الاحتلال يتوغل بجنين وبوش يدرس لقاء شارون وأبو مازن

أفاد مراسل الجزيرة في فلسطين أن قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلت من محاور عدة باتجاه مدينة ومخيم جنين. وقد انتشرت نحو 20 آلية عسكرية إسرائيلية في هذه المناطق، وقامت بحملة تفتيش ودهم, اعتقلت خلالها 10 أشخاص.
وأوضح المراسل أن اشتباكات اندلعت بين رجال المقاومة الفلسطينية وجنود الاحتلال في المنطقة. لكن حالة من الهدوء تسود المنطقة بعد أن أخلت قوات الاحتلال المواقع التي تمركزت فيها في مدينة جنين ومخيمها.
وأضاف أن القوات الإسرائيلية توغلت كذلك في بلدة قريبة من مدينة جنين، وهدمت منزل عائلة هبة ضراغمة، منفذة العملية الفدائية في العفولة داخل الخط الأخضر.
وكانت القوات الإسرائيلية قد شددت حصارها على مدن الضفة الغربية وفرضت إغلاقا تاما على مدينة جنين.
واعتدى الجنود الإسرائيليون على مواطنين عائدين من أعمالهم خارج رام الله كما منعوهم من الدخول إليها، وقطع الجنود الشارع الرئيسي الذي يستخدمه طلبة جامعة بيرزيت مما أدى إلى تعطيل وصولهم إلى جامعتهم.
وفي نابلس أكدت مصادر طبية أن الفتى الفلسطيني كمال نواهضة (12 عاما) الذي أعلنت مصادر أمنية فلسطينية وفاته في وقت سابق, في حال الخطر بمستشفى نابلس. وقد أصيب نواهضة في رأسه أمس برصاص الجنود الإسرائيليين الذين اقتحموا قرية اليامون القريبة من جنين شمال الضفة الغربية وفتحوا النار على مجموعة من الفتيان كانوا يواجهونهم بالحجارة.
لقاء أبو مازن حماس
على صعيد آخر عقد رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس أمس اجتماعا في غزه مع ممثلين عن قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وحضر اللقاء من جانب الحكومة وزير الدولة لشؤون الأمن الداخلي محمد دحلان، بينما حضره عن حماس إسماعيل هنية وعبد العزيز الرنتيسي ومحمود الزهار.
وقال محمود عباس إن الهدف من لقاء نشطاء حماس كان ثنيهم عن القيام بعمليات فدائية ضد إسرائيل. وذكر بيان صادر عن ديوان رئيس الوزراء أن محمود عباس "أكد التزامه باستمرار الحوار مع المعارضة من أجل الوصول إلى تفاهم على أساس ما جاء في بيان الحكومة مع الإصرار على أن الاقتتال الداخلي هو خط أحمر واضح".
وأضاف أنه أكد لقادة حماس أن "جميع الفصائل السياسية لها الحرية في التعبير ديمقراطيا عن آرائها السياسية في القانون والتعددية السياسية وليس الأمنية". وأوضح أنه تم الاتفاق على استمرار اللقاءات والحوار.
بالمقابل أكد إسماعيل هنية أن اللقاء لا علاقة له بحوار القاهرة. وقال هنية في لقاء مع الجزيرة إن الاتفاق تم على تعزيز الوحدة الوطنية ومنع أي شكل من أشكال الاقتتال الفلسطيني الداخلي.
من جهته أكد الرنتيسي للصحفيين أنه تم الاتفاق مع أبو مازن على مواصلة اللقاءات والنقاشات. وأضاف أن أبو مازن شرح في اللقاء الوضع السياسي والداخلي وتحدث عن رؤية شاملة لمجمل الأوضاع.
تعزيز السلام
وفي تطور آخر قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن الرئيس الأميركي جورج بوش يدرس الاجتماع مع رئيسي الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون والفلسطيني محمود عباس لمناقشة خطته لإحلال السلام في الشرق الأوسط والمعروفة باسم خارطة الطريق.
وأضاف المسؤولون أن بوش لم يتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن هل سيجتمع معهما وأين ومتى يمكن عقد الاجتماع. وأوضح المسؤولون أن من بين المواقع المحتملة للاجتماع منتجع شرم الشيخ المصري أو مدينة جنيف في سويسرا.
من جانبه قال وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم إن الرئيس الأميركي قد يعقد اجتماع قمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي والفلسطيني. وأوضح شالوم أن القمة قد تعقد في أوروبا أو في إسرائيل، حيث من المحتمل، حسب مصادر صحفية أميركية، أن يقوم بوش بأول زيارة له إلى الشرق الأوسط منذ وصوله إلى البيت الأبيض.
في سياق متصل قال المتحدث باسم البيت الأبيض أمس أن بوش اجتمع الأربعاء الماضي مع وزير المالية الفلسطيني سلام فياض دون أن يذكر تفاصيل عن الاجتماع. وقال آري فليشر للصحفيين إن بوش يدفع كافة الأطراف لتحقيق تقدم داعيا إلى قبول خارطة الطريق.
والاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض هو ثاني اتصال لبوش مع مسؤول فلسطيني بارز هذا الأسبوع بعد أشهر من الإعراض عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
ويحظى فياض، وهو خبير اقتصادي مستقل سياسيا وعمل في السابق لدى صندوق النقد الدولي، بمصداقية لدى إسرائيل التي وجهت عبره إيرادات ضريبية كانت مدينة بها لحساب الفلسطينيين إلا أنها احتجزتها منذ بداية الانتفاضة.