مقتل جندي إسرائيلي في اشتباك مع حزب الله

ذكرت مصادر إسرائيلية أن جنديا إسرائيليا قتل وأصيب آخران بجروح على الحدود بين لبنان وإسرائيل في كمين نصبه مقاتلون من حزب الله لدورية عسكرية إسرائيلية قرب بوابة فاطمة الحدودية.
وفي حادث آخر وقع في المنطقة الحدودية، أفاد مسؤول في الأمم المتحدة أن سيارة تابعة للمنظمة الدولية تعرضت لإطلاق نار من الجانب الإسرائيلي على الحدود مع لبنان.
وأوضحت مصادر أمنية لبنانية أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا نيران أسلحتهم الرشاشة فوق السيارات اللبنانية على طريق كفر كلا العديسة بحجة أنهم تعرضوا لإطلاق نار من الجانب اللبناني.
وقالت مصادر أمنية إن القوات الإسرائيلية قصفت أطراف قرية كفر شوبا الحدودية اللبنانية. ونفى متحدث عسكري إسرائيلي إقدام القوات الإسرائيلية على قصف أهداف في جنوب لبنان.
وتأتي هذه التطورات بعد أن أعلن حزب الله اللبناني التزامه المطلق بوحدة المعركة والمصير مع سوريا. وعبر الحزب في بيان عن استنكاره للغارة الإسرائيلية على سوريا وقال إن "الاعتداء الصهيوني الآثم على سوريا خرق خطير جدا وتجاوز لكل الخطوط الحمراء وقواعد الصراع منذ ثلاثة عقود تقريبا".
الموقف الأميركي
وفي واشنطن تجنب الرئيس الأميركي جورج بوش انتقاد الهجوم الإسرائيلي على الأراضي السورية وقال إن إسرائيل ينبغي ألا تشعر بأنها مقيدة في الدفاع عن نفسها.
وأضاف بوش أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون عقب الغارة أمس. وأكد في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الكيني بالبيت الأبيض أنه أوضح لشارون كما اعتاد دائما أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد من وصفهم بالمتطرفين.
واكتفى بوش بمطالبة إسرائيل بتجنب تصعيد التوتر في الشرق الأوسط. وكرر الدعوة إلى السلطة الفلسطينية لتفكيك ما وصفها بالمنظمات الإرهابية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تحث الطرفين على ضبط النفس وإنه يتعين على سوريا الكف عن ما وصفه بإيواء إرهابيين.
مجلس الأمن
تصريح بوش جاء بعد أن أرجأ مجلس الأمن التصويت على مشروع القرار السوري الذي يتهم إسرائيل بانتهاك القانون الدولي إثر غارتها على إحدى القرى قرب دمشق.
وقال المندوب الأميركي جون نيغروبونتي إن بلاده لن تؤيد القرار، مشيرا إلى أن سوريا تقف على الجانب الخطأ في الحرب على الإرهاب. واعتبر نيغروبونتي أن "مشروع قرار جديد حول الشرق الأوسط ليس ضروريا". وقال إنه من الضروري أن تقوم سوريا بتفكيك "المنظمات الإرهابية المتواجدة داخل حدودها" على حد تعبيره.
وقال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة إن الهجوم يمثل تجسيدا للإرهاب الذي تدعي إسرائيل محاربته.
ويجري ممثلو الدول العربية في الأم المتحدة مشاورات بشأن متابعة ما ينبغي القيام به حيال مشروع القرار السوري. وأوضحت مصادر دبلوماسية أن الدبلوماسيين العرب سيبحثون المقترحات التي تقدمت بها بعض الدول ولا سيما روسيا لجهة تعديل مشروع القرار السوري عبر تضمينه إدانة للإرهاب وهو ما سيتيح له الحصول على تقبل أفضل من المجلس.
وقال دبلوماسي أميركي إنه إذا أراد السوريون بحث نص مشروع قرارهم، فعليهم أن يدرجوه في بند النقاط المختلفة في جدول الأعمال.
ويدين مشروع القرار السوري الذي قدم رسميا أمس بأشد العبارات العدوان العسكري الإسرائيلي على سيادة وأراضي الجمهورية السورية، في انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ويطالب المشروع إسرائيل بالتوقف عن القيام بمثل هذه الأعمال أو التهديدات التي من شأنها أن تؤدي إلى تدهور خطير في حالة الأمن والسلم الإقليمي والدولي. وأنهى مجلس الأمن اجتماعه فجر اليوم دون التصويت على المشروع السوري.
استنكار عربي ودولي
وعلى صعيد الاستنكار العربي والدولي للغارة الإسرائيلية على الأراضي السورية. فقد أدانت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا الغارة الإسرائيلية على منطقة عين الصاحب قرب العاصمة دمشق ومارافقها من تهديد بالتصعيد.
ودعت الجماعة في بيان لها تلقت الجزيرة نسخة منه إلى "الرد على العدو" بشكل يضع حدا لما وصفته بجرائمه وغطرسته، والاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات. وقالت إن الاكتفاء ببيانات الشجب واللجوء لمجلس الأمن في ظل الهيمنة الأميركية لن يزيد العدو إلا إمعانا في الغطرسة والعدوان. كما طالب البيان الحكومة السورية بتوحيد الجبهة الداخلية والانفتاح على الشعب.
وحذرت حركة الجهاد الإسلامي إسرائيل من أنها ستدفع ثمنا باهظا إذا وسعت نطاق اعتداءاتها على النشطاء خارج الأراضي الفلسطينية. لكن أبو عماد الرفاعي ممثل الحركة في لبنان قال إن معركتها ستبقى داخل فلسطين.
وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إن الاعتداء الإسرائيلي على الأراضي السورية يتنافى مع قواعد الشرعية الدولية.
وأكد وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي أن الغارة تعرض منطقة الشرق الأوسط برمتها إلى الخطر. واتفقت معه في الرأي تركيا التي قالت إن الغارة تمثل انتهاكا للسيادة السورية.
وقال منسق السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إنه على الرغم من أن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها ضد ما وصفه بالإرهاب إلا أن ممارساتها يجب ألا تخرج عن إطار القانون الدولي.
وأضاف سولانا أنه أجرى اتصالات مع عدد من القادة العرب ضمن الجهود التي يبذلها لوقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكد سولانا دعم دول الاتحاد الأوروبي لخطة خارطة الطريق مشيرا إلى أن إسرائيل عليها التصرف بما يخدم الخطة.