هجمات للمقاومة وتعزيزات بريطانية إلى العراق
أفاد مراسل الجزيرة في العراق بأن آلية عسكرية أميركية دمرت إثر انفجار عبوة ناسفة أمام جامعة الموصل شمالي البلاد تسبب في وقوع إصابات بين الجنود الأميركيين. وقال شهود عيان إن شخصا ملثما يركب دراجة نارية ألقى قنبلة يدوية على سيارة جيب أميركية مما أدى إلى احتراقها.
ونقل مراسل الجزيرة عن شهود عيان قولهم إن قوات الاحتلال الموجودة في مصنع تابع لهيئة التصنيع العسكري في منطقة أبو غريب بضواحي بغداد, تعرضت لهجوم بالقذائف الليلة الماضية. وقال الشهود إن القوات الأميركية سحبت الآليات العسكرية من المصنع وطوقت المنطقة وأقامت نقاط تفتيش حولها.
وفي بعقوبة شمال بغداد سقطت قذيفتا هاون أطلقهما مجهولون مساء أمس على القاعدة الأميركية في المنطقة حسب ما أفاد شهود عيان، بينما لم تتسن معرفة حجم الخسائر والأضرار.
وكان وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد الذي يزور العراق قد اعترف أمس بصعوبة الوضع هناك وقال إن الزعم بأن كل شيء يسير على ما يرام يخالف الحقيقة، وذلك رغم إعلان قائد قواته ريكاردو سانشيز تراجع عدد هجمات المقاومة العراقية.
وتفقد رمسفيلد خلال هذه الزيارة التي هي الثانية له منذ سقوط بغداد في التاسع من أبريل/نيسان الماضي القوات المتمركزة في الموصل وتكريت مسقط رأس الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.
في غضون ذلك ينتظر وصول تعزيزات عسكرية بريطانية مساء اليوم إلى العراق، حيث أعلن متحدث عسكري أميركي أن قوة قوامها 120 جنديا بريطانيا سيتم نشرها في البصرة في جنوبي العراق. وبوصول هؤلاء الجنود يصل عدد القوات البريطانية المنتشرة في العراق إلى 10620 جنديا وهي أكبر قوات بعد قوات الولايات المتحدة التي تبلغ 130 ألف جندي.
مجلس الأمن
وتأتي التطورات الميدانية بينما عقد مجلس الأمن الدولي جلسة غير رسمية لبحث مشروع القرار الأميركي بشأن دور المنظمة الدولية في العراق. ويأتي الاجتماع وسط استمرار تباين المواقف بين الولايات المتحدة وكل من فرنسا وألمانيا وروسيا إزاء إعادة السيادة للعراقيين وضرورة تحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال.
وقد طالب وزير الخارجية الأميركي كولن باول الدول المعارضة لمشروع القرار بمقترحات بديلة عن مستقبل العراق بدلا من إطلاق الأحكام على مشروع القرار الأميركي.
ويقضي المشروع بتشكيل قوة دولية للمساهمة في "الحفاظ على الأمن والاستقرار في العراق" بقيادة أميركية. لكن باريس وبرلين رفضتا الخطة وقالتا إنها لا تتخلى عن السلطة للعراقيين أو الأمم المتحدة بالسرعة الكافية.
وقال السفير البريطاني في مجلس الأمن أمير جونس باري إن أعضاء المجلس "تبادلوا وجهات النظر بشكل جيد" بشأن الخطة الأميركية. وأضاف باري الذي يرأس المجلس هذا الشهر "يجب في المرحلة القادمة على صاحب المشروع أن يقدمه رسميا".
وفي ضوء هذه المعارضة يتوقع مراقبون أن تقدم واشنطن بعض التنازلات وتدخل في خطتها قدرا من التعديلات. ويقول مراسل الجزيرة في نيويورك إن فرنسا وألمانيا تريدان تحديدا أن يتخلى الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر عن بعض صلاحياته.