بريمر يبلغ الانتقالي بضرورة نقل السلطة للعراقيين

أفادت محطة تلفزيون ABC الأميركية أن الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر أبلغ أعضاء مجلس الحكم الانتقالي العراقي بضرورة نقل السلطة إلى العراقيين بحلول الصيف المقبل.
ولم تسم المحطة أعضاء مجلس الحكم الذين تحدث إليهم بريمر, لكنها ذكرت أنه اقترح الالتقاء بزعماء القبائل العراقيين في الربيع المقبل لاختيار جمعية وطنية تنتخب بدورها حكومة انتقالية على أن يتبع ذلك وخلال عامين وضع دستور جديد وإجراء انتخابات عامة.
ويأتي إعلان بريمر بعد أن كررت الإدارة الأميركية من أعلى هرمها رغبتها بتسريع نقل السلطة إلى العراقيين. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن عضو مجلس الحكم أحمد الجلبي ترحيبه بالقرار قائلا إن القوات الأميركية "ستتحول من قوات احتلال إلى قوة منتشرة بدعوة من الحكومة العراقية".
بلد حر
في هذه الأثناء أكد الرئيس الأميركي جورج بوش تصميم بلاده على البقاء في العراق "إلى أن يصبح بلدا حرا يتمتع بالسلام".
وجاء تصريح الرئيس الأميركي خلال لقاء مع الرئيس الإيطالي كارلو أزيغليو تشيامبي في واشنطن، لتبديد مخاوف لدى بعض أعضاء الكونغرس من وجود محاولة من جانب البيت الأبيض لترتيب انسحاب أميركي سريع من العراق لاسيما في ضوء التصريحات المتكررة لإدارة بوش بشأن ضرورة نقل السلطة إلى العراقيين.
من جهته أعرب رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني عن قناعته الكاملة بصحة قرار بلاده مشاركة الولايات المتحدة في الوجود العسكري في العراق.
وقال برلسكوني في اجتماع لرجال الأعمال الأوروبيين في بروكسل إن أوروبا مدينة للولايات المتحدة بتحريرها من نير الأنظمة غير الديمقراطية. وفي هذا السياق رأى برلسكوني أن واشنطن لم تطح بالنازية والشيوعية فحسب بل وضعت خطة إعمار سمحت لأوروبا بالنمو والازدهار، ولذا فإن الوقوف إلى جانبها أمر لا يدعو إلى الخجل، على حد تعبيره.
وقد وصلت إلى إيطاليا أول دفعة من جرحى الانفجار الذي وقع في قاعدة للقوات الإيطالية في العراق وأودى بحياة 19 جنديا إيطاليا. وكان في استقبال العائدين وهم نحو 20 فردا عدد من كبار العسكريين. وقالت مصادر عسكرية إن إيطاليا تستعد لإقامة حفل تأبيني رسمي لضحايا الانفجار الذي وقع يوم الأربعاء في الناصرية.
خسائر أميركية

وعلى الصعيد الميداني هز انفجار قوي فجر اليوم وسط بغداد. وأكد متحدث عسكري أميركي أنه سمع دوي الانفجار لكنه لا يعلم سببه أو مكانه.
وفي وقت سابق قتل جندي أميركي وجرح اثنان آخران في هجوم تعرضت له عربتهم بالقرب من وسط بغداد، ليرتفع بذلك عدد الأميركيين الذين سقطوا في غضون 24 ساعة إلى أربعة قتلى.
وكان مصدر عسكري أميركي قد أكد مقتل جنديين أميركيين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح في هجوم بعبوة ناسفة تعرضت له قافلة عسكرية على الطريق الواصل بين مدينتي سامراء وتكريت عصر أمس.
وقال متحدث عسكري أميركي إن الهجوم الأخير وقع مساء الجمعة عندما انفجرت عبوة ناسفة برتل عسكري من الكتيبة المدرعة الأولى.
وفي وقت سابق أعلنت متحدثة عسكرية أميركية أن مقاولا أميركيا يعمل لحساب الجيش الأميركي قتل وأصيب آخر بجروح عندما أطلق مهاجمون النار على سيارتيهما قرب قضاء بلد شمال بغداد.
وإزاء تصاعد الهجمات كثفت قوات الاحتلال الأميركي عملياتها ضد المقاومة وواصلت الطائرات الأميركية قصف أهداف قريبة من مطار بغداد الدولي في الليلة الثالثة من عملية المطرقة الحديدية، وهي عملية تهدف -حسب المصادر الأميركية- إلى اجتثاث المقاومة من جذورها ومهاجمة مخابئها في العاصمة.
كما أسقطت مقاتلات إف/16 قنبلتين موجهتين عبر الأقمار الصناعية على مبنى مكون من ثلاثة طوابق في بلدة الحصيبة قرب الحدود السورية مساء الخميس بزعم أن المقاومين يستخدمونه مخزنا للسلاح والذخيرة. وفي حادث آخر أطلقت مروحية أميركية النار فقتلت سبعة عراقيين اشتبهت بأنهم كانوا يحاولون إطلاق صواريخ على قاعدة أميركية في تكريت شمال العراق أمس الجمعة.