الآلاف يقتلون في الحروب المنسية بآسيا
استحوذت الأحداث في العراق على الاهتمام هذا العام, بينما غفل العالم عن مقتل الآلاف في كافة أنحاء قارة آسيا عام 2003 حيث واصلت إندونيسيا والفلبين قتالهما ضد جماعات مسلحة مناهضة. ونشرت مجموعات متمردة العنف في الهند ونيبال وشنت بوتان أول عملية عسكرية لها منذ حوالي 140 عاما.
ويبدو أن حركات التمرد والمعارضة التي انطلق العديد منها قبل عقود, ستتواصل خلال عام 2004، إذ يبدو أن التوصل إلى حل لها ليس على جدول أعمال المجتمع الدولي على المدى المنظور.
وفي تلال شمال شرق الهند بين التبت وميانمار لا تزال حوالي 30 مجموعة متمردة تحارب من أجل قضايا تتعلق بمجموعات عرقية لا تعني أسماؤها شيئا لسكان نيودلهي التي تبعد حوالي 2000 كلم عن تلك المنطقة.
أما في إقليم آتشه على طرف جزيرة سومطرة الإندونيسية وفي مملكة نيبال على جبال الهيمالايا فقد أبرمت وانتهكت عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار. وتعهد الجيشان في البلدين بقمع المتمردين بحلول نهاية العام. وأسفرت المعارك في هذين البلدين عن مقتل نحو 3000 من المتمردين وقوات الأمن والمدنيين.
وفي الفلبين تدور اشتباكات متقطعة بين الجيش ومقاتلين إسلاميين في جنوب البلاد يسعون للاستقلال. إلا أن مؤشرات على التقدم نحو اتفاق في النزاع المستمر منذ ربع قرن ظهرت في يوليو/ تموز الماضي عندما وافقت جبهة تحرير مورو الإسلامية على وقف لإطلاق النار. ومن المقرر أن تبدأ الحركة التي يبلغ تعداد أفرادها نحو 12 ألف رجل محادثات سلام مع مانيلا العام القادم.
ونفذت بوتان في ديسمبر/ كانون الأول الجاري تهديدات تطلقها منذ ست سنوات ضد المتمردين الهنود المختبئين في المملكة حيث شنت أول حملة عسكرية لها منذ حرب عام 1865 ضد البريطانيين.
ويقول المحللون إن العالم لا ينتبه إلى أعمال سفك الدماء هذه لعدم وجود موارد حيوية هامة في تلك المناطق ويعتبر هذه النزاعات داخلية بحتة وليس لها أي بعد دولي باستثناء الادعاء أحيانا بأن المتمردين يتعدون حدودا غير مسيجة.
واستغلت المليشيات التي تقاتل بأسلحة منهوبة أو مهربة في كافة أنحاء أسيا الخلافات العرقية والدينية لحماية نفسها من هجمات القوات الحكومية التي تمتلك أحدث الأسلحة الثقيلة.