مقتل طفل والتوتر يسود الجنوب اللبناني

أعلنت الشرطة اللبنانية أن أربع قذائف مدفعية إسرائيلية سقطت فجر اليوم قرب قرية شبعا الحدودية جنوب لبنان من دون أن تتسبب في سقوط ضحايا، وسبق القصف إطلاق قنابل مضيئة وتحليق للمروحيات الإسرائيلية. وقامت القوات الدولية في جنوب لبنان إثر ذلك بتسيير دوريات على طول الخط الأزرق فيما حلقت طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار.
ويخيم التوتر على جنوب لبنان إثر التصعيد المفاجئ في المنطقة الذي أسفر عن مقتل طفل لبناني الليلة الماضية ومصرع جندي إسرائيلي وإصابة آخرين في كمين عصر أمس نفى حزب الله مسؤوليته عنه. وأعلنت الشرطة اللبنانية أن طفلا في السادسة من العمر قتل وأصيب شقيقه إثر سقوط قذيفة إسرائيلية على منزلهما في بلدة الحولة في الجنوب اللبناني.
في غضون ذلك أعلن مصدر عسكري إسرائيلي أن عددا من قذائف الهاون أطلق من لبنان وسقط في إسرائيل على موقع غرب كريات شمونة ولم تسفر عن سقوط جرحى.
ونفى حزب الله في بيان له مسؤوليته عن حادث إطلاق النار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية أمس. وكان متحدث عسكري إسرائيلي أكد مساء أمس أن جنديا إسرائيليا قتل بالقرب من المطلة برصاص قناصة من حزب الله.
وحذر قائد المنطقة الشمالية في إسرائيل الجنرال بنيامين غانز في تصريح للإذاعة العسكرية، سوريا ولبنان مما أسماه "المخاطر الجسيمة" التي يواجهانها بتركهما المقاتلين ينشطون على أراضيهما.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إسحاق ليفانون عملية أمس تصعيدا خطيرا. واتهم في تصريح للجزيرة حزب الله بالتصعيد، مشيرا إلى أن تل أبيب "ترى أصابع النظام السوري في الأراضي اللبنانية".
الموقف الأميركي
وفي هذا السياق تجنب الرئيس الأميركي جورج بوش انتقاد الهجوم الإسرائيلي وقال إن إسرائيل ينبغي ألا تشعر بأنها مقيدة في الدفاع عن نفسها ضد من وصفهم بالمتطرفين.
واكتفى بوش في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض بمطالبة إسرائيل بتجنب تصعيد التوتر في الشرق الأوسط.
وأشادت إسرائيل بدورها بالموقف الأميركي. وقال المدير المساعد في وزارة الخارجية جدعون مئير "نحن نشيد بهذا الإعلان عن حقنا في الدفاع عن أنفسنا ونشيد بشكل عام بالموقف الأميركي في مجلس الأمن" مضيفا أن إسرائيل على اتفاق مع الرئيس بوش ولا تسعى لتفاقم الوضع مع سوريا.
مجلس الأمن
تصريح بوش جاء بعد أن أرجأ مجلس الأمن التصويت على مشروع القرار السوري الذي يتهم إسرائيل بانتهاك القانون الدولي إثر غارتها على إحدى القرى قرب دمشق.
وقال المندوب الأميركي جون نيغروبونتي إن بلاده لن تؤيد القرار، مشيرا إلى أن سوريا تقف على الجانب الخاطئ في الحرب على الإرهاب.
وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن الدبلوماسيين العرب يبحثون المقترحات التي تقدمت بها بعض الدول ولا سيما روسيا لتعديل مشروع القرار السوري عبر تضمينه إدانة للإرهاب وهو ما سيتيح له الحصول على تقبل أفضل في المجلس.
وقوبلت الغارة الإسرائيلية بإدانة من مختلف الأحزاب والقوى السورية المحظورة. كما تباينت ردود الفعل على الغارة الإسرائيلية عربيا ودوليا بين الإدانة والدعوة لضبط النفس.