الأمم المتحدة تدعو للتهدئة ودمشق تهدد بالرد

حث مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط سوريا وإسرائيل اليوم الأربعاء على تجنب التصعيد في المنطقة وعلى ألا يعملا على تصعيد الصراع إثر هجوم إسرائيلي في عمق الأراضي السورية.
وقال مبعوث الأمم المتحدة تيري رود لارسن بعد محادثات مع الرئيس اللبناني إميل لحود إن "الهجمات والهجمات المضادة تأخذنا إلى منحدر وطريق خطر باتجاه مزيد من العنف" مثنيا على قرار سوريا بالرد على الهجوم الإسرائيلي عبر الوسائل الدبلوماسية وليس العسكرية.
وقد عبر رود لارسون عن قلقه من أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي إلى توسيع رقعة الصراع في الشرق الأوسط ويهدد السلام والأمن في المنطقة بأسرها، وأدان الهجمات التي تتعرض لها إسرائيل من الأراضي اللبنانية داعيا جميع الأطراف إلى احترام قرار مجلس الأمن.
كما حث المبعوث الأممي الحكومة الإسرائيلية على الإحجام عن استخدام القوة بشكل منفرد ودعاها إلى التعامل مع شكاواها عبر مجلس الأمن الدولي وإلى وقف انتهاكاتها للمجال الجوي اللبناني.
الرد السوري
وكان السفير السوري لدى إسبانيا محسن بلال قد قال إن بلاده سترد عسكريا في حال استمرار شن إسرائيل هجمات على أراضيها.
وأشار في تصريحات لوكالة رويترز إلى أنه إذا عاودت إسرائيل هجومها على الأراضي السورية فإن سوريا شعبا وحكومة وجيشا سترد دفاعا عن النفس. وقال إن الرد السوري سيكون بكل الوسائل الممكنة, مشيرا إلى أن بلاده تسعى من أجل استئناف عملية مدريد للسلام.
لكن مصدرا سوريا مسؤولا قال إن التصريحات التي أدلى بها السفير السوري لدى إسبانيا محسن بلال بشأن احتمال رد سوريا عسكريا على الهجمات الإسرائيلية تمثل فهمه الشخصي لموقف دمشق.
وكان السفير بلال قد أوضح في تصريح لقناة الجزيرة أنه سُئل في مؤتمر صحفي عن الرد السوري في حال تكرار العدوان الإسرائيلي، وأنه أجاب بأن الرد الأول سيكون عبر الشرعية الدولية وعبر مجلس الأمن.
وأضاف السفير السوري قائلا إنه في حال تكرار العدوان فإننا نعرف كيف نرد، دون أن يوضح الكيفية التي سيتم بها ذلك.
وقال بلال للجزيرة إن موقف سوريا من العدوان الإسرائيلي كان دبلوماسيا عبر مجلس الأمن الدولي, موضحا أن معظم أعضاء المجلس أدانوا العدوان من حيث المبدأ. وأضاف أن دمشق تنتظر الآن صدور قرار مجلس الأمن وبعد ذلك "لكل حادث حديث".
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد اتهم إسرائيل أمس بمحاولة جر بلاده ودول أخرى في الشرق الأوسط إلى الحرب بهدف تحويل الأنظار عن الأزمة التي تواجهها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية.
كما أشار الأسد في مقابلة صحفية إلى أن الضغط الأميركي على بلاده محاولة من واشنطن للفرار من أزمتها في العراق، ونفى الاتهامات الأميركية بأن سوريا لا تبذل جهدا كافيا لمنع من تصفهم أميركا بالمتشددين من العبور إلى العراق.
تأييد أميركي
وجاءت تصريحات السفير السوري ردا على تأكيد البيت الأبيض تأييده لما وصفه بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد تصريحات نارية لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون.
وقد كرر الرئيس الأميركي جورج بوش تصريحاته المؤيدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها على حد قوله، ولكنه أكد أن على رئيس الوزراء الإسرائيلي إدراك عواقب القرارات التي يتخذها.
وكان شارون قد قال بعد حصوله على التأييد الأميركي إن إسرائيل مستعدة لضرب من وصفهم بالأعداء في أي مكان وأي زمان وبالطريقة المناسبة عندما ترى ذلك ضروريا.
من جانبه قال رعنان غيسين مستشار شارون إن مجلس الأمن الإسرائيلي قرر بعد عملية حيفا أن لن تكون هنالك قيود ولو جغرافية للنيل من القيادة أو البنية التحتية لجماعات المقاومة الفلسطينية.