الخرطوم تعلن طي صفحة الحرب مع قرنق
قال وزير خارجية السودان مصطفى عثمان إسماعيل إن اتفاق سلام نهائيا سيتم التوقيع عليه قبل نهاية العام الحالي بين الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان.
وقال إسماعيل للصحافيين لدى وصوله إلى القاهرة إن جولة المفاوضات الجارية حاليا في مدينة نيفاشا الكينية والمقرر أن تنتهي في 19 من هذا الشهر ستحسم جميع القضايا العالقة لا سيما قسمتي السلطة والموارد الطبيعية في البلاد.
ووصل بالفعل إلى المدينة الكينية نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق لبدء التفاوض، وسط تفاؤل من جانب الحركة بإمكانية التوصل لاتفاق يضع نهاية لـ20 عاما من الصراع.
وفي العاصمة الخرطوم التقى في ساعة متأخرة الليلة الماضية الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس حزب الأمة المعارض الصادق المهدي لبحث تطورات التفاوض في نيفاشا وما سيتبع ذلك من تطورات سياسية.
وشدد البشير على أهمية الإجماع الوطني في المرحلة المقبلة التي تشهد نهاية الحرب في السودان، في ما قال المهدي إن مباحثاته مع الرئيس تناولت أيضا الموقف الراهن على الساحة السياسية السودانية وما أسماه مشروع التحول الديمقراطي في البلاد.
وقال د. عبد النبي على أحمد الأمين العام لحزب الأمة إن لقاء البشير والمهدي جاء في إطار المناخ السياسي السائد. وقال في اتصال مع الجزيرة إن القوى السياسية الرئيسية عاكفة على إيجاد صيغة تؤمن السلام العادل والتحول الديمقراطي.
وتزامنت هذه التطورات مع إعلان الحركة الشعبية لتحرير السودان عزمها تشكيل حزب سياسي في الخرطوم، في مؤشر على استعدادها للتحول إلى الحياة المدنية السياسية بعد 20 عاما من القتال الضاري ضد الحكومات السودانية المتعاقبة.
ويقوم وفد من الحركة بزيارة للخرطوم حيث اجتمع مع قادة حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه حسن الترابي، كما اجتمع مع المهدي الذي قال إن "أعضاء الوفد أكدوا خلال اللقاء أن اتفاق السلام النهائي سيشمل كل فئات الشعب السوداني".