الحكومة الإسرائيلية تصوت على خارطة الطريق

توقعت مصادر سياسية أن يحصل رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون اليوم على تأييد لخطة السلام التي تدعمها واشنطن والمعروفة باسم "خارطة الطريق" رغم اعتراض وزراء من حزبي المفدال وإسرائيل بيتنا الأكثر تطرفا في إسرائيل وذلك لما تنص عليه هذه الخطة من إنشاء دولة فلسطينية.
ومع وصف بعض كبار أعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه شارون الخطة بأنها "الأخطر" في تاريخ عملية السلام في الشرق الأوسط أفادت تقارير بأن شارون حذر بعض الوزراء من أن رفض الخطة قد يثير أزمة مع واشنطن حليف إسرائيل الرئيسي.
وقال شارون في تصريحات نشرت اليوم في صحيفة يديعوت أحرونوت إن "الوقت قد حان" للتوصل إلى اتفاق لمبادلة الأرض بالسلام مع الفلسطينيين. وأضاف "لن يعلمني أحد ما هي الأراضي التي سنكون مطالبين بتركها، لست أقل ارتباطا بها من هؤلاء الذين يتحدثون من أبراج عالية.. لكننا يجب أن نكون واقعيين بشأن ما يمكننا وما لا يمكننا الاحتفاظ به".
وتوقعت المصادر أن يحصل شارون على أغلبية داخل حكومته الائتلافية المؤلفة من 23 عضوا تأييدا لخارطة الطريق التي قبلها على مضض يوم الجمعة بعد أسابيع من التردد وتقديم قائمة من التحفظات الإسرائيلية لواشنطن.
ردود فعل
وقال كبير مراسلي الجزيرة في فلسطين إن رئيس الوزراء الإسرائيلي عقد صباح اليوم اجتماعا مع وزراء حزبه الليكود لإقناعهم بتأييد خطة خارطة الطريق قبل عرضها بعد قليل على اجتماع مجلس الوزراء.
من جهته قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل إن هناك طعما قاتلا في ثنايا خارطة الطريق، وناشد حكومة محمود عباس والفلسطينيين عدم التورط في صراعات فلسطينية أو في نزع السلاح أو الاعتقالات "مادام العدو الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية".
وأضاف مشعل في لقاء مع الجزيرة أن حركة حماس والقوى الفلسطينية لديها القدرة الحقيقية على عدم الوقوع في هذا الفخ، وأنها رغم اختلافها مع السلطة الفلسطينية فإنها تدعو للوحدة الوطنية عندما يتعلق الأمر بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني، وأكد أن خارطة الطريق "لن تقود إلى دولة فلسطينية".
وتوقع المراسل الدبلوماسي للتلفزيون الإسرائيلي شلومو غانور حصول الخطة على التأييد اللازم ولكنه قال في مقابلة مع الجزيرة "إن هناك أسئلة ملحة بعد موافقة الإسرائيليين على الخطة".
وتساءل هل سيتوقف ما أسماه الإرهاب الفلسطيني، وهل سيقبل الفلسطينيون ومن بعد العرب بوجود دولة إسرائيل، وهل سيتنازل الفلسطينيون عن حق العودة "الذي يعني إنهاء دولة إسرائيل".
تصعيد إسرائيلي
وميدانيا أفاد مصدر طبي فلسطيني ومصدر عسكري إسرائيلي أن فلسطينيا في العشرين من عمره قتل برصاص قوات الاحتلال أمس في محيط مستوطنة كفار داروم في دير البلح وسط قطاع غزة حيث أصيب بعيار ناري قاتل في الصدر.
وقال المصدر الفلسطيني إن الشهيد هو حمدي حماد أبو خوصة من مخيم البريج وسط قطاع غزة وقد تبين أنه مختل عقليا, وأضاف أن جيش الاحتلال قام بتجريد الشهيد من ملابسه قبل تسليمه للجانب الفلسطيني.
كما استشهد مواطن فلسطيني آخر برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي التي أطلقت نيران رشاشاتها الثقيلة وعددا من القذائف في منطقة أبو صفية شرقي بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وفي الضفة الغربية اجتاحت قوات الاحتلال مدينة طولكرم وفرضت عليها حظرا للتجول وشنت حملة دهم واسعة واحتلت مرافق عامة فيها، في حين شهدت مدينة نابلس مواجهات دامية مع قوات الاحتلال.
ومن جهة ثانية ذكر مصدر أمني فلسطيني وشهود عيان أن قوات الاحتلال الإسرائيلي معززة بجرافتين عسكريتين ودبابات توغلت مساء أمس في منطقة قيزان النجار جنوب شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة وهدمت أربعة منازل فلسطينية وجرفت أراضي زراعية.
وقبل ذلك بساعات توغلت الجرافات والدبابات الإسرائيلية في بلدة خزاعة شرقي خان يونس وجرفت مساحات واسعة تقدر بـ300 دونم من الأراضي الزراعية.