البشير يتوعد أنصار الترابي ويتهمهم بالعمالة
حمل الرئيس السوداني عمر البشير على قادة حزب المؤتمر الشعبي، واتهم الإسلاميين بزعامة الترابي بالتخطيط للانقلاب ووصفهم بأنهم أعداء الشريعة وعملاء الماسونية, قائلا إنه على استعداد لملاقاتهم إذا جاؤوا بالسلاح.
وقال في خطاب ألقاه أمام حشد كبير واتسم بحدة اللهجة, "الدمار للعملاء الذين يدعون أنهم مسلمون ويريدون ضرب الناس في ساعة صلاة الجمعة… إنهم لا يريدون الشريعة ويريدون أن تعود البارات, لكن هذا لن يكون".
ودعا الشباب السوداني في خطابه إلى الانخراط في ما وصفه بمعسكرات للدفاع الشعبي عن السودان ضد الأعداء.
في هذه الأثناء شددت السلطات السودانية إجراءات الأمن خاصة في الخرطوم وشنت حملة اعتقالات واسعة شملت من وصفتهم بالمتورطين في المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وقالت وزارة الداخلية إنه تم اعتقال عدد من ضباط الجيش الحاليين والسابقين ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة, بينما لم يتم بعد اعتقال "قائد الانقلابيين" ويدعى الحاج آدم يوسف.
كما أعلنت أن المعتقلين اعترفوا بتدبير المحاولة الانقلابية مشيرة إلى أن التحقيقات كشفت أن تنفيذ الانقلاب كان سيتم وقت صلاة الجمعة باحتلال مبنى التلفزيون ومجلس الوزراء وبعض المواقع الحيوية المهمة في الخرطوم.
وأعرب دكتور علي الحاج محمد نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي في اتصال مع الجزيرة عن رفضه لتهمة الانقلاب، وقال إنها فبركة ليس لها أساس0
وفي السياق شكك عدد من قادة المعارضة السودانية في إعلان حكومة الخرطوم إحباط محاولة دبر لها حزب المؤتمر الشعبي.
ووصفوا الأمر بأنه محاولة من جانب الرئيس البشير لصرف أنظار المجتمع الدولي عن الأزمة في إقليم دارفور غربي السودان.
وقال سامسون كاواجي المتحث باسم حركة التمرد الرئيسية المعروفة باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان إن الحكومة السودانية لفقت نبأ المحاولة الانقلابية لتخفيف الضغوط الدولية المتزايدة عليها بسبب أزمة دارفور، والتخلص من بعض الرموز والقوى السياسية قبل الانتخابات العامة.
ومن جانبه رجح نائب رئيس التجمع الوطني الديمقراطي المعارض العميد المتقاعد عبد الرحمن سعيد أن تكون المعلومات بشأن المحاولة الانقلابية غير صحيحة.
وقال لا يمكن لأحد أن يتصور كيف تتمكن حركة مدنية مثل حزب المؤتمر الشعبي ذي التوجه الإسلامي من الإطاحة بنظام عسكري، مشيرا إلى أن هذا التحرك في حاجة إلى الكثير من الأسلحة والرجال المدربين على القتال.
وقال سعيد إن الحكومة تريد تبرير نيتها "تحطيم" المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الترابي الذي تتهمه بدعم متمردي "حركة العدل والمساواة" في دارفور.
وكان الرئيس الأميركي جورج بوش صعد ضغوطه على الخرطوم خلال الأيام القليلة الماضية, ودعا الحكومة السودانية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى وقف ما أسماه بأعمال القتل المستمر في دارفور، مرحبا باعتماد مجلس الأمن لقرار العقوبات الاقتصادية ما لم تحل الأزمة.
وفي هذا الإطار أيضا أعلنت أبرز مسؤولة عن حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بعد زيارة لدارفور استمرت أسبوعا أن السودان ينفي بشكل قاطع حدوث أي عمليات اغتصاب في مخيمات اللاجئين. لكنها في الوقت نفسه قالت إنه من الصعب تصديق أن النساء اللاتي تقدمن بشكاوى في هذا الصدد يلفقن قصص الاغتصاب ويجلبن الخزي والعار لأنفسهن.