعراف الدبلوماسية التي تحظر التدخل في الشؤون الداخلية للدول المعتمدين فيها.
كما انتقد حزب الله في لبنان اليوم تصريحات السفير جيفري فيلتمان، وأكد أن الأخير تجاوز كل الأعراف والحدود وتدخل "بشكل وقح وسافر" في وضع جدول أعمال يحدد شروط ونوعية علاقات لبنان مع جيرانه، واتهم الحزب في بيان خاص السفير الأميركي بالانحياز التام إلى "الكيان الصهيوني".
وكان فيلتمان قد تطرق خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الأربعاء الماضي إلى عدة مواضيع مثل الانتخابات التشريعية المقررة في الربيع المقبل، ونشر الجيش على الحدود مع إسرائيل، والعلاقات الثنائية اللبنانية السورية، وكذلك انسحاب القوات السورية من لبنان.
وحث فيلتمان الحكومة اللبنانية على نشر الجيش بسرعة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وعلى نزع سلاح حزب الله الذي تعتبره واشنطن منظمة "إرهابية".
ضغوط داخلية
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة اللبنانية ضغوطا داخلية متزايدة تطالب بإنهاء "الهيمنة السورية" على البلاد.
وفي هذا السياق تظاهر أكثر من ألفي طالب يمثلون القوى السياسية المعارضة للوجود السوري في لبنان وسط العاصمة بيروت، مطالبين بسحب القوات السورية من بلادهم، ووضع حد للتدخل السوري في الشؤون اللبنانية الداخلية.
ومرت هذه التظاهرات -التي نظمت بمناسبة الذكرى السنوية لاستقلال لبنان- بهدوء ودون حدوث أي اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن التي انتشرت بكثافة عند مداخل العاصمة وحول الجامعات. وكانت قوى المعارضة قد حذرت الحكومة اللبنانية من ارتكاب أي انتهاكات بحق المتظاهرين، مؤكدة أن العالم سيراقب ما يجري بدقة وتركيز.
وكانت الحكومة اللبنانية قد أكدت وعلى لسان رئيسها عمر كرامي أنها لن تسمح بتنظيم هذه التظاهرات لأن منظميها لم يحصلوا على الترخيص القانوني، لكنها عادت وأكدت أنها ستتعامل بشكل سلمي مع هذه التظاهرات إذا تصرف المحتجون بشكل سلمي ولم يلجؤوا لاستفزاز قوى الأمن.
لكن بعض القوى المعارضة أكدت أن القوات الأمنية حالت دون وصول أعدادا كبيرة لموقع التظاهرات.
ويرى مراقبون أن المعارضين للوجود السوري في لبنان استمدوا قوة كبيرة مؤخرا من خلال الضغط الدولي الذي مورس على سوريا لسحب قواتها من لبنان.
وكان مجلس الأمن قد وافق على مشروع القرار رقم 1559 الذي تبنته كل من فرنسا والولايات المتحدة، وطالب سوريا بسحب قواتها من لبنان "والتوقف عن التدخل بالشؤون الداخلية لهذا البلد".
وتنشر سوريا نحو 14 ألف جندي في لبنان، الذي دخلته عام 1976 أي بعد عام واحد من اندلاع الحرب الأهلية فيه.