مؤتمر للإصلاح السياسي بالمنطقة يثير جدلا بالكويت

بدأت في الكويت أمس فعاليات مؤتمر دور الجماعات الإسلامية في الإصلاح في الشرق الأوسط، الذي تنظمه جريدة الوطن الكويتية بالتعاون مع مؤسسة كارنجي الأميركية
وبمشاركة 32 من العاملين في الحقل الإسلامي والمفكرين والكتاب المهتمين بالظاهرة الإسلامية في المنطقة.
ويناقش المؤتمر علي مدي يومين 17 ورقة تدور حول مستقبل الإصلاح السياسي في الشرق الأوسط ومفهوم الجماعات الإسلامية للإصلاح السياسي وأثر اشتراكها في الإصلاح علي الديمقراطية، وفكر الجهاد وأثره في الإصلاح السياسي.
ويأتي المؤتمر متزامنا مع الدعوات الأميركية المتكررة لما تسميه الإصلاح السياسي في الشرق الأوسط منذ أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، وقالت مصادر قريبة من المؤتمر للجزيرة نت إن فكرة المؤتمر جاءت وليدة المأزق الذي يواجهه الوجود الأميركي في المنطقة وخاصة في العراق.
ورأت هذه المصادر أن الولايات المتحدة تحاول من خلال هذا المؤتمر أن تفتح حوارا غير مباشر مع بعض الجماعات الإسلامية في المنطقة، في محاولة منها لقراءة خريطتها الفكرية عن قرب، لا سيما أن بعض التيارات الإسلامية تتبنى أو تساند المقاومة التي تلقاها القوات الأميركية المتواجدة في العراق.
وفيما يرى معارضو فكرة عقد المؤتمر أنه ليس سوى بداية لسلسلة مؤتمرات ستعقدها أميركا في المنطقة تحت عناوين مختلفة، للتعرف عن قرب على فكر الجماعات الإسلامية لمعرفة كيفية التعامل معها مستقبلا بما يخدم المصالح الأميركية، يرحب آخرون بفكرة عقد المؤتمر على اعتبار أنه وسيلة لمعرفة كل طرف الآخر عن قرب.
من جانبه قال مدير مكتب جريدة نيوزويك العربية في واشنطن محمود شمام وأحد المعنيين الرئيسيين إن المؤتمر محاولة لاستكشاف إمكانية التحول الديمقراطي التدريجي في المنطقة، طوعيا ومدى دور الحركات الإسلامية في ذلك، بالإضافة إلى محاولة المؤتمر تقديم الرؤية الأميركية المتعلقة بذلك.
وأوضح شمام أن هناك توجها متناميا في الولايات المتحدة بين التيار الليبرالي يقوم على أساس أنه لا يمكن تطبيق الديمقراطية على أساس ممارسة الضغوط أو محاولة فرضها من الخارج، وإنما من خلال الحوار والقبول الطوعي.
وقال شمام إن التيار الإسلامي بكل فصائلة هو تيار قوي وفاعل وموجود بفاعلية كأمر واقع، وأضاف شمام "من هنا كان لا بد من استكشاف رؤيته"، مشددا على أن تجاهله سوف ينشط فعاليات عديدة في مجالات بعيدة عن الحوار.
وأشار شمام إلى وجود تخوف كبير بين قطاعات واسعة داخل الولايات المتحدة من فقدان المكاسب الديمقراطية داخليا بسبب سياسات الإدارة الحالية، منوها إلى أن أميركا تفقد مصداقيتها عندما تتحدث عن الديمقراطية ولكنها على واقع الممارسة العملية فإنها تنحاز لإسرائيل.
ومن أبرز المشاركين في المؤتمر المفكر الأميركي جون أسبوزيتو والمفكر الفرنسي المعروف فرانسوا بورجات، كما حضرت المؤتمر ممثلة عن وزارة الخارجية الأميركية، ومندوب عن وكالة التنمية الأميركية إضافة إلى عدد من قيادات العمل الإسلامي السني والشيعي في المنطقة.
يذكر أن كارنجي الأميركية هي مؤسسة أميركية بحثية عريقة تم تأسيسها عام 1912 وتعبر عن الفكر الليبرالي المناوئ سياسيا لليمين المحافظ الحاكم في الولايات المتحدة. فقد عارضت هذه المؤسسة الحرب الأميركية في فيتنام كما عارضت عبر أبحاثها الحرب في العراق لكنها تحاول أن تساعد الإدارة الأميركية على بلورة صورة لما يمكن أن تسهم به الحركات الإسلامية في المستقبل.