الجزيرة تندد باعتقال إسبانيا لمراسلها علوني

أدانت قناة الجزيرة اعتقال السلطات الإسبانية مراسلها تيسير علوني من منزله بغرناطة واعتبرته خطوة جديدة في طريق المضايقات التي يتعرض لها الإعلاميون بشكل عام ومراسلو القناة بشكل خاص.
وأكد الناطق باسم الجزيرة جهاد بلوط أن القناة وكلت محاميا للدفاع عن علوني الذي تتهمه سلطات مدريد بوجود صلات له مع أعضاء من تنظيم القاعدة واستغلال مهنته الصحفية للاتصال بالحركة.
وأضاف أن القناة تجري أيضا اتصالات بالحكومة الإسبانية كما تجري اتصالات مع المنظمات الأهلية الدولية التي تهتم بالدفاع عن حرية الصحافة.
وقالت الشرطة الإسبانية إن اعتقال علوني تم بأمر من القاضي بلتاسار غارثون الذي يتولى ملف التحقيق في قضية تفكيك خلية بزعم صلتها بتنظيم القاعدة. يشار إلى أن غارثون باشر أيضا قضية تسليم أوغستو بينوشيه.
وينتظر علوني الذي يحمل الجنسيتين السورية والإسبانية والمحتجز في مركز شرطة غرناطة المثول أمام القاضي بمدريد في غضون ثلاثة أيام.
وفي اتصال مع الجزيرة, قالت عقيلة علوني إن زوجها اعتقل ظهر الجمعة عندما حضرت إلى منزله قوة أمنية باللباس المدني ومعها مذكرة اعتقال وتفتيش منزله.
خلية أبو دحدح
وزعمت مصادر أمنية أن علوني يشتبه في أنه يقيم علاقة مع أشخاص على صلة بتنظيم القاعدة خصوصا مع عماد الدين بركات جركس الملقب بأبو دحدح المعتقل بتهمة تزعم خلية إسلامية اعتقلت بإسبانيا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2001.
وكانت صحيفة ألبايس الإسبانية أكدت في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2001 أن الشرطة راقبت علوني على مدى عام تقريبا للاشتباه في صلاته بتنظيم القاعدة. وعندما كان علوني يعمل في غرناطة حتى فبراير/ شباط 2000 في القسم العربي لوكالة الأنباء الإسبانية كانت مكالماته الهاتفية خاضعة للمراقبة بأمر من القضاء.
ويبدو أن هذه الاتهامات مدفوعة بالانفرادات الصحفية التي ظفر بها علوني أثناء عمله بأفغانستان بما فيها لقاؤه مع زعيم القاعدة أسامة بن لادن والبيانات التي حصل عليها لاحقا. غير أن هذه المنجزات كانت ثمرة علاقات أقامها علوني بصفته صحفيا متمرسا وهي منجزات جعلت الجزيرة المصدر الوحيد لأخبار غزو أفغانستان.
وقد لعب علوني دورا متميزا في تغطية الغزو الأنجلو أميركي للعراق أيضا. وقد نجا تيسير من الموت بأعجوبة مرتين حين قصفت القوات الأميركية مكتب الجزيرة في كابل بأفغانستان في نوفمبر/ تشرين الثاني 2001 والمرة الثانية في 8 أبريل/ نيسان 2003 في القصف الأميركي لمكتب الجزيرة ببغداد.
وأصدرت اللجنة العربية لحقوق الإنسان بيانا شجبت فيه اعتقال علوني، واعتبرته اعتداء صارخا على حرية الصحافة. وطالبت اللجنة بالإفراج عنه والاعتذار له ولذويه عن التصرف الذي وصفته بأنه غير لائق بإسبانيا.