تناقص عدد يهود العالم مثار اهتمام الباحثين بإسرائيل
عدد اليهود في إسرائيل والعالم ونسبهم ومدى تناميها أو تناقصها هو مثار اهتمام من قبل السياسيين والباحثين والمؤسسات في إسرائيل بسبب الصراع الديمغرافي القائم بينهم وبين الفلسطينيين داخل فلسطين، وقد تجلى ذلك من خلال تأسيس مؤتمر هرتسيليا الذي عقد في إسرائيل خلال أربع سنوات على التوالي حيث ناقش هذه المعضلة "بألم" وهو يخرج بنتيجة أن اليهود في تناقص وليس في تزايد.
وعلى هامش السنة العبرية الجديدة التي يحتفل بها اليهود الآن، أفادت دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة بأن عدد اليهود في إسرائيل قبيل عيد رأس السنة العبرية بلغ 5.5 ملايين نسمة، مع ذلك تراجعت نسبة التزايد السكاني مقارنة بالعام الماضي، حيث وصلت العام الجاري 1.6%، في حين كانت في العام الماضي 1.8%.
وتشير دائرة الإحصاء إلى أن عدد المهاجرين إلى إسرائيل من الخارج بلغ 22 ألف مهاجر نصفهم من جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا، و15% من إثيوبيا و9% من فرنسا، والبقية من دول أخرى. وقد طرأ تراجع على عدد القادمين الجدد أيضا، حيث هاجر إلى إسرائيل في العام الماضي 27 ألف يهودي.
فشل
أما بخصوص عدد اليهود في العالم فقد شهد نقصا كما هو الحال في كل عام، فقد ذكرت مصادر الوكالة اليهودية في القدس المحتلة أن عدد اليهود في العالم بلغ قبيل السنة العبرية 12.950.000 نسمة، فيما سجلت معطيات عدد اليهود في العالم -بحسب إحصاء الوكالة اليهودية نفسها- العام الماضي 13.300.000 نسمة.
وقد ذكرت الوكالة اليهودية أن 413 ألفا من هؤلاء اليهود يعيشون في دول جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، فيما يسكن دول أوروبا 1.161.000 وأميركا الشمالية 5.671.00، وأميركا الجنوبية 401 ألف، وأستراليا ونيوزيلندا 107 آلاف، فيما يعيش من اليهود في أفريقيا 84000 نسمة، وفي آسيا نحو 19 ألف يهودي.
على الصعيد نفسه يعلل عالم الاجتماع البروفسور شاؤول بيرمان الباحث والمتخصص في الدراسات الإحصائية في إسرائيل سبب التراجع السنوي لعدد اليهود بطبيعة النظام الاجتماعي السائد بين اليهود، إضافة إلى الصراع القائم بين اليهود وغيرهم. وأضاف بيرمان في حديث خاص بالجزيرة نت أن هذه الأسباب جعلت الإسرائيلي واليهودي يعيش في دائرة ضيقة بسبب حالة العداء المنتشرة في العالم ضد اليهود.
ويعود السبب في ذلك إلى فشل زعماء إسرائيل في إقامة علاقات ناجحة وصادقة مع غير اليهود في العالم، مؤكدا أن العلاقات التي تخدم اليهود بالضرورة هي تلك التي تكون علاقات غير مصلحية ومبنية على التعايش والإخوة الإنسانية.
ويشير الباحث بيرمان إلى أن هذا يقتضي نجاح إسرائيل في إنهاء حالة العداء مع العرب والمسلمين وإقامة سلام حقيقي معهم يقتضي من إسرائيل التنازل كي تصل إلى ذلك.
فوضى اجتماعية
على الصعيد نفسه تعيش إسرائيل من الداخل حالة من الفوضى الاجتماعية والعزوف عن الزواج الأمر الذي يساهم في النقصان السنوي لعدد اليهود، فقد ذكرت صحيفة معاريف في استطلاع لها أن معدل العزاب حتى سن 29 عاما في إسرائيل بلغ ما نسبته 74%، فيما بلغ عدد العزباوات حتى نفس السن 5%.
أما على صعيد الأسرة فإن المعدل العام لعدد أطفال العائلة هو 2.9 طفل، فيما أشار الاستطلاع إلى أن 6% من المواليد يولدون لأمهات غير شرعيات، في وقت يبلغ فيه عدد المطلقات 29% سنويا.
ويرى متخصصون في الواقع الإسرائيلي أن البعد الديني في إسرائيل يلعب دورا هاما في التناقص السنوي لعدد اليهود في العالم، فقد أشار الدكتور نعمان عمرو أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة القدس المفتوحة والمتخصص في شؤون المتدينين الإسرائيليين إلى أن قانون من هو يهودي -والذي يشدد عليه الحاخامات في إسرائيل- حرم الكثير من يهوديتهم، إضافة إلى جعلهم يعزفون عن اليهودية أصلا.
وأضاف عمرو للجزيرة نت أن "هذا القانون صارم وحاول السياسيون أن يعدلوه لكنهم فشلوا أمام ضغط الحاخامية الكبرى في إسرائيل واحتجاجات اليمين المتطرف".
ـــــــــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت