كسب قلوب وعقول العراقيين على الطريقة الأميركية

f: Iraqi's wanting to drive into Ouja, the birthplace of ousted leader Saddam Hussein, a small village 16km (10 miles) southeast of the northern Iraqi city of Tikrit,

سكوت تايلور – تكريت

آخر ما يراه الجنود الأميركيون لدى خروجهم من مجمع القصر الرئاسي في تكريت مسقط رأس الرئيس المخلوع صدام حسين في أعلى البوابة المقوسة هو شعار الفرقة المدرعة الرابعة البارز الذي يقول "اضرب أولا"، وهو ما يتعارض مع السياسة العسكرية الأميركية الراهنة والداعية إلى اكتساب قلوب وعقول العراقيين.

وقد بادرت بسؤال مرافقي الاختصاصي جاك كريغ -وهو من أفراد الشرطة العسكرية- عن كيفية الجمع بين شعار "اضرب أولا" والسياسة العسكرية الأميركية الراهنة التي تدعو إلى اكتساب قلوب وعقول العراقيين.

فأجاب بأنه يرى أن مسألة قلوب وعقول العراقيين هي نظرية تكتيكية تعني في مفهومه أين يجب التصويب أولا "أي هل نطلق النار أولا على أجسادهم أم على رؤوسهم أولا.. ولكن علينا دائما التأكد من إطلاق النار عليهم أولا". وأدركت من لهجته الجادة أن كريغ لم يقصد المزاح.


undefinedعقلية قاتلة
من جانبه قال المستشار المدني للشؤون الأمنية في كركوك إدي كاليس إن هناك عاملين رئيسيين يعيقان قدرة بعض الجنود على فهم معنى ضبط النفس.

وأوضح أن أحد هذين العاملين هو أن العديد من الجنود الأميركيين مذعورون ويرغبون في الخروج من العراق وهم أحياء دون أي اعتبارات أخرى.

أما العامل الثاني وهو الأقل انتشارا فيتمثل في المشاعر الوطنية الموجهة إلى غير مكانها، حيث يورد كاليس مثالا لأحد الجنود المرابطين في مطار كركوك في انتظار عودته إلى الولايات المتحدة والذي يشعر أنه لم يكمل بعد واجباته الوطنية.

ويستطرد كاليس بقوله إن ذاك الجندي كان يبدي تذمره بسبب عدم إتاحة الفرصة له ليقتل عراقيا ويؤيد بذلك دوره في الحرب. لقد لجأ هذا الجندي في مناسبات عديدة إلى اختلاق المشاكل بشكل متعمد مع سائقي السيارات العراقيين عند البوابة.

وعلى أي حال فإن مظاهر النفور من المواطنين العراقيين لم تقتصر فقط على مظاهر السلوك العدائي والعنيف من قبل الجنود الأميركيين، ففي الأسابيع الماضية تعرضت قاعدة كركوك الأميركية لهجمات يومية من قبل أفراد المقاومة العراقية.

إعلان

نكسات
وبينما يعاني الأميركيون من نكسات في مجال العلاقات العامة، نالت المقاومة العراقية المتزايدة إعجابا أسطوريا من قبل أفراد الشعب العراقي.

وقال أنمار سعدي -وهو جندي سابق في الجيش العراقي- إن هناك العديد من القتلى والجرحى ممن لا تذكر أسماؤهم ضمن الإحصاءات الرسمية الأميركية.

وبحكم إقامته قرب المطار وتقاطع طريق المرور السريع، شهد سعدي العديد من الهجمات الموجهة ضد القوات الأميركية خلال أشهر من الاحتلال.


undefinedتعتيم إعلامي
يقول سعدي إن معظم الهجمات التي شاهدها لم يتم ذكرها في وسائل الإعلام الغربية.

ومن الجانب الآخر تسعى الصحافة المحلية على الإشادة بضربات المقاومة عن طريق ذكر التفاصيل عن نصب الصواريخ بأساليب خادعة واستخدام العربات التي تجرها الحمير، ووصف الكمائن العرضية التي تنصب بأنها جزء من خطة محكمة لحرب العصابات.

وقال جبار أبو مروان -وهو ضابط مخابرات عراقي سابق- إن المقاومة العراقية تتميز بكونها صاحبة اليد العليا في الظروف الراهنة للصراع.

وأضاف أن المقاومة من جهة والإجراءات الأميركية المضادة لها من جهة أخرى تعرض المدنيين للخطر وتسبب أضرارا جسيمة، لكن بينما فشل الأميركيون في اكتساب قلوب العراقيين نجحت المقاومة على الأقل في اجتذاب عطفهم.

ــــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت في العراق، ومؤلف كتاب "الدوران في فلك محور الشر: الحرب الأميركية ضد العراق".

المصدر: الجزيرة

إعلان