دو فيلبان يلتقي عرفات رغم اعتراض إسرائيل

أجرى وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان محادثات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقره المحاصر في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وسلم دو فيلبان الرئيس عرفات رسالة خطية من نظيره الفرنسي جاك شيراك تدعم عملية السلام وتشجع الفلسطينيين على المضي قدما في العملية. وبدأ دو فيلبان زيارته للأراضي الفلسطينية اليوم ضمن جولته الحالية التي تمتد يومين في إسرائيل ومناطق السلطة.
ورحب عرفات بالموافقة الإسرائيلية على خطة السلام الدولية المعروفة باسم خارطة الطريق، لكنه أبدى قلقا من التحفظات الإسرائيلية على الخطة، وطالب المجتمع الدولي بالمضي قدما في خارطة الطريق دون أي تعديلات.
وأشار الرئيس الفلسطيني في مؤتمر صحفي مشترك مع دو فيلبان عقب اللقاء إلى أن الفلسطينيين كان لهم تحفظاتهم على الخارطة إلا أنهم آثروا القبول بها حرصا على عملية السلام. وأعرب عن رضاه للجهود الدولية المبذولة لإنهاء الصراع في المنطقة.
من جانبه وصف دو فيلبان موافقة إسرائيل على خارطة الطريق بأنها خطوة مهمة في طريق إحلال السلام في الشرق الأوسط والتي قال إنها جاءت بعد الموافقة الفلسطينية عليها. وقال إن فرنسا والاتحاد الأوروبي سيبذلان أقصى جهد من أجل ضمان نجاح هذه الخطة مطالبا جميع الأطراف المعنية بتحمل مسؤولياتها لتحقيق السلام.
ومن المقرر أن يلتقي الوزير الفرنسي برئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، إضافة إلى وزير الشؤون الخارجية نبيل شعث.
لكن جدول أعماله لا يشمل اللقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون الذي رفض استقباله لإصراره على الاجتماع بعرفات.
وقد حث وزير الخارجية الفرنسي إسرائيل والفلسطينيين أمس على إظهار عزيمة في تنفيذ خطة خارطة الطريق بعدما وافقت الحكومة الإسرائيلية على المبادرة. وقال للصحفيين بعد لقائه بنظيره الإسرائيلي سيلفان شالوم "أعتقد أن لدينا كل الفرص المناسبة كي نمضي إلى الأمام… وبالطبع فإننا نعتقد أننا جميعا بحاجة إلى طاقة وعزيمة لتنفيذ هذه الخارطة الآن".
وفي إطار زيارته للأراضي الفلسطينية فمن المنتظر أن يزور الوزير الفرنسي مخيم الأمعري للاجئين في مدينة رام الله بالضفة الغربية لتفقد أوضاع اللاجئين الفلسطينيين الذين تصر إسرائيل على رفض حقهم في العودة في أي مفاوضات مقبلة مع الفلسطينيين. وكان دو فيلبان قد استهل لقاءاته بالفلسطينيين باستقبال وفد من شخصيات فلسطينية من القدس المحتلة قبل أن ينتقل إلى رام الله.
عملية السلام للواجهة
وعادت جهود عملية السلام في الشرق الأوسط -والتي توقفت منذ 32 شهرا إثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي- إلى الواجهة بعد قرار الحكومة الإسرائيلية بالموافقة على خطة السلام الجديدة المعروفة باسم خارطة الطريق والمدعومة دوليا.
ويعد مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون لعقد لقاء محتمل بين شارون وأبو مازن في غضون الأيام القليلة القادمة ليكون الثاني من نوعه بين المسؤولين في أقل من أسبوعين.
وتوقع مسؤول فلسطيني كبير أن يلتقي عباس بنظيره شارون اليوم الاثنين لبحث تطبيق خطة خارطة الطريق. ويأتي هذا الإعلان عقب تصويت أغلبية ضئيلة في الحكومة الإسرائيلية لصالح الخطة ولكن دون الموافقة على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
ويتزامن الإعلان عن عقد اللقاء، مع أنباء أفادت بأن قمة ستجمع الرئيس الأميركي جورج بوش برئيسي الوزراء الإسرائيلي والفلسطيني على الأرجح أن تعقد في العقبة بالأردن في غضون الأسابيع الثلاثة القادمة.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم إن الموعد النهائي ستحدده الإدارة الأميركية. ولم يستطع رعنان غيسين المتحدث باسم شارون تأكيد عقد مثل هذه القمة، وقال "لا أعلم أين ومتى ستعقد هذه القمة، لم يتخذ أي قرار بعد، ويعود إلى الولايات المتحدة تحديد هذا الأمر".
كما أن المتحدث باسم البيت الأبيض نفى أن يكون هناك أي تحديد لموعد أو مكان مثل هذه القمة. ويقول محللون إن إدارة بوش تريد أن ترى تقدما في بداية تنفيذ الخطة قبل أن تلزم نفسها بمثل هذا اللقاء.
وكان مسؤولون أميركيون ذكروا أن بوش قد يقرر لقاء عباس وشارون في شرم الشيخ بمصر بعد قمة مجموعة الثماني التي ستعقد في إيفيان بفرنسا مطلع يونيو/حزيران المقبل.