نصر الله يرهن صفقة الأسرى مع إسرائيل بالقنطار

أعلن الأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله تمسكه بجميع الشروط المعلنة لتبادل الأسرى مع إسرائيل بما في ذلك الإفراج عن سمير القنطار المعتقل منذ عام 1979.

وقال نصر الله في تصريحات نقلها تلفزيون المنار إن "شروط حزب الله ومطالبه باتت واضحة ومحددة ومعلنة ونحن متمسكون بها في كل الأحوال", موضحا أنه سيتخذ موقفه النهائي بعد أن يبلغ رسميا بقرار الحكومة الإسرائيلية من الوسيط الألماني.

وأضاف أن الحزب يعول على ما يقال عبر قنوات التفاوض ليتخذ موقفا نهائيا من مجريات الملف برمته. وأكد نصر الله السبت أن التبادل مع إسرائيل يجب أن يشمل كل الأسرى اللبنانيين, وإلا فإنه لن يتم.

ومن المتوقع أن يؤدي رفض إسرائيل إدراج أقدم الأسرى اللبنانيين سمير قنطار ضمن القائمة إلى عرقلة الصفقة التي شهدت تعثرات دامت عدة أشهر، بعدما وافقت الحكومة الإسرائيلية بأغلبية صوت واحد أمس على الاتفاق الذي تم بوساطة ألمانية.

واستبعد وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم كليا الإفراج عن سمير القنطار، وقال خلال لقاء مع وزيرة الخارجية الإسبانية آنا بالاثيو إن "لإسرائيل أيضا خطوطها الحمراء ولا يمكن تخطيها".

وفي لقاء مع الجزيرة قال جدعون عيزرا الوزير في الحكومة الإسرائيلية إن القنطار لم يكن ضمن الأسماء التي جرى التفاوض بشأنها, معربا عن تمسك إسرائيل بموقفها بشأن القنطار. وتمت الموافقة على الاتفاق مع حزب الله في وقت خرج فيه العشرات من عائلات القتلى والأسرى الإسرائيليين في جنوب لبنان في مسيرة احتجاج ضد الاتفاق.

وكان سمير القنطار (41 عاما) عضوا بجبهة التحرير الفلسطينية (بقيادة أبو العباس) وحكم عليه بالسجن 547 عاما سنة 1980, إثر اتهامه بالتسلل عام 1979 إلى نهاريا شمال إسرائيل وقتل ثلاثة إسرائيليين.

خطف نصر الله
في هذه الأثناء تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز عن إمكانية خطف الشيخ حسن نصر الله للحصول على معلومات عن الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد الذي أسقطت طائرته في أكتوبر/ تشرين الأول 1986 بجنوب لبنان والذي لا يندرج اسمه ضمن لائحة من سيتم تبادلهم من أسرى الطرفين.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن موفاز قوله إنه اقترح في اجتماع لمجلس الوزراء عندما كان رئيسا للأركان خطف نصر الله لكن المسؤولين السياسيين حينذاك عارضوا ذلك, موضحا أن هذا الخيار أصبح مطروحا من جديد وأن "وسائل جديدة" ستستخدم للحصول على معلومات بشأن أراد.

وأيد فكرة الخطف أيضا الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) والنائب حاليا عن حزب العمل داني ياتوم قائلا إن نصر الله هو واحد من أشخاص قلائل يملكون معلومات عن أراد.

غير أن تيفي ريش المحامي الإسرائيلي عن المعتقلين اللبنانيين في إسرائيل شجب أي مخطط للخطف. وقال إن إسرائيل لن تتمكن من الحصول على معلومات بشأن أراد بواسطة هذه الوسائل موضحا أن خطف نصر الله سيؤدي إلى خطف مزيد من الإسرائيليين.

ضوء أخضر
وتعطي موافقة الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق الضوء الأخضر لمبعوثها إيلان بيران لصياغة اللمسات النهائية للاتفاق مع حزب الله من خلال وسيط ألماني.

ويشمل الاتفاق ضابط الاحتياط الإسرائيلي الحنان تننباوم وجثث ثلاثة جنود لكنه لا يشمل الطيار الإسرائيلي رون أراد.

في المقابل ستطلق إسرائيل سراح أكثر من 400 أسير عربي أغلبهم لبنانيون وفلسطينيون وبينهم اثنان من كبار زعماء المقاومة اللبنانية وهما الشيخ مصطفى الديراني وعبد الكريم عبيد.

وتشمل قائمة السجناء المقرر إطلاق سراحهم عشرات المقاتلين من سوريا والمغرب والسودان وليبيا الذين اشتركوا في هجمات ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان طيلة 22 عاما قبل تحريره. كما ستسلم إسرائيل رفات عشرات الشهداء من عناصر المقاومة في الجنوب اللبناني.