سوريا تنفذ إعادة انتشار جديدة لقواتها في لبنان
انسحبت وحدات عسكرية سوريا عدة من لبنان في الساعات الأولى من صباح اليوم في إطار عملية إعادة انتشار واسعة للقوات السورية.
وقال شهود إنهم شاهدوا قافلة عسكرية سورية من نحو 56 مركبة مدرعة وشاحنات محملة بالمعدات وحافلات تقل جنودا، وهي تتجه عبر الحدود الشرقية إلى سوريا بعد منتصف الليل سالكة الطريق الرئيسي بين دمشق وبيروت. وقد شوهد الجنود وهم يفككون معسكرهم الواقع في منطقة الدامور الساحلية.
وتشمل عملية إعادة الانتشار التي يبدو أنها محاولة لتخفيف ضغوط تقودها الولايات المتحدة لتقليص النفوذ السوري في لبنان، نحو ثلاثة آلاف جندي سيعود معظمهم إلى سوريا. وقدر بنحو 15 ألفا عدد الجنود السوريين الذين سيبقون في لبنان بعد عملية إعادة الانتشار الخامسة خلال ثلاث سنوات.
وأكدت السلطات اللبنانية والسورية أن عملية إعادة الانتشار تندرج في إطار تطبيق أحد بنود اتفاق الطائف الموقع في عام 1989.
لكن هذا الاتفاق يقضي بانسحاب سوري كامل من بيروت وجبل لبنان وشمالي لبنان باتجاه سهل البقاع الشرقي في 1992. لكنه لا ينص على إنهاء الوجود العسكري السوري في لبنان الذي يفترض أن تتم تسويته عبر محادثات بين حكومتي البلدين.
وطالبت الأسرة الدولية عبر القرار 1559 الذي تبناه مجلس الأمن الدولي في الثاني من سبتمبر/أيلول بانسحاب كامل للقوات السورية من لبنان وإنهاء تدخل دمشق في شؤون جارتها.
ترحيب متحفظ
وقد رحب البطريرك الماروني نصر الله صفير بعملية إعادة الانتشار السورية، لكنه شدد على ضرورة أن تخرج كل القوات الأجنبية من لبنان طبقا للقرار الأممي 1559.
وقال صفير في مقابلة صحفية "ننتظر حكم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان لنعرف ما إن كانت هذه العملية مطابقة للشرعية الدولية أو خارجها".
وأضاف أن الأوان قد حان ليتمكن لبنان من التصرف بوصفه بلدا سيدا يدير شؤونه الخاصة بنفسه بدون التدخل السوري، متمنيا أن تنشأ علاقات دبلوماسية بين الدولتين.
ودعا صفير إلى تأليف حكومة وحدة وطنية للخروج من الأزمة الحالية التي يواجهها لبنان، وقال "إن ما ينقص هو أن يتعامل لبنان وسوريا باعتبارهما دولتين سيدتين ومتساويتين بتبادل البعثات الدبلوماسية كما هي الحال بين الدول المستقلة وبين لبنان وجميع الدول العربية.
تعاون ثلاثي
ووصف وزير الخارجية الأميركي كولن باول في مؤتمر صحفي بنيويورك أعقب لقاءه بنظيره السوري فاروق الشرع عملية إعادة الإنتشار بأنها "خطوة إيجابية" تتم "للمرة الأولى" من جنوبي بيروت.
وأعلن باول أنه اتفق مع الشرع عقب لقائهما مساء أمس الأربعاء على تعزيز آلية التعاون الثلاثي الأميركي السوري العراقي على الحدود السورية العراقية في دوريات مشتركة وتبادل معلومات استخبارية على مستوى وزارة الداخلية وأجهزة الاستخبارات.
وقال الوزير الأميركي إن سوريا "متشوقة" للمزيد من التعاون مع التحالف في العراق ومع رئيس الوزراء إياد علاوي الذي سيزور دمشق قريبا حسب باول.
وأوضح باول أن اللقاء مع نظيره السوري تطرق إلى قرار مجلس الأمن رقم 1559 الذي يطالب بانسحاب جميع القوات الأجنبية من لبنان, وإلى مسائل امتلاك أسلحة الدمار الشامل وإلى "توفير الملاذ للإرهابيين".