طهران تشيد بمفاوضات فيينا وتتمسك بالتخصيب
انتهت مساء اليوم الجولة الثانية من اجتماعات فرنسا وألمانيا وبريطانيا مع إيران في فيينا، وخصصت الجولة لسماع رد طهرن على العرض الذي قدمته الدول الأوروبية الثلاث بدعم الجمهورية الإسلامية مقابل وقف تخصيب اليورانيوم لأجل غير مسمى.
ونقل تلفزيون طهران عن عضو في الوفد الإيراني إلى المفاوضات في فيينا قوله إن "إيران تجد أن المفاوضات بناءة جدا, وتم التطرق إلى عدد كبير من المسائل خلال ساعات المفاوضات الخمس".
وقال عضو آخر في الوفد الإيراني سيروس ناصري للتلفزيون إن المفاوضات ستستمر "ويمكنها بالتأكيد أن ترضي الطرفين", مجددا التأكيد بأن "إيران لن تتخلى بأي شكل من الأشكال عن حقها في تخصيب اليورانيوم". وقال ناصري من جهة ثانية إن لقاء بشأن الموضوع نفسه سيعقد "قريبا جدا" في إحدى الدول الأوروبية الثلاث.
وفي وقت سابق أفادت مصادر موثوقة في طهران للجزيرة نت يأن حسين موسويان رئيس لجنة السياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي، ورئيس الوفد الإيراني إلى الاجتماعات قد استبعد قبل بدء الجولة الثانية أن تنتهي اجتماعات اليوم إلى اتفاق نهائي.
وقال موسويان "الأوروبيون سيحملون اقتراحاتنا اليوم إلى عواصمهم، ليتدارسوها هناك قبل أن يردوا علينا، وهذه المسألة ستأخذ بعضا من الوقت".
وكان موسويان قد أكد قبل بدء الاجتماعات في تصريحات صحفية أن الغموض مازال يكتنف الكثير من نقاط العرض الأوروبي، داعيا إلى مزيد من الضمانات والتعهدات وإجراءات الثقة المتبادلة بين الجانبين.
ويتضمن العرض الأوروبي على طهران تزويدها بمفاعل نووي يعمل بالمياه الخفيفة "إذا أثبتت سلامة نواياها النووية" وتوقفت عن برامج تخصيب اليورانيوم، كما اشتمل العرض على تطبيع كامل لعلاقات إيران التجارية مع المجتمع الدولي بما في ذلك الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.
وبشأن طبيعة رد طهران الذي حمله الوفد اليوم علمت الجزيرة نت من مصادر مقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني أن الشق الأول من الرد سيتضمن محاولة لرفع الالتباس الذي تضمنه العرض الأوروبي، والمتعلق بعدم تحديد سقف زمني لعملية تعليق تخصيب اليورانيوم.
ويرى المراقبون أن الوسط السياسي الأوروبي لديه قناعة بأن الملف الإيراني لن يحول إلى مجلس الأمن الدولي، وأن البحث في هذه القضية سيستمر عدة أشهر، ولن يكون مرتبطا بالمهلة التي منحتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران والتي تنتهي في 25 من الشهر القادم.
وفي السياق أكد موسويان أن فترة التفاوض ينبغي أن تكون غير محددة بوقت، مشيرا إلى حاجة المتفاوضين لبضعة أشهر من المحادثات حتى يتضح إن كان بالإمكان التوصل إلى تسوية أم لا.
إنتاج مياه ثقيلة
وفي الوقت الذي تطالب فيه الدول الأوروبية والوكالة الدولية طهران بوقف تخصيب اليورانيوم، أعلن مدير مشروع المياه الثقيلة الإيراني أن إحدى وحدات محطة آراك بدأت بإنتاج المياه الثقيلة، موضحا أن الوحدة الثانية في المحطة ستبدأ إنتاجها من هذه المياه الشهر المقبل.
وأوضح مدير المشروع في تصريحات لوكالة أنباء إيرانية أن العمل بالمشروع أكمل عام 2001 وبخبرات إيرانية خالصة، مؤكدا أن المشروع سينتج (16) طنا من المياه الثقيلة سنويا وأن هذه المياه يمكن الاستفادة منها في العلوم الطبية والبيولوجية.