سانشيز يتوقع تصاعد المقاومة بالعراق

حذر قائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق ريكاردو سانشيز من احتمال تصاعد عمليات المقاومة خلال الشهور التي تسبق قيام واشنطن بتسليم السيادة للعراقيين المقرر في يونيو/ حزيران العام القادم.
وقال الجنرال سانشيز في مؤتمر صحفي ببغداد إن قواته ستواصل تعقب المهاجمين بكل ما أوتيت من قوة في العدة والعتاد. وحث العراقيين على المساعدة في العثور على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الذي أوضح أنه مازال محور عمليات قوات الاحتلال.
وأكد سانشيز أن العمليات الهجومية التي بدأتها القوات الأميركية في نوفمبر/ تشرين الثاني ضد المقاومين ستستمر لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل. وكان الجنرال الأميركي قال أمس إن هجمات المقاومة تراجعت في الأسابيع الأخيرة من 50 إلى حوالي 20 هجوما يوميا.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال قررت زيادة حجم القوة العراقية شبه العسكرية التي تعمل مع القوات الأميركية إلى نحو 40 ألف فرد. وتضم هذه القوة التي يطلق عليها قوات الدفاع المدني العراقي حوالي 12500 فرد حاليا، كما أوضح أن عمل المليشيا التي جرى الحديث عنها مؤخرا سيكون تحت إمرة قوات التحالف.
وأثارت الأنباء عن عزم مجلس الحكم الانتقالي في العراق وقوات الاحتلال نشر مليشيات كردية وشيعية للمساعدة على عملية حفظ الأمن جدلا واسعا في الشارع العراقي وحذر علماء المسلمين السنة -الذي يعارضون هذه الإجراء- من الخطوة باعتبارها عزل وتمييز لفئة كبيرة من المسلمين ومحاولة لدفع العراق نحو أتون حرب أهلية وطائفية.
وفي سياق متصل أعلن متحدث باسم سلطات الاحتلال أن هناك نية لدى مجلس الحكم الانتقالي في العراق وسلطة الاحتلال لإنشاء جهاز استخباراتي عراقي جديد يساهم في عملية حفظ الأمن. وأضح المتحدث أن السلطات واعية لحساسية هذا الموضوع بالنسبة للشعب العراقي لأنه ذاق الأمرين لعشرات السنين من الأجهزة الاستخباراتية.
وفي نفس الإطار قال وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد إن قوات التحالف تبذل قصارى جهدها للإسراع بتدريب ونشر قوات الأمن العراقية. وأوضح في حديث للصحفيين على متن الطائرة التي أقلته إلى واشنطن بعد اختتام زيارته للعراق إن عملية تسليم المسؤوليات لقوات الأمن العراقية قد بدأت، إذ إن هذه القوات تقوم الآن بمهام كانت تعهد في السابق لقوات الاحتلال.
صدام يقاوم
وتأتي التصريحات الأميركية عن الوضع الأمني في العراق بينما أكد زعيم عشيرة عراقية موال للرئيس المخلوع أن صدام حسين يواصل قيادة العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال الأميركي والبريطاني من غرب العراق.
وقال الزعيم العشائري -الذي ادعى أنه التقى صدام- لوكالة الصحافة الفرنسية إن العمليات متركزة في محافظات الأنبار وديالى وبغداد وصلاح الدين والتأميم ونينوى وأن أغلبية منفذيها ومموليها عراقيون.
وأوضح شيخ العشيرة معرفا نفسه باسم أبو محمد أن صدام حسين ترأس في رمضان اجتماعا سريا بالرمادي غرب بغداد "ضم العشرات من مساعديه".
وأكد مصدر آخر انعقاد هذا الاجتماع، إذ أشار منشق عن حزب البعث أن الاجتماع تم في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أي في اليوم نفسه الذي التقى فيه قائد المنطقة الوسطى الجنرال جون أبي زيد زعماء العشائر في الرمادي بحثا عن وسيلة لوقف الهجمات على قوات الاحتلال.
مقتل أميركي
على الصعيد الميداني لقي جندي أميركي مصرعه وجرح اثنان آخران في انفجار عبوة ناسفة استهدف قافلة عسكرية أميركية بمدينة الموصل شمال العراق. وقال متحدث عسكري إن الجندي القتيل من الفرقة 101 المحمولة جوا.
من ناحية أخرى قال بيان لسلطات الاحتلال اليوم إن طفلا عراقيا في الثانية عشرة قتل في انفجار عبوة ناسفة كانت مخبأة في كومة من النفايات في ضاحية الإسكندرية جنوب شرق بغداد.
في غضون ذلك اعتقلت قوات الاحتلال الأميركي أربعة عراقيين أثناء حملة دهم وتفتيش قامت بها في إحدى القرى شمال مدينة بعقوبة صباح اليوم استمرت ثلاث ساعات.
ودهمت مجموعة من القوات مؤلفة من 65 جنديا منزلين في بلدة هاد الأخضر شمال بعقوبة واعتقلوا عدنان عبد حسيم وثلاثة من أشقائه بتهمة حيازة أسلحة والتخطيط لشن هجمات ضد القوات الأميركية.