الاحتلال يطارد المقاومة بعملية واسعة في طولكرم

An Israeli soldier sits atop his tank positioned on the outskirts of the northern West Bank town of Tulkarem, June 19, 2002. Israel will gradually reoccupy Palestinian areas until terrorism stops, the government announced Wednesday in a major policy change prompted by a deadly bus bombing Tuesday that killed 19 Israelis. REUTERS/Gil Cohen Magen


اجتاحت قوات عسكرية إسرائيلية كبيرة تدعمها المروحيات مدينة طولكرم ومخيمها شمالي الضفة الغربية فجر اليوم، في عملية قال الجيش إنها تهدف إلى تفكيك البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية. وسارعت هذه القوات إلى فرض حظر التجول على المدينة وشنت حملة دهم واسعة.

وذكر المواطنون أن نحو 50 آلية عسكرية توغلت في المدينة، وأن الجنود احتلوا عددا من المباني والمساكن وحولوها إلى ثكنات عسكرية في شمالي المدينة وضاحية ذنابة. وقال مراسل الجزيرة في طولكرم إن الجنود الإسرائيليين باشروا بتفتيش المنازل بحثا عن مطلوبين لإسرائيل.

وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي شن العملية التي أطلق عليها اسم "استئصال الجذور" يشارك فيها مئات الجنود وعشرات المدرعات.

وقالت إن العملية تهدف إلى اعتقال فلسطينيين ملاحقين أعضاء بحركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي المسؤولتين عن معظم العمليات الفدائية ضد إسرائيل. وقد اعتقل الجنود الإسرائيليون في مخيم طولكرم للاجئين ثلاثة أجانب من لجان التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني بينهم أميركيان.

وفي منطقة شمالي رام الله فرض الإسرائيليون حظر التجول على قرى بيت ريما ودير غسانة. وذكر مواطنون في القريتين أن جيش الاحتلال قام بعمليات تمشيط وتفجير للكهوف في محيط القريتين بحثاً عن نشطاء الانتفاضة.

إعلان

وتزامنت هذه التطورات مع الحديث عن موافقة إسرائيلية على خطة خارطة الطريق لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

خارطة الطريق

undefinedوسياسيا شددت القيادة الفلسطينية خلال اجتماع في رام الله ضم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وبعض أعضاء الحكومة الفلسطينية، على ضرورة تنفيذ خارطة الطريق التي أعدتها اللجنة الرباعية الدولية دون أي تغيير.

وجاء في بيان صدر بعد الاجتماع الذي ترأسه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وشارك فيه رئيس الوزراء محمود عباس أن القيادة الفلسطينية تتابع الاهتمام الأميركي الجدي بتنفيذ خارطة الطريق، وتؤكد أهمية الالتزام الدقيق بها دون تغيير.

وقال البيان إن القيادة الفلسطينية ترى أن التعامل الفلسطيني مع خارطة الطريق يقوم على قاعدة الالتزام التام بجميع عناصرها ومراحلها وجداولها من قبل جميع الأطراف.

يأتي ذلك مع إعلان إسرائيل أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش وافقت مبدئيا على 12 ملاحظة من أصل 14 قدمتها الحكومة الإسرائيلية عن الخطة, في حين رفضت شرطي تخلي الفلسطينيين عن حق العودة قبل إقامة الدولة والتخلي أيضا عن المبادرة السعودية.

لكن وزير الخارجية الأميركي كولن باول قال إن بلاده لن تدخل أي تعديلات على خارطة الطريق، وأشار إلى أن واشنطن ستنظر في الملاحظات التي أبدتها إسرائيل بشأن الخطة وستوليها كل العناية عند التطبيق.

وفي بيان مشترك صادر عن باول ومستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس جاء أن "حكومة الولايات المتحدة تلقت ردا من الحكومة الإسرائيلية توضح فيه مخاوفها الكبرى إزاء خارطة الطريق".

undefinedوقال البيان إن الولايات المتحدة تشارك الحكومة الإسرائيلية الرأي في أن هذه المخاوف حقيقية وسوف تعالجها بشكل تام وجدي في تطبيق خارطة الطريق.

وكان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون قد نقل عنه استعداده لقبول خارطة الطريق التي ستعرض على اجتماع الحكومة غدا الأحد, شريطة الحصول على تطمينات أميركية تشير إلى الموافقة على ملاحظات إسرائيل.

إعلان

وفي السياق نفسه قال الرئيس جورج بوش إنه سيدرس بجدية الاجتماع مع رئيسي الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون والفلسطيني محمود عباس بشأن تطبيق خارطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط.

وأبلغ بوش الصحفيين بعد محادثات مع رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي أنه "يستطلع الفرص" بشأن عقد قمة ثلاثية، وأضاف "إذا كان الاجتماع سيحقق تقدما صوب دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام فسوف أدرس بجدية مثل ذلك الاجتماع".

وأوضح أنه يتفهم وجود صعوبات تعترض عملية السلام ولكنه يؤمن بأنه سيتحقق، وقال إن شارون وافق على خارطة الطريق "وهذا بحد ذاته إنجاز". وقال مسؤولون أميركيون إن بوش قد يضيف اجتماعا مع شارون وأبو مازن إلى رحلة في الشرق الأوسط عقب جولته الأوروبية المرتقبة لحضور اجتماعات مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى في باريس أوائل الشهر المقبل.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان