الألمان يربطون تزايد العداء للإسلام بارتفاع معدل الإرهاب

استطلاع
 خالد شمت-فرانكفورت


كشف استطلاع شامل للرأي أجراه معهد ألينسباخ للدراسات الإحصائية لحساب صحيفة فرانكفورتر الجماينة تسايتونغ في ألمانيا، ترسخ الأحكام المسبقة والشكوك والمخاوف بصورة غير مسبوقة لدى أغلبية المواطنين الألمان  تجاه الإسلام والأقلية المسلمة الموجودة في البلاد نتيجة انتشار أعمال العنف والإرهاب المنسوبة للإسلام في عدد من الدول.
 
وأظهرت نتيجة الاستطلاع الذي نشر الأربعاء 15/9 حدوث تغيرات جذرية في مواقف الشرائح المختلفة في المجتمع الألماني تجاه الإسلام والمسلمين في الفترة التالية لأحداث مذبحة مدرسة بيسلان في جمهورية أوسيتيا الشمالية جنوبي روسيا الأسبوع الماضي.
 
واعتبر 62% من المستطلعة آراؤهم عقب المذبحة أن الزمن الحالي هو زمن صراع الحضارات واندلاع حرب ضروس بين الإسلام والمسيحية مقابل 4%.
 
ومن جانب آخر وصف 60% من المستطلعين المجتمع الألماني بأنه أصبح مأوي مناسباً لاختفاء الإرهابيين وعيشهم بسهولة مقابل معارضة 23%  لهذه الفكرة.
 
وأرجع المؤيدون سبب هذا الاسترخاء المجتمعي إلى الليبرالية التي يسرت النمط المعيشي داخل المجتمع الألماني بعد العصر النازي، مما سهل  فرص التواري داخله لمن يريد.
 
ورحبت أغلبية الألمان المشاركين في الاستطلاع بتقليص مساحة الحريات العامة والشخصية في ألمانيا وسن المزيد من الإجراءات القانونية الاستثنائية الاحترازية لمواجهة الإرهاب.
 
وأوضح 79% من المواطنين الألمان الذين شملهم الاستطلاع أنهم يؤيدون ترحيل اللاجئين الأجانب إلي بلدانهم فوراً في حال وجود شبهة على قيامهم بأي أنشطة لها علاقة بالإرهاب. كما تمنى 78% تكثيف إجراءات المراقبة في الأماكن العامة والمرافق الرسمية بكاميرات الفيديو وكافة وسائل المراقبة المنظورة وغير المنظورة.
 
وطالب 59% من المستطلعة آراؤهم بإشراك الجيش الألماني مع الشرطة وكافة الأجهزة الأمنية في تعزيز الأمن العام وحماية المرافق العامة والأفراد ضد أي أعمال إرهابية محتملة.
 
وبينما دعا 55% لأخذ بصمات الراغبين في الهجرة إلى ألمانيا طالب 46% بإيداع الأجانب في سجون احترازية خاصة في حالة وجود شبهات حولهم لا يوجد عليها أي دليل.
 
وذكر الاستطلاع أن قابلية المشاركين فيه لتقليص الحريات الفردية لحساب الإجراءات الأمنية اختلفت قبل وبعد حادثة مدرسة بيسلان، حيث عبر 40% قبل الحادثة عن تأييدهم لتقليص حرياتهم الشخصية إذا ما دعت الضرورة الأمنية بينما ارتفعت هذه النسبة بعد الحادثة إلى 57%.
 
وأوضح الاستطلاع أن المناخ العام السائد حالياً في ألمانيا يماثل ما كان موجوداً عام 1977 عندما أيد 72% من المواطنين الألمان تشديد إجراءات الرقابة وتقييد الحريات بسبب خوفهم من حدوث أعمال عنف من طرف منظمتي الجيش الأحمر وبادر ماينهوف المحظورتين.
 

"
55% من الألمان يعتبرون أن الإسلام يرتبط لديهم بإكرام الضيف بينما قال 39% إن الإسلام يعني لهم الإرث الحضاري العريق للمسلمين، وقال 16% إن أول ما يتوارد علي أذهانهم عند سماع كلمة الإسلام هو فضائل الحضارة الإسلامية والعلماء المسلمين والعلوم والفنون
"

مخاوف من الإسلام

وأظهرت نتيجة الاستطلاع وجود مخاوف عميقة لدى غالبية الألمان الذين شملهم الاستطلاع من الدين الإسلامي واعتبروه يمثل تهديداً لهم.
 
ورداً على سؤال: ما الذي يتوارد على ذهنك عند سماع كلمة الإسلام؟ جاءت إجابات المستطلعين على النحو التالي:
 
قال 93% إن ما يتوارد علي أذهانهم هو ظلم المرأة واضطهادها، وقال 83% إن الإسلام يرتبط في أذهانهم بالإرهاب في حين قال 82% إن الإسلام يعد مرادفاً في أذهانهم للتعصب والتطرف، وأوضح 66% إن وقع كلمة الإسلام على آذانهم يعني التخلف والعودة إلى القرون الوسطي.
 
وفي مقابل هذه الإجابات قالت أقلية ضئيلة إن معاني إيجابية تتوارد إلى أذهانهم عند سماع كلمة الإسلام، وقال 55% إن الإسلام يرتبط لديهم بإكرام الضيف بينما قال 39% إن الإسلام يعني لهم الإرث الحضاري العريق للمسلمين، وقال 16% إن أول ما يتوارد على أذهانهم عند سماع كلمة الإسلام هو فضائل الحضارة الإسلامية والعلماء المسلمين والعلوم والفنون والجوانب الاجتماعية في أوروبا قبل بضعة قرون، وقال 6% فقط إن الإسلام هو دين عاطفي يحث على الفضائل والمعاني النبيلة.
 
وحول مواقفهم من جيرانهم المسلمين اتفق 46% من المشاركين في الاستطلاع على نمو عدد المسلمين في ألمانيا بمعدلات كبيرة تساعد على وجود عدد كبير من الإرهابيين بينهم.
 
وأفردت نتيجة الاستطلاع قسماً خاصاً لمواقف المواطنين الألمان تجاه الولايات المتحدة ومسؤوليتها عن انتشار الإرهاب في العالم.
 
فبينما رفض ثلث المشاركين في الاستطلاع تحميلها المسؤولية عما يحدث في العالم من أعمال عنف، عبر 18% عن إيمانهم بوقوع أحداث 11 سبتمبر/ أيلول نتيجة لمؤامرة دبرتها المخابرات المركزية الأميركية، وتوقع 51% وقوع أحداث مشابهة في ألمانيا.
 
ودعا 30% من المستطلعة آراؤهم إلى تجنب وقوع هذه الأحداث وضمان سلامة الأمن الداخلي في ألمانيا بخروج البلاد من تحالفها مع الولايات المتحدة ضد الإرهاب في العالم.
_____________
المصدر : الجزيرة

إعلان