أردوغان يشكك بمسؤولية القاعدة وحزبه على المحك

Turkish Prime Minister Recep Tayyip Erdogan (R) and Internal Affairs Minister Abulkadir Aksu pray 22 November in Istanbul during the funerals of two policemen killed in the terrorists attacks. Twenty seven people died and 450 others were injured when two powerful bomb attacks on the Bristish consulate and the HSBC bank building rocked the Turkish city 20 November 2003. AFP PHOTO MUSTAFA OZER

قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنه ليس متأكدا بالكامل من ضلوع القاعدة في التفجيرات التي وقعت الأسبوع الماضي في إسطنبول حتى وإن تأكد من أن وراءها دافعا دينيا.

ورفض أردوغان في تصريح لبرنامج بثته محطة BBC البريطانية الأحد تحميل مسؤولية الاعتداءات بشكل تلقائي إلى تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن لافتا إلى خطورة نسب هذا النوع من الأعمال بشكل دائم إلى هذا التنظيم.

ورغم تلك التفجيرات فقد أكد رئيس الوزراء التركي تصميمه أكثر من أي وقت مضى على العمل من أجل انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي قائلا "نحن لا نعتبر الاتحاد الأوروبي بمثابة ناد مسيحي بل مكانا يمكن أن تتحد فيه الحضارات وتتعايش بانسجام".

وفي هذا السياق قالت وكالة أنباء الأناضول التركية إن مديرية الشؤون الدينية عدلت نص خطبة عيد الفطر التي سيطلب من أئمة المساجد تلاوتها في المساجد التركية في ضوء تفجيرات إسطنبول التي تسببت في سقوط أكثر من 50 قتيلا.

ونقلت الوكالة عن نص الخطبة "الإرهاب والعنف والفوضى ليست لها أي علاقة بالإسلام. ديننا يحرم بوضوح أي نوع من الفوضى والتحريض على الفتنة والعداء والقسوة والتعذيب والإرهاب والعنف".


undefined
الانضمام لأوروبا
وتعكس هذه الخطوة المأزق الذي تواجهه حكومة حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية، فمن الممكن أن يؤدي تهاونها في التعامل مع منفذي التفجيرات إلى خسارة تأييد بعض ناخبيها العلمانيين وحصول مواجهة جديدة مع الجيش العلماني.

وقال الكاتب الصحفي في صحيفة يني شافاك (الفجر الجديد) المحافظة اليومية جنكيز كاندار "يدرك حزب العدالة والتنمية تماما الخطر الكامن في السماح بإطلاق أيدي هؤلاء المتطرفين الإسلاميين. ستكون الحكومة هي الضحية الأولى".

وأضاف "ولكن الخطورة هي أن تركيا قد تدفع في اتجاه أن تكون دولة يأتي الأمن في مقامها الأول ومن الممكن أن يضر هذا بسعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".

إعلان

وقال تولجا إيديز من مؤسسة ليمان براذرز في لندن "هذه الآن لحظة الصدق بالنسبة لحزب العدالة والتنمية لأكثر من سبب" مضيفا "سيرغب الشعب في معرفة ما إذا كانت الحكومة المدنية ذات الجذور الإسلامية قادرة على معالجة التطرف الإسلامي في تركيا. هل يمكن لحزب العدالة والتنمية الدفاع عن علمانيته".

ويقول محللون إن أي جدل يثور بين حزب العدالة والتنمية والجنرالات الأقوياء في تركيا بشأن كيفية التعامل مع التهديد الذي يمثله المتشددون من الممكن أن يثير توترات سياسية.

وهناك توترات بالفعل بين الحزب والمؤسسة العسكرية بسبب حظر الحجاب والتعليم الديني. وسجن أردوغان نفسه لعدة أشهر في أواخر التسعينيات بعد أن ألقى قصيدة في حشد اعتبر الجيش أنها تحض على الكراهية الدينية.

ويقول بعض دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي بشكل غير معلن إن تركيا لا يمكنها أن تصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي لأن خلفيتها الثقافية والدينية ليست أوروبية بالقدر الكافي.

شرطة إسطنبول
وعلى صلة بالسياق اتهمت صحيفة راديكال الليبرالية التركية قائد شرطة إسطنبول سيلالتين سيراه بالإهمال وحملته مسؤولية تفجير القنصلية وبنك HSBC البريطانيين، والذي أدى إلى مقتل 53 شخصا وإصابة المئات.

وقالت الصحيفة إن تقاعس سيراه عن ملاحقة المشتبه فيهم في تفجيرات المعبد اليهودي السبت الماضي قد مكنهم من تفادي الاعتقال وتفجير الموقعين البريطانيين.

ونفى سيراه هذه الاتهامات قائلا إن الأمر كان بسبب أن المسؤولين كانوا بعيدين جدا عن المشتبه فيهم قبل أن يفجروا الموقعين. وردت الصحيفة أنه كان من الأفضل أن يضطلع قائد الشرطة بعمله بدلا من توجيه اللوم للصحف التي تنتقد إهماله.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أكد أن ثغرات في عمل أجهزة الاستخبارات قد تكون سهلت وقوع الهجومين اللذين استهدفا مصالح بريطانية في إسطنبول.

ورجح وزير الداخلية التركي عبد القادر أكسو وجود علاقة بين التفجيرين وتفجيري الكنيسين اليهوديين. ويقول مسؤولون إن الهجومين نفذا بأياد تركية لكن بارتباط مع عناصر إسلامية خارجية.

المصدر: وكالات

إعلان