باريس تتوقع انتهاء الخلافات مع واشنطن
قالت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال إليو ماري إن الولايات المتحدة عازمة على طي صفحة التوترات مع باريس والتي بلغت ذروتها العام الماضي بسبب اعتراض فرنسا على غزو العراق دون تفويض دولي.
وأثنت الوزيرة الفرنسية في ختام مباحثاتها مع نظيرها الأميركي دونالد رمسفيلد ومستشارة الأمن القومي الأميركية كوندوليزا رايس على مرونة الحوار مع الطرف الأميركي، موضحة أن البلدين يرغبان في استئناف العلاقات الطبيعية بينهما.
وقالت إليو ماري التي بدأت أمس الخميس أول زيارة للولايات المتحدة منذ غزو العراق إن اللقاء في البنتاغون تناول إصلاح حلف شمال الأطلسي والعلاقات بين الحلف والاتحاد الأوروبي. أما فيما يخص الملف الأفغاني فأوضحت أنها بحثت مع رمسفيلد مشاركة القوات الفرنسية الخاصة في مكافحة ما يسمى بالإرهاب ومشكلة زراعة الخشخاش وازدهار صناعة المخدرات في أفغانستان.
وأكدت الوزيرة الفرنسية التي بحثت مع رايس الملف العراقي, مجددا استعداد باريس للمشاركة في عملية إعادة إعمار العراق, رافضة في نفس الوقت مبدأ إرسال قوات فرنسية عسكرية إلى البلاد. وأضافت أن باريس مستعدة للمشاركة في تشكيل الجيش والشرطة العراقية بالتعاون مع ألمانيا.
عقود الإعمار
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة بدأت تميل فعلا إلى تغيير سياساتها مع باريس والسماح للشركات الفرنسية بالتقدم بعروض للحصول على عقود لإعادة إعمار العراق.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن إدارة الرئيس جورج بوش تبحث السماح لكل الدول التي عارضت غزو العراق بتقديم عروضها في الجولة الثانية من العطاءات، في خطوة تعتبر تخليا كاملا عن موقف بوش القائل بأن الدول التي خاطرت بحياة جنودها في العراق مع الجيش الأميركي هي وحدها المؤهلة للحصول على عقود.
وقال مسؤولون طلبوا عدم نشر أسمائهم إنهم لا يتوقعون قرارا أو تصريحا بشأن الشركات الفرنسية قبل عدة أسابيع, موضحين أنه قد يحدث ما يعطل الإجماع على ذلك داخل الإدارة.
وسمح بوش الثلاثاء الماضي للشركات الكندية بالحصول على عقود، وحينها توقع مسؤولون في الإدارة السماح لشركات ألمانية وروسية وفرنسية بالتقدم بعروض للحصول على عقود.
ويأتي تراجع الموقف الأميركي عقب استياء المسؤولين الأميركيين من استبعاد تلك الدول وخشية أن يؤثر قرار بوش على علاقات واشنطن الدولية.