معارك ضارية قرب البصرة بعد قصف بغداد والموصل


undefined

أفاد مراسل الجزيرة في البصرة أن أصوات تبادل إطلاق نيران المدفعية كانت تسمع من جهة منطقة الزبير بين البصرة وأم قصر. وأضاف أن معارك تدور هناك بين القوات الأميركية البريطانية والقوات العراقية التي تحاول إعادة تحرير مطار البصرة الدولي الذي احتلته القوات الغازية.

وقد عززت القوات الأميركية وجودها في ميناء الزبير على شط العرب جنوبي بغداد، وتشكلت هذه التعزيزات من وحدات مدرعة إضافة إلى قطع مدفعية وبنادق آلية منصوبة على عربات، فضلا عن جنود من مشاة البحرية المارينز.

من جهة ثانية تعرضت العاصمة بغداد قبيل منتصف الليلة الماضية لقصف جوي عنيف على دفعتين بفارق دقائق قليلة. وأدت نحو ستة انفجارات إلى ارتفاع كرات من اللهب إلى السماء. وقالت مصادر إخبارية إن القوات العراقية أطلقت على الأقل صاروخين أرض جو ودفعات من نيران المدفعية المضادة للطائرات مع بدء الغارة الأولى. ولم تعرف بعد الخسائر أو الضحايا إثر هاتين الغارتين.

كما تعرضت مدينة الموصل في شمالي العراق لهجوم جوي حيث نفذت طائرات غارات جوية على عدة أهداف داخل المدينة وحولها في سلسلة من الهجمات استمرت 45 دقيقة على الأقل. وقال مراسل الجزيرة في الموصل إنه سمع أصوات انفجارات شديدة في عدة مناطق في المدينة ولاحظ أنه لم يتبع الانفجارات تصاعد دخان، ولم تطلق صفارات الإنذار كما هي العادة قبيل وقوع الغارات الجوية.

استهداف الحرس الجمهوري
undefinedوذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن القصف الأميركي البريطاني في العراق خلال الـ 48 ساعة الماضية استهدف خاصة مراكز النظام كالمباني الحكومية ومكاتب أجهزة الاستخبارات والأجهزة الأمنية إضافة إلى وحدات من الحرس الجمهوري.

وقال الجنرال ستانلي ماكريستال نائب مدير العمليات في هيئة أركان القوات المسلحة الأميركية إن الغارات الجوية تواصل تركيزها على "أهداف أساسية للنظام العراقي بغية إزالة التهديدات بالصواريخ البالستية وإضعاف الحرس الجمهوري والوحدات الخاصة التابعة لهذا الحرس".

وأضاف في مؤتمر صحفي في البنتاغون أن أكثر من 2000 قذيفة موجهة بدقة أطلقت منذ بدء العمليات. وأوضح أن مروحيات أباتشي هجومية بدأت بالهجوم على وحدات لقوات المدينة التابعة للحرس الجمهوري في محيط بغداد. ووصف ماكريستل هذه القوات بأنها "إحدى أفضل الفرق بالحرس الجمهوري".

سحب طائرات أباتشي

undefinedعلى صعيد آخر كشفت وزارة الدفاع الأميركية عن هوية قائدي الطائرة الهليكوبتر الهجومية طراز أباتشي التي أسقطها العراقيون أثناء معارك جنوبي بغداد أمس. وقال البنتاغون في بيان إن الطيارين هما نائب ضابط أقدم ديفد وليامز (30 عاما) من ولاية فلوريدا ونائب ضابط أقدم رولاند يونغ جونيور (26 عاما) من ولاية جورجيا. ويخدم الاثنان في قاعدة فورت هود بولاية تكساس.

وأضاف البيان أن القوات الأميركية التي اشتبكت الاثنين في معارك مع قوات المدينة التابعة للحرس الجمهوري العراقي أشركت طائرات هليكوبتر هجومية في القتال وأن إحدى طائرات الأباتشي أسقطت أثناء الاشتباكات واعتبر طاقمها في عداد المفقودين. والأباتشي طائرة هليكوبتر هجومية ذات محركين وهي الطائرة الهجومية الرئيسية بالجيش الأميركي.

وجاء اعتراف البنتاغون بعد وقت قصير من عرض التلفزيون العراقي الرسمي صور رجلين قال إنهما طاقم طائرة الأباتشي الأميركية التي أسقطها العراقيون في كربلاء وسط العراق.

وفي سياق ذي صلة نقلت مراسلة الجزيرة في واشنطن عن مصدر عسكري أميركي قوله إن ثلاثين طائرة أباتشي أعيدت إلى الكويت إثر إسقاط "طائرة أباتشي أخرى كانت تشارك في عمليات فوق كربلاء" ثمانين كيلومتر جنوب بغداد. في حين ذكرت مصادر بالبنتاغون أن القوات الأميركية ربما تكون قد دمرت الآن الأباتشي المنكوبة في كربلاء "كيلا يستفيد منها العراقيون".

توقعات بالخسارة

undefinedمن جهة ثانية توقع قائد عسكري أميركي سابق سقوط ثلاثة آلاف قتيل وجريح بين القوات الغازية التي تقودها الولايات المتحدة لاحتلال بغداد وقال إن واشنطن أخطأت في تقديرها لعدد القوات التي تحتاجها.

وأضاف الجنرال المتقاعد باري ماكفري الذي كان قائدا لفرقة المشاة الرابعة والعشرين أثناء حرب الخليج عام 1991 أن هذه القوات "تواجه معركة قاسية وخطيرة وغير مضمونة ستستمر يومين إلى ثلاثة أيام" مع اندفاعها شمالا باتجاه العاصمة العراقية.

وقال ماكفري في برنامج إخباري أذاعه تلفزيون (بي بي سي) الليلة الماضية إذا قاتل العراقيون فعلا "ولم يكن الأميركيون والبريطانيون مستعدون كفاية" فإن هذه القوات ستمر بفترة صعبة للسيطرة على بغداد وتكريت إلى الشمال الغربي. واعتبر أن وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد أساء تقدير طبيعة الحرب. وسئل ماكفري هل أخطأ رمسفيلد بعدم إرسال المزيد من القوات لبدء الهجوم البري فرد بالإيجاب قائلا إن "الجميع أبلغوه ذلك".

المصدر : الجزيرة + وكالات