الاحتلال يجتاح بيت حانون ويلغي زيارة أبو مازن

توغلت عشرات الآليات والدبابات والجرافات الإسرائيلية في بيت حانون شمالي قطاع غزة، معيدة احتلال البلدة بعد يوم واحد من انسحابها منها. وقال شهود عيان إن الاجتياح تم وسط إطلاق نار كثيف دون أن ترد أخبار عن وقوع ضحايا.
وأفاد مسؤول في وزارة الشؤون المدنية الفلسطينية بأن رئيس الوزراء محمود عباس قرر إلغاء زيارة كان من المفترض أن يقوم بها إلى بلدة بيت حانون وذلك "لأسباب أمنية".
وباشرت قوات الاحتلال فور توغلها أعمال تجريف في أراض في البلدة. وكانت القوات الإسرائيلية قبل انسحابها أمس هدمت 15 منزلا واقتلعت مئات الأشجار ودمرت أنظمة المياه والمجاري الصحية.
وقال مراسل الجزيرة في فلسطين إن القوات الإسرائيلية أعلنت أن عملياتها في بيت حانون التي أسمتها "العملية المتحركة والسرية" لم تنته، وأنها تبعا لذلك تستطيع التوغل في البلدة في أي وقت.
وأوضح المراسل أن قوات الاحتلال أقامت حواجز ترابية على مداخل البلدة، ونشرت لافتات أوضحت فيها أن البلدة منطقة أمنية مغلقة أمام الصحفيين وحركة المواطنين ويشمل ذلك المنظمات الدولية العاملة هناك.
وأثناء احتلال القوات الإسرائيلية بيت حانون لخمسة أيام استشهد ثمانية فلسطينيين برصاص الجنود الإسرائيليين وهم أربعة مسلحين وأربعة فتية دون الخامسة عشرة، كما أصيب 65 مواطنا فلسطينيا بجروح.
ووصفت إسرائيل عملياتها في بيت حانون بأنها تهدف إلى منع رجال المقاومة الفلسطينية من إطلاق صواريخ على بلدات إسرائيلية داخل الخط الأخضر. في حين احتجت 18 منظمة دولية -بينها العديد من وكالات الأمم المتحدة- على مجمل العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة والقيود التي تفرضها قوات الاحتلال على المنطقة.
تصعيد إسرائيلي
وفي وقت سابق من مساء أمس أفاد مراسل الجزيرة في طولكرم بأن آليات عسكرية إسرائيلية تساندها مروحيتا أباتشي اجتاحت بلدتي صيدا وعلار شمالي مدينة طولكرم وفرضت عليهما حظر التجول. وقامت قوات الاحتلال بعمليات تفتيش واسعة في المنطقة.
وأشار المراسل إلى وجود عسكري مكثف بمنطقة طولكرم خصوصا في المنطقة المحاذية للخط الأخضر، موضحا أن اشتباكات مسلحة تدور بين رجال المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في المنطقة الواقعة بين البلدتين.
من جهتها أفادت مراسلة الجزيرة في فلسطين بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتَقلت سبعة فلسطينيين في مدينة الخليل بدعوى أن ستة منهم ينتمون إلى حركة حماس، واعتقلت فلسطينياً آخر في بلدة سالم في مدينة نابلس.
وفي المدينة ذاتها فَجرت القوات الإسرائيلية منزلين يعودان لشاب وفتاة من كوادر حركة فتح نفذا عمليتين فدائيتين. وكانت قوات الاحتلال اعتقلت أمس 18 فلسطينيا في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية.
وقد أعلنت السلطات الإسرائيلية حالة التأهب تحسبا لعمليات فدائية جديدة في أعقاب موجة العمليات الأخيرة. وأقامت الشرطة الإسرائيلية الكثير من الحواجز الأمنية داخل الخط الأخضر. وألغت الشرطة وأجهزة الأمن الإسرائيلية جميع إجازات عناصرها، وذلك في إطار حالة الاستنفار القصوى.
بوش يهاتف عباس
وعلى الصعيد السياسي أجرى الرئيس الأميركي جورج بوش اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمود عباس هو الأول منذ تولي عباس منصبه أواخر الشهر الماضي، وذلك في محاولة لإنقاذ خطة السلام المعروفة باسم خارطة الطريق، وحثه على العمل على وقف الهجمات ضد إسرائيل.
وتحدث بوش مع عباس الذي تولى السلطة يوم 30 أبريل/نيسان الماضي لمدة 15 دقيقة فيما وصفه البيت الأبيض بأنه كان "حديثا وديا ومفعما بالأمل".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض آري فليشر للصحفيين إن بوش أكد أن على جميع الأطراف المعنية أن تتخذ خطوات ملموسة لوقف أعمال العنف واستئناف محادثات السلام، وشدد على رؤيته لقيام دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام.
ودعا الرئيس الأميركي إلى تنسيق الجهود بين كل الأطراف العربية وإسرائيل "لخلق الظروف من أجل السلام والأمن في الشرق الأوسط". وأضاف فليشر أن بوش "أكد التزامه بأمن إسرائيل".
ووصف بوش عباس بأنه رجل يمكنه العمل معه، وقال فليشر إن "الرئيس يعتقد أن أبو مازن يريد أن يفعل الشيء الصحيح ويريد أن يعمل من أجل السلام".