خطة نقل السلطة في العراق تتجه نحو أزمة أعمق

قال آية الله محمد باقر المهري أحد مساعدي المرجع الأعلى للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني إن هذا المرجع سيصدر فتوى تحظر على العراقيين مساندة مجلس الحكم الانتقالي إذا ما مضت سلطة الاحتلال في تجاهل مطلبه إجراء انتخابات مباشرة.
ويعارض السيستاني بقوة خطة واشنطن القاضية باختيار جمعية وطنية عبر مؤتمرات في محافظات العراق بحلول نهاية مايو أيار المقبل كي تقوم هذه الجمعية في يونيو حزيران باختيار حكومة انتقالية تمهيدا لانتخابات شاملة عام 2005.
وبينما طالب المهري سلطة الاحتلال بالإصغاء إلى السيستاني، حذر من أن "السلطة الدينية منعت الناس من أي توتر أو مجابهة" معها، موضحا أن صدور مثل هذه الفتوى ستدفع بجميع العراقيين إلى الخروج في مسيرات احتجاج ضد قوات الائتلاف.
وفي خطوة مؤيدة لمطلب السيستاني هذا خرج عشرات الآلاف من العراقيين في مسيرة بمدينة البصرة أمس مرددين شعارات معادية للولايات المتحدة.
أما واشنطن ومجلس الحكم المعين من قبلها فيقولان إنه يتعذر إجراء هذه الانتخابات لاعتبارات فنية. وقال الرئيس الدوري للمجلس عدنان الباجه جي إن الفشل في الاتفاق على صيغة لاختيار أعضاء الجمعية الوطنية سيضع البلاد أمام خيار صعب.
وأضاف أن هذا الخيار يعني بقاء العراق محتلا لعامين آخرين، وبقاء سلطة الاحتلال مسؤولة عن إدارة شؤون البلاد، موضحا أن ما دفع المجلس إلى التفكير في إنشاء مجلس تشريعي من 250 عضوا بدلا من الانتخابات هو ضيق الوقت.
هذا وقال عضو مجلس الحكم إبراهيم الجعفري في حديث للجزيرة إنه قد يكون جيدا استشارة الأمم المتحدة في إمكانية إجراء الانتخابات.
أزمة من شقين
من جانبه حث الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر مجلس الحكم على الاتفاق على آليات لنقل السلطة ومشروع الفدرالية الكردية. ومن المفترض أن يكون بريمر توجه أمس إلى واشنطن لبحث هاتين المسألتين مع إدارة الرئيس جورج بوش.
وأبلغت مصادر مطلعة مراسل الجزيرة أن الأطراف العراقية ستستأنف اليوم في بغداد اجتماعات بدأت قبل يومين لبحث هاتين القضيتين اللتين تخيمان على الأجواء في العراق، بحضور بريمر والزعيمين الكرديين جلال طالباني ومسعود البرزاني.
وبينما يشعر سنة العراق بالتهميش ويستبد بهم الخوف من تقسيم بلدهم، طالبت قوى سنية بإعطائهم دورا أكبر في تحديد مستقبل العراق، كما طالبوا بحمايته من التقسيم وبالمحافظة على وحدة أراضيه في ضوء مخططات الفدرالية.
جاء ذلك في اجتماع عقد في بغداد بمبادرة من جلال طالباني وشارك فيه ممثلون عن مختلف ألوان الطيف السني في العراق من عرب وأكراد وإسلاميين وعلمانيين، بالإضافة إلى رؤساء عشائر وضباط سابقين في الجيش العراقي المحل.
وفي العاصمة سار آلاف المتظاهرين في الشوارع احتجاجا على مشروع الفدرالية. ورفعت في التظاهرة التي نظمها تحالف الوحدة الوطنية العراقي، لافتات تدعو إلى تحقيق الوحدة بين الطوائف العراقية من عرب وأكراد وتركمان ومسيحيين ومسلمين.
مقتل ثلاثة عراقيين
ميدانيا تعرض مقر القوات الأميركية في المنطقة الجمركية بمدينة القائم لهجوم عنيف بقذائف الهاون مساء أمس. وأفاد شهود عيان أنهم سمعوا دوي أكثر من 30 انفجارا.
وردت القوات الأميركية بإطلاق عشوائي للنيران وسيرت دوريات في المدينة. وقد تعرضت إحدى هذه الدوريات لهجوم أيضا. ولم تعرف الخسائر البشرية في صفوف القوات الأميركية.
وفي مدينة تكريت شمالي بغداد، لقي طالبان جامعيان وسائق حافلة مصرعهم وجُرح آخرون بعد تعرض حافلة كانوا يستقلونها للغم مضاد للدبابات. وقالت مصادر عسكرية أميركية إن الانفجار كان يمكن أن يخلف عددا أكبر من الضحايا لولا أن معظم الطلاب كانوا قد وصلوا إلى منازلهم.
من جانبه اعتبر قائد أركان الجيوش الأميركية ريتشارد مايرز الذي يزور الصين أن العراق بات أكثر أمانا بعد اعتقال الرئيس صدام حسين على حد زعمه.