قوات الغزو الأنغلوأميركية تواصل زحفها صوب بغداد


undefined
تتعرض بغداد لسلسلة من الانفجارات المتتالية والبعيدة رغم العاصفة الرملية القوية التي غطت سماءها بالغبار الأصفر، في حين تستعد العاصمة لهجوم من القوات الأميركية والبريطانية الغازية التي يقول المسؤولون الأميركيون إنها أصبحت قريبة جدا منها.

وقال مراسل للجزيرة في بغداد إن ثلاثة انفجارات هزت وسط العاصمة العراقية بعد أن قصفت القوات الأميركية والبريطانية الغازية مشارف بغداد في جهود أميركية وبريطانية على ما يبدو لاستهداف الدفاعات المحيطة بالعاصمة. وسمع دوي ثلاثة انفجارات أيضا قرب وسط العاصمة مما دفع السكان إلى الابتعاد عن الشوارع كما هرعت السيارات مبتعدة عن المنطقة.

وكثفت القوات الأميركية والبريطانية من قصفها لمدينة بغداد، وسبق أن هز نحو 17 انفجارا جنوبي بغداد اليوم. ويبدو أن القصف الذي سمع دويه وسط العاصمة استهدف الضواحي الجنوبية التي يوجد فيها -حسب واشنطن- مواقع لقوات الحرس الجمهوري المكلف الدفاع عن بغداد.


undefinedوأعلن متحدث عسكري بريطاني أن القوات الأميركية البريطانية الغازية استأنفت قصفها لقوات الحرس الجمهوري العراقي جنوب بغداد والتي كانت قد بدأته الليلة الماضية.

وفي لندن قال مصدر دفاع بريطاني إن القوات الغازية ستتخذ مواقع أولية قرب بغداد ثم تتوقف إلى أن تعزز خطوط الإمدادات. وأقر بأن عدم فتح جبهة شمالية يعني أن تلقى القوات الغازية في الجنوب مقاومة عنيفة.

من جانبه قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة ريتشارد مايرز إن أعنف المعارك في الحرب بالعراق لم تأت بعد، وتوقع أن تزداد المقاومة عنفا كلما اقتربت القوات الأميركية من بغداد.

العاصفة الرملية
وجاءت الغارات في الوقت الذي تعرضت فيه بغداد لعاصفة رملية لكنها لم توقف الهجمات. وقال المراسل إن العاصفة الرملية تملأ أجواء العاصمة وتزداد كثافة وتحيل لون السماء إلى الأصفر بحيث أصبحت الرؤية شبه معدومة ما بين مائة إلى مائتي متر.

وأضاف أنه رغم رداءة الأحوال الجوية فإن هدير الطائرات لم يتوقف ودوي الانفجارات يسمع على فترات متتالية. وقال خبير في الأرصاد الجوية إنه عادة ما يتعرض العراق لعاصفة رملية في فصل الربيع بيد أنها هذه المرة فاقت التوقعات.

وأعاقت العاصفة الرملية زحف القوات الأميركية والبريطانية الغازية والغارات الجوية، واضطرت عشرات المقاتلات الحربية للعودة إلى قواعدها دون أن تتمكن من الوصول إلى العراق. وفي وقت لاحق أقر متحدث عسكري أميركي بفقد مروحيتين من طراز بلاك هوك وأباتشي في جنوب العراق وأرجع ذلك للعواصف الرملية التي حجبت الرؤية تماما.

دعوة للمقاومة

undefinedوفي رسالة بثها التلفزيون العراقي الرسمي حث الرئيس صدام حسين القبائل والعشائر العراقية على مقاومة القوات الأميركية والبريطانية الغازية.

وجاء في الرسالة "من كان يتردد في القتال قبل الآن منتظرا أمرا فإننا بهذه الرسالة نوجه لكم أمر الإيمان والدين والوطن والجهاد".

وأضاف "قد جاء العدو وانتهك أرضكم بعد أن صار يتخطى بعض القطعات التي قضت حسابات إستراتيجيتنا أن نجعلها حول المدن الرئيسية وصارت بعض أرتال العدو تندفع مشتتة في المسالك".

البصرة
وفي جنوب العراق أعلنت قيادة القوات البريطانية أن مدينة البصرة -ثاني أكبر المدن بعد بغداد- صارت هدفا عسكريا وسياسيا للقوات البريطانية. وقالت إن هذه القوات لا تريد تجاوز البصرة وإنها تعتبرها هدفا عسكريا، وهو ما يناقض ادعاءاتها السابقة.


undefinedوقال قائد القوات البريطانية في الخليج المارشال بريان بوريدج إن القوات البريطانية تحاول كسر صمود المقاومة المتمثلة في مسلحي حزب البعث الحاكم والفدائيين الموالين للقوات الحكومية. واستبعد تحقيق نصر سريع، وفي الوقت نفسه قال إنه لا يوجد تفكير في جلب مزيد من القوات البريطانية إلى المنطقة.

كما نفى متحدث عسكري بريطاني أنباء تحدثت عن نية القوات البريطانية اقتحام مدينة البصرة لمواجهة المقاومة القوية هناك، ولكنه قال إن قواته تعتبر المدينة هدفا بعد أن عادت وحدة عراقية إلى هناك بالدبابات ولمواجهة المقاومين غير النظاميين.

وتواصلت المعارك الضارية في مدينة البصرة وسط مقاومة عراقية قوية. وأفاد مصدر عسكري بأن القوات البريطانية تخوض معركة بالدبابات مع القوات العراقية جنوبي مدينة البصرة, وادعى أنها دمرت نحو خمس دبابات عراقية مستعينة بمروحيات عسكرية. وقال مراسل الجزيرة إن قنابل عنقودية ألقيت مساء الاثنين على حي سكني في مدينة البصرة التي استمرت المعارك حولها طوال الليلة الماضية.

الناصرية وأم قصر
في هذه الأثناء أفادت أنباء بأن طابورا يضم أربعة آلاف عنصر من قوات المارينز الأميركية عبر اليوم نهر الفرات وقناة صدام في مدينة الناصرية وسط معارك كثيفة. وقال مراسل لرويترز يرافق مشاة البحرية الأميركية إن القافلة شقت طريقها عبر شوارع المدينة في طابور من المدرعات وإنها عبرت النهر ثم القناة واتجهت شمالا.

وفي ميناء أم قصر أعلن مسؤول عسكري بريطاني السيطرة على المدينة واحتلالها بعد أن شهدت مقاومة عراقية ضارية استمرت خمسة أيام. وقال قائد لواء الكوماندوز الثالث لمشاة البحرية البريطانية للصحفيين إن مدينة أم قصر "آمنة ومفتوحة"، وشرع غواصو البحرية الأميركية والبريطانية في عمليات البحث عن الألغام والشراك الخداعية في الميناء.

قتلى وجرحى

undefinedوعن الخسائر التي لحقت الطرفين أعلن وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف مقتل 16 عراقيا وجرح 95 في الـ24 ساعة الماضية، في حين زعم قائد عسكري أميركي مقتل 500 عراقي في اليومين الماضيين في عمليات القصف والمعارك التي شنتها قوات المدفعية الأميركية والوحدات الميكانيكية أثناء تقدمها في جنوب العراق باتجاه بغداد.


وأشار الصحاف إلى مقتل ثمانية من الجنود الأميركيين والبريطانيين وتدمير ثلاث مروحيات وناقلة عسكرية دمرتها امرأة استخدمت سلاح آر بي جي في جنوب العراق أمس. وأعلن ناطق عسكري عراقي أن عملية فدائية وقعت في مدينة الفاو الجنوبية، عندما فجر أحد رجال المقاومة نفسه في دبابة للقوات الغازية.

وأحصى مراسل رويترز 30 عراقيا على الأقل قتلوا في غارة للقوات الغازية فيما يبدو، بينها 20 جثة ممزقة بجوار حافلة مدمرة على بعد نحو 20 كيلومترا شمالي الناصرية بالإضافة إلى عشر جثث أخرى على الأقل داخل حطام حافلة أخرى وشاحنتين وسيارتين.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أسماء سبعة قتلى من مشاة البحرية (المارينز) قضوا في معارك قرب مدينة الناصرية الجنوبية الأحد الماضي ليرتفع بذلك عدد القتلى الأميركيين إلى 18 قتيلا.

وعلى الجانب البريطاني أعلنت القيادة المركزية المتنقلة أن جنديا من الكتيبة الأولى قتل في المعارك الجارية بقضاء الزبير جنوبي العراق ليرتفع إجمالي عدد القتلى والمفقودين بين القوات البريطانية إلى 20 جنديا.

المصدر : الجزيرة + وكالات