العراق وغوانتانامو تخيمان على قمة بوش وبلير
يبحث الرئيس الأميركي جورج بوش مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في داوننغ ستريت بلندن اليوم الخميس مستقبل العراق ومصير الأسرى البريطانيين المعتقلين في معسكر غوانتانامو الأميركي.
ومن المتوقع أن يبحث الزعيمان سبل إقناع الأمم المتحدة بالموافقة على مشروع قرار دعا إليه مجلس الحكم العراقي, يطالب بتسليم السلطة للعراقيين وتشكيل حكومة مؤقتة مطلع يونيو/ حزيران المقبل.
وخص بوش الأمم المتحدة بجزء من كلمته التي ألقاها بمقر بلدية لندن أمس الأربعاء عندما قال "لا تكفي مواجهة التهديدات التي تهدد العالم بإصدار القرارات, بل يجب مواجهة هذه المخاطر بالعمل الجاد".
وتوقع وزير الخارجية الأميركي كولن باول حل مشكلة المعتقلين البريطانيين في غوانتانامو قريبا. ويعتبر تصريح باول الذي يرافق بوش مؤشرا قويا على أن بوش قد يوافق على الإفراج عن تسعة من السجناء البريطانيين لمحاكمتهم في بريطانيا إذا ما طلب بلير منه ذلك.
وسيبدأ بوش يومه الذي سيشهد أكبر تظاهرة مناهضة للحرب على العراق, بزيارة مقبرة دير ويست منستر التي يدفن فيها ملوك وكبار رجال الدولة البريطانية والشعراء, لوضع إكليل من الزهور تخليدا للتاريخ البريطاني, كما يقتضي بروتوكول زيارة الدولة. ثم يلتقي بوش بعائلات الجنود البريطانيين الذين قتلوا في العراق.
أضخم تظاهرة
وستخرج في لندن اليوم أكبر تظاهرة مناهضة لسياسة الحرب التي ينتهجها بوش.
ومن المرجح أن يكون اليوم الأضخم من حيث الاحتجاجات، حيث من المتوقع أن يحتشد حوالي 100 ألف متظاهر في ساحة الطرف الأغر للتنديد بالسياسات الأميركية في العراق وتأييد الحكومة البريطانية لغزو واحتلال العراق. وقد اعتقلت الشرطة التي تقوم بعملية أمنية غير مسبوقة ضد المتظاهرين 18 شخصا أمس.
وقد استقبلت الملكة إليزابث الثانية ملكة بريطانيا بوش أمس على مأدبة عشاء بقصر بكنغهام حضرها بلير وكبار المسؤولين.
ووسط هذه الحفاوة الملكية ببوش اشتبك مئات المتظاهرين المعارضين لغزو العراق مع الشرطة خارج قصر بكنغهام. وحاول المتظاهرون اقتحام الحواجز الأمنية حول القصر، غير أن الشرطة منعتهم من ذلك واعتقلت أحدهم، في ما أصيب أحد رجال الشرطة.
ونظم تحالف "أوقفوا الحرب" تظاهرة في لندن سير فيها المنظمون موكبا يحاكي موكب الملكة الرسمي, وذلك احتجاجا على زيارة الرئيس الأميركي لبريطانيا واستقبال الملكة له واستضافته في قصر بكنغهام. ورغم أن الموكب كان رمزيا فإنه اجتذب المئات من البريطانيين.
دكتاتورية الأنظمة
ورغم جميع المظاهرات المنددة بسياسات بوش وزيارته لبريطانيا ألقى الرئيس الزائر كلمته في بلدية لندن أمس وقال فيها إن مشكلات العالم العربي تكمن في ديكتاتورية بعض الأنظمة وتقييد الحريات العامة فيه.
كما أكد بوش أن ما دعاه العمليات الإرهابية التي تستهدف قوات التحالف والمؤسسات الدولية في العراق هدفها زعزعة قواعد الديمقراطية الجديدة في هذا البلد على حد قوله, قائلا إن تلك العمليات لن تجبر بلاده على الخروج من العراق قبل إنجاز مهمتها.
وتناول بوش في خطابه الصراع العربي الإسرائيلي، وحث أوروبا على الانضمام إلى الولايات المتحدة وإسرائيل في مقاطعة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من أجل تشجيع بروز زعيم فلسطيني جديد.
وعن الجدار الفاصل الذي تقيمه إسرائيل دعا بوش تل أبيب إلى عدم استباق نتائج محادثات السلام النهائية من خلال إقامة "أسوار وأسيجة" وإلى وضع نهاية للإذلال اليومي للفلسطينيين.