واشنطن تضغط لقبول العراقيين بالقوات التركية

أعربت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش عن ثقتها بتغيير موقف أعضاء في مجلس الحكم العراقي الانتقالي المعارضين لنشر القوات التركية في العراق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر إن الولايات المتحدة على علم بتحفظات الزعماء العراقيين التي قال إنه "يجب حلها" لافتا الأنظار إلى أن مجلس الحكم العراقي لم يصدر بيانا بشأن الأمر.

ووعد الناطق الأميركي بوضع التفاصيل للتأكد من أن العراقيين يتفقون مع الأميركيين في أن "القوات التركية ستسهم في تحقيق الاستقرار في العراق".

إلا أن مسؤولا أميركيا بوزارة الخارجية كان أكثر تحديدا بالقول إن الاحتلال "هو المسؤول تماما عن الوضع الأمني".

وقال المسؤول الذي رفض الإفصاح عن اسمه إنه يجب على الزعماء العراقيين "أن يبقوا عقولهم مفتوحة ويحاولوا حل هذه المسألة".


undefinedالموقف التركي

من ناحيته قال وزير الخارجية التركي عبد الله غل للجزيرة إن بلاده سترسل مساعدات إنسانية للعراق ولن تكون قوات احتلال.

وشدد رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان على الطابع الإنساني لدور القوات التركية في العراق.

وقال أردوغان "إن الجنود الأتراك سيخدمون في العراق ليس كقوة احتلال بل كأصدقاء وإخوة للشعب العراقي للمساعدة على الانتهاء من الفترة الانتقالية في أسرع وقت ممكن".

إعلان

وأكد رئيس الوزراء التركي أن تصويت البرلمان لا يعني أن الانتشار العسكري سيكون فوريا بل سيكون مرتبطا بالتطورات في المنطقة.

وكان عدد من أعضاء مجلس الحكم الانتقالي أعلنوا أمس أنهم يعارضون دخول قوات من دول الجوار إلى العراق. لكن رئيس المجلس إياد علاوي أكد أنه لم يتم بعد اتخاذ قرار نهائي بهذا الصدد.

وعلق موفق الربيعي عضو المجلس الانتقالي العراقي في لقاء مع الجزيرة على موافقة تركيا إرسال قوات إلى العراق واصفا الجو السائد داخل المجلس بأنه تسوده الريبة والتوجس من قوات أجنبية في البلاد.

ووافق البرلمان التركي الثلاثاء بأغلبية 358 صوتا مقابل اعتراض 183 عضوا وامتناع اثنين عن التصويت على مذكرة تقدمت بها الحكومة تسمح بإرسال قوات لحفظ السلام إلى العراق استجابة لطلب الولايات المتحدة.

وتحدد المذكرة مدة انتشار الجنود الأتراك بسنة, غير أنها لا تذكر عددهم ولا أماكن انتشارهم في العراق.

وذكرت مصادر صحفية تركية أن القوات التركية قد تبدأ انتشارها في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل وسيبلغ عددها ستة آلاف جندي في مرحلة أولى.

ورحبت واشنطن بهذا القرار وأعلنت أنها ستعمل مع أنقرة على وضع تفاصيل هذا القرار.


undefinedتطورات ميدانية
ميدانيا أفاد مراسل الجزيرة في بغداد بأن انفجارا كبيرا دوى في بغداد في الساعات الأولى من صباح اليوم دون أن يعرف مصدره بسبب حظر التجول في المدينة.

وأعلنت الشرطة العراقية وشهود عيان أن مدرعة أميركية من طراز هامر دمرت بعد انفجار لغم بالقرب من مدينة كركوك شمالي العراق، كما تعرضت عدة مواقع للقوات الأميركية في المدينة إلى هجمات دون معرفة النتائج التي أسفرت عنها.

وتعرض مقر المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وسط المدينة لهجوم بقذائف الهاون أسفر عن مقتل أحد موظفي المجلس وجرح آخر.

وأكد متحدث أميركي أن مبنى وزارة الخارجية العراقية تعرض لإطلاق نار من مجهولين. وأفاد شهود عيان بأن بعض حراس الوزارة أصيبوا بجروح في الهجوم الذي ألحق أضرارا بموقف السيارات في المبنى.

إعلان

وكان ثلاثة جنود أميركيين ومترجم عراقي قتلوا أمس وأصيب ثلاثة آخرون في هجومين على القوات الأميركية في غرب وجنوب بغداد. ولم توضح قيادة القوات الأميركية في العراق تفاصيل الهجومين.


undefinedالقرار الأميركي

وفي نيويورك أعلن السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة جون نغروبونتي تمسك بلاده بمشروع قرارها عن العراق بالرغم من معارضة عدد من الدول له, ولن تجري تعديلات جوهرية عليه.

وقال نغروبونتي في تصريحات للصحفيين إن بلاده مصممة في الوقت الحاضر على المضي في ممارسة ضغوط من أجل استصدار القرار.

وأوضح أنه إذا تقدمت بلاده بطلب التصويت على القرار في غضون أيام فلن يكون هناك أي تغيير مهم أو جوهري عليه.

ورجح بعض الدبلوماسيين أن تضغط الولايات المتحدة من أجل جمع تسعة أصوات مؤيدة للنص.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان مؤخرا أن المنظمة الدولية لا يمكن أن توافق على الدور السياسي المحدود الذي ينص عليه المشروع, قياسا بالوضع الأمني الخطير في العراق.

ودعم رد فعل أنان اللهجة المعارضة لمشروع القرار, وذلك بعد أن دعت فرنسا وألمانيا وروسيا إلى تعديل سبل انتقال السلطة في العراق.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان