الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات قرب بغداد

دهمت قوات الاحتلال الأميركي مجموعة من المنازل في قرية تقع شمال شرق بغداد بحثا عن أشخاص تشتبه بتورطهم في شن هجمات على قواتها. ودخل الجنود الأميركيون بالتعاون مع أفراد من الشرطة العراقية القرية تدعمهم مروحيات أباتشي.
وتقول القوات الأميركية إنها عثرت على كمية من الأسلحة بينها بنادق كلاشنكوف روسية الصنع وقنابل يدوية ومتفجرات. كما اعتقلت ستة أشخاص للاشتباه بمشاركتهم في هجمات على قوات الاحتلال.
من ناحية أخرى أحرق متظاهرون عراقيون في مدينة بيجي الواقعة على بعد نحو 200 كلم شمال بغداد شاحنة صهريج لنقل النفط، وهشموا زجاج ثلاث شاحنات أخرى تابعة لإحدى شركات نقل النفط التركية, وذلك أثناء مواجهات مع الشرطة العراقية.
وألقى المتظاهرون قنبلة يدوية على مبنى قائمقامية بيجي ومركز الشرطة وأضرموا النار فيهما. وندد المتظاهرون بالسياسة الأميركية وتدهور أحوالهم المعيشية.
وكان ثلاثة عراقيين على الأقل قتلوا وأصيب العشرات أمس في ثاني يوم من الاشتباكات والمواجهات العنيفة بين القوات الأميركية والبريطانية مع مئات الجنود العراقيين السابقين المطالبين بتعويضات عن تسريحهم من سلك الجيش.
وقد أطلق الجنود البريطانيون طلقات مطاطية لتفريق مئات الجنود السابقين الذين ألقوا حجارة وأشعلوا النار في إطارات بمدينة البصرة جنوب العراق. وكان المحتجون قد احتشدوا في وقت مبكر أمس بعدما قتل جندي بريطاني عراقيا مسلحا في البصرة السبت أثناء اشتباكات مع عراقيين تجمعوا للمطالبة بتعويضات عن تسريحهم من الجيش العراقي.
واشتبك الجنود السابقون أيضا مع قوات الاحتلال الأميركي لليوم الثاني في العاصمة بغداد قرب أحد مراكز توزيع التعويضات حيث حصل كل منهم على 40 دولارا تعويضا عن فقد وظائفهم. وقال الجيش الأميركي إن عراقيين قتلا في المواجهات ببغداد كما أصيب فيها جنديان أميركيان.
كتيبة شيعية
في غضون ذلك احتفلت أمس الأحد مليشيات الزعيم الشيعي مقتدى الصدر غير المرخص لها بتخريج أول كتيبة في البصرة بحضور عدد من المسؤولين في المدينة، في حين تابع جنود الاحتلال البريطاني الحدث من مسافة بعيدة.
وقد قام 700 عنصر من هذه الكتيبة باستعراض أمام مكتب الصدر في البصرة.
وأكد الشيخ مرتضى حجاج مساعد مدير مكتب مقتدى الصدر أن نحو 10 آلاف متطوع لبوا نداء الصدر لتشكيل "جيش المهدي" التابع للحوزة الدينية. وأضاف "أنها أول كتيبة وستليها كتائب أخرى"، لكنه لم يوضح طبيعة التدريب الذي تلقاه المتطوعون أو مدته.
وكان الاحتلال الأميركي حاول عبثا نزع أسلحة المليشيات الشيعية التي تمركزت في المدن الشيعية المقدسة بوسط العراق بعد مقتل آية الله محمد باقر الحكيم يوم 29 أغسطس/ آب في انفجار سيارة مفخخة أوقع أكثر من 80 قتيلا في النجف (160 كلم جنوب بغداد).
مصورو الجزيرة
من ناحية أخرى رفضت قوات الاحتلال الأميركي إطلاق سراح مصور الجزيرة صلاح حسن الذي تم احتجازه في المقدادية يوم الجمعة الماضي رغم اتصالات مكثفة مع مسؤولين في الإدارة الأميركية ووزارة الخارجية العراقية في بغداد.
من جهة أخرى تعرض أمس ثلاثة من مصوري الجزيرة إلى معاملة سيئة من بعض الجنود الأميركيين أثناء تصوير حادث سطو في شارع السعدون وسط العاصمة بغداد، وتمت مصادرة الأفلام التي كانت بحوزتهم.