مصر تطلق سراح 400 عضو بالجماعة الإسلامية

أطلقت السلطات المصرية أمس الاثنين سراح 2400 سجين بينهم 400 من أعضاء الجماعة الإسلامية المتشددة قالت مصادر أمنية إنهم التزموا بمبادرة نبذ العنف المعلنة من قبل الجماعة منذ ست سنوات.
وجاءت هذه العملية في إطار احتفالات مصر بذكرى حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973. وقال مصدر أمني إن "المفرج عنهم التزموا بمبادرة نبذ العنف التي أطلقها القياديون في الجماعة عام 1997".
وقال مراسل الجزيرة في القاهرة إن السلطات المصرية أفرجت عن بعض قيادات الجماعة الإسلامية ليرتفع بذلك عدد المفرج عنهم من أعضاء مجلس شورى الجماعة إلى ثمانية من أصل
12.
والمفرج عنهم من مجلس الشورى هم كرم زهدي وناجح إبراهيم وفؤاد الدواليبي وعلاء الشريف وعاصم عبد الماجد وحمدي عبد الرحمن وممدوح علي يوسف.
ويمثل الأربعمائة إسلامي الذين أفرج عنهم اليوم الدفعة الثانية من 900 عضو بالجماعة على الأقل قررت السلطات الإفراج عنهم. وأفرج عن الدفعة الأولى التي ضمت أكثر من 500 في أواخر سبتمبر/ أيلول وكان بينهم كرم زهدي رئيس مجلس شورى الجماعة وهو هيئتها القيادية.
وتابع "من المتوقع الإفراج عن آخرين يجري التحقق من مدى التزامهم بالمبادرة"، ومن بين المفرج عنهم أمس القيادي من الصف الثاني في الجماعة أحمد عبد النعيم (44 سنة).
التخلي عن العنف
ولدى خروجه من سجن طره في جنوب القاهرة قال عبد النعيم "لقد التزمنا بمبادرة وقف العنف التي أطلقها زهدي والقياديون الآخرون عام 1997 ونرفض العنف والإرهاب".
وأوضح عبد النعيم أن "مراجعة قمنا بها في السجون أثبتت خطأ أفكارنا وتمت المراجعة بعيدا عن أي ضغط". نافيا بذلك "وجود صفقة مع الشرطة".
وأضاف أنهم "على خلاف مع تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن.. لا نقر العمليات التفجيرية ونرفض قتل الأميركيين والإسرائيليين لمجرد أنهم أميركيون وإسرائيليون". وقال "سنقوم بتوعية الشباب بحقيقة الدين القائم على السماحة وعدم العنف".
وصدر الحكم على عبد النعيم بالسجن 15 عاما في قضية اغتيال السادات وعقب انتهاء فترة سجنه صدر قرار باعتقاله فيكون قد قضى في السجن 22 عاما. وكان عبد النعيم وهو من مدينة طما بمحافظة سوهاج في جنوب مصر طالبا في كلية التجارة وقت دخوله السجن وحصل خلال سجنه على بكالوريوس التجارة وليسانس في الآداب.
ونسب العديد من أعمال العنف للجماعة الإسلامية في أعقاب اغتيال الرئيس أنور السادات برصاص أعضاء في تنظيم الجهاد في 1981. وقد شنت الجماعة حملة عنيفة في التسعينيات قالت الحكومة إنها استهدفت إسقاط نظام الحكم وإقامة نظام إسلامي قبل أن يدعو قادتها إلى إيقاف العنف عام 1997.
ومنذ أعلنت تلك المبادرة لم تشهد مصر أعمال عنف باستثناء قتل فصيل من الجماعة معارض لوقف العنف 58 سائحا في الأقصر بجنوب مصر في وقت لاحق من ذلك العام.
وفي الشهور الأخيرة نشرت صحف مصرية عدة مقابلات مع بعض قادة الجماعة المسجونين أكدوا فيها التزامهم بنبذ العنف وكان منهم زهدي.