يهود فرنسا ينتقدون مبالغات إسرائيل وسفيرها بباريس

انتقد رئيس الجالية اليهودية في فرنسا روجيه كوكيرمان اليوم السفير الإسرائيلي في باريس بعد تصريحه بأن اليهود باتوا يعانون من خوف شديد بسبب الهجمات التي تستهدفهم، وأن كثيرا منهم يفكرون الآن في الهجرة إلى فلسطين.
وقال كوكيرمان الذي يرأس رابطة كريف -وهي مظلة تنضوي تحت لوائها مجموعة من المنظمات اليهودية- إن من المحتمل أن يكون السفير نسيم زفيلي قد بالغ في وصف الوضع على أمل النجاح في إقناع البعض بالهجرة إلى فلسطين.
وكان زفيلي أشار السبت الماضي إلى مخاوف تراود اليهود بعد تفجير مدرسة لهم قرب باريس، في هجوم دفع الحكومة إلى شن معركة على "معاداة السامية الجديدة".
وعندما سئل كوكيرمان عن تصريحات زفيلي قال إن هناك مبالغة إذ "يحتاج الإسرائيليون إلى الهجرة، لذلك يمكن أن نفهم أنهم يريدون أن يشهدوا أكبر عدد ممكن من اليهود الذين سيتوجهون إلى بلادهم".
وأضاف أن اليهود الذين يبلغ عددهم نحو 600 ألف في بلد به 60 مليون نسمة مندمجون تماما في المجتمع الفرنسي. وتساءل قائلا "إذا ما غادر الفرنسيون فرنسا بسبب بعض الحوادث.. فما الذي سيحدث".
وأشاد كوكيرمان بالرئيس جاك شيراك على رد فعله الفوري على الهجوم حيث أعلن أن "الذي يهاجم يهوديا في فرنسا عليه أن يفهم أنه يهاجم كل فرنسا".
وأشار رئيس الجالية اليهودية إلى أن المنتدى الاجتماعي الأوروبي الذي -وهو تجمع لنشطاء مناهضين للعولمة- عقد الأسبوع الماضي قرب الحي الذي هوجمت فيه المدرسة، ساهم في زيادة الدلائل على زيادة مشاعر "معاداة السامية".
ويقول مسؤولون فرنسيون إن أغلب الهجمات التي استهدفت اليهود ووقعت خلال العامين أو الثلاثة الماضية قام بها شبان مسلمون كرد فعل على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ويوجد في فرنسا نحو خمسة ملايين مسلم أغلبهم من شمال أفريقيا.
ويعتبر زعماء يهود مثل كوكيرمان أن بعض انتقادات اليسار للإجراءات المشددة التي تتخذها إسرائيل ضد الفلسطينيين تخطت الحدود وأصبحت ضارة لليهود.
كما يقولون أيضا إن هذين النوعين من التطورات ساهما في موجة جديدة من "معاداة السامية" مختلفة عن "معاداة السامية التقليدية" القديمة التي كان يبديها اليمينيون المتطرفون من الكنيسة الكاثوليكية قبل أن يبدأ مجلس الفاتيكان الثاني بين عامي 1962 و1965 المصالحة مع اليهود.