مصرع جنديين أميركيين في هجومين منفصلين بالعراق

أعلن الجيش الأميركي أن جنديين أميركيين قتلا وأصيب بضعة جنود آخرين في كمين وانفجار في العراق أمس في واحد من أكثر الأيام دموية على القوات الأميركية منذ استيلائها على العاصمة بغداد في التاسع من أبريل/ نيسان الماضي.
وقالت القيادة المركزية في بيان إن مسلحين أطلقوا النار من بنادق آلية ومدافع رشاشة وقذائف صاروخية على قافلة قرب بلدة حديثة على مسافة 180 كلم شمالي غربي بغداد مما أدى لمقتل جندي أميركي. وبعد ذلك بساعات تعرضت قافلة عسكرية أميركية لانفجار على طريق سريع في ضواحي بغداد مما تسبب في مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين وتدمير مركبتهم العسكرية.
وذكرت القيادة في بيانها أن المركبة مرت على لغم أرضي أو قذيفة مدفعية لم تنفجر وأن الانفجار كان فيما يبدو نتاج "عمل معاد". وطوقت قوات أميركية تدعمها الدبابات موقع الانفجار.
وفيما يشير إلى زيادة محتملة لمثل هذه الهجمات أعلن الجيش الأميركي عن هجومين آخرين أمس. وأفاد بيان أميركي آخر أن موقعا للشرطة العسكرية في بعقوبة شمالي بغداد تعرض لهجوم بقنبلة يدوية.
وأضاف البيان أن جنودا من الجيش الخامس بحثوا عن المهاجمين وأطلقوا النار مرتين فقتلوا سيدة تجاهلت الطلقات التحذيرية وواصلت التقدم نحوهم وهي تخفي قنبلتين على حد ما جاء في البيان. وفي الواقعة الأخيرة قال الجيش إن مهاجما مجهولا أطلق قذيفة صاروخية على جنود من الفرقة 101 المحمولة جوا كانوا يقومون بدورية في بيجي لكن القذيفة لم تنفجر.
نزع السلاح
من جهة أخرى أعلن رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق محمد باقر الحكيم تحفظه بشأن مسألة نزع أسلحة العراقيين التي طلبت تنفيذها قوات الاحتلال الأميركية في العراق.
وقال الحكيم في مقابلة مع رويترز إنه يجب إعطاء العراقيين الحق في الدفاع عن أنفسهم بعد فشل قوات الاحتلال الأميركي في حمايتهم. وأوضح أن مسألة نزع سلاح الجماعات والقوى العراقية تقتضي وجود حكومة أو نظام يحكم البلاد, وبغير ذلك يكون من حق المواطن العراقي حمل السلاح والدفاع عن نفسه.
واعتبر الحكيم أن قوات التحالف لا تستطيع فرض القانون والنظام ورأى أنه من الأفضل لو أنهم ناقشوا الأمر مع القوى السياسية العراقية كي تتعاون معهم في استعادة الاستقرار والأمن.
وفي سياق آخر حذر شيوخ عشائر الفرات الأوسط الذين يمثلون نحو خمسة ملايين عراقي من مغبة انفجار الوضع الأمني في وجه قوات الاحتلال الأميركية والبريطانية في حال تفاقم الأوضاع الأمنية والاقتصادية في العراق وعدم استجابة قوات الاحتلال لمطالبهم المتعلقة بإعادة تفعيل مؤسسات الدولة.
كما تظاهر عدد من أفراد الجيش العراقي السابق، احتجاجا على قرار حل الجيش ووزارة الدفاع العراقية.
وشارك عشرات الأشخاص في المظاهرة للمطالبة بحقوق أكثر من مليون من منتسبي الجيش العراقي. وقال المتظاهرون إن الجيش للعراق وليس للرئيس المخلوع صدام حسين وإن قرار الحاكم الأميركي بحل الجيش أفقد العراق هيبته وكرامته.
وهدد العقيد أحمد عبد الله أحد المشاركين في التظاهرة باللجوء إلى السلاح إذا لم تتم تسوية أوضاعهم. من جهته أكد العقيد زياد خلف "نحن عسكريون معتادون على القتال ولدينا متطوعون للاستشهاد وسنسترد بالقوة ما أخذ منا بالقوة".
انتخابات كركوك
وفي مدينة كركوك شمالي العراق، خسر المرشحون العرب في انتخابات للمرة الثانية خلال يومين. فقد أخفقوا اليوم في الفوز بأحد المقاعد الثلاثة لمساعدي المحافظ التي حصل عليها كردي وتركماني وآشوري. ورغم احتجاجات العرب على نسب التمثيل في مجلس المحافظة، فإنهم في حيرة بين خشيتهم من السكوت على ما يعتبرونه ظلما، وبين إغضاب الأميركيين إن هم احتجوا.
والأمر المهم الآن هو اختيار رئيس البلدية الذي تردد أنه سيكون كرديا سيختاره المجلس المؤلف من 30 عضوا بعد غد الأربعاء. وقال عضو عربي بارز في المجلس إن غياب عنصر عربي بين مساعدي رئيس البلدية لا يثير قلقا كبيرا. وأشار إلى أن رئيس البلدية من المرجح أن يكون كرديا وأعرب عن أمله في أن يكون نائبه عربيا.
وشهدت الانتخابات التي أجريت السبت الماضي احتجاجات من جانب العرب والتركمان الذين هددوا بمقاطعة انتخابات رئيس البلدية احتجاجا على عدم تمثيلهم في تكتل من ستة مستقلين خمسة منهم من الأكراد. وغضب النواب العرب كذلك لاعتقال سبعة من جماعتهم أغلبهم بسبب مزاعم أنهم من الأعضاء البارزين في حزب البعث الذي تم حله.