هجوم على الاحتلال في بعقوبة ومظاهرات الرواتب تتصاعد

استهدف هجوم بقذائف الهاون مساء السبت المقر العام للقوات الأميركية قرب بعقوبة على بعد 60 كلم شمال شرق بغداد وفق ما أفاد به اليوم الأحد شهود عيان دون أن يعرف إذا ما سقط ضحايا أم لا.

وتتعرض القوات الأميركية في بعقوبة بانتظام لهجمات خاصة قرب المطار الواقع على بعد أربعة كيلومترات من المدينة ويؤوي القيادة الأميركية في المنطقة.

على الصعيد نفسه أفادت مصادر طبية وأخرى في الشرطة أن عراقيا أصيب بجروح خطيرة أمس السبت في انفجار عبوة على طريق يتردد عليها الجنود الأميركيون في كركوك شمال العراق.

كما ذكرت الشرطة أنها اعتقلت اثنين ممن وصفتهم بأنهم من عناصر الاستخبارات السابقين كانا يعدان لهجوم على مركز الشرطة.

في غضون ذلك تظاهر جنود عراقيون سابقون لفترة قصيرة اليوم الأحد ببغداد إثر إعلان قوات الاحتلال تأجيل تسوية رواتبهم.

وبدأت التظاهرة عندما فرقت القوات الأميركية عدة مئات من الجنود السابقين تجمعوا أمام المبنى الذي تدفع فيه الرواتب عادة.

وكانت تظاهرة للجنود السابقين السبت تحولت إلى مواجهة ما أوقع قتيلا واحدا و24 جريحا عراقيا إضافة إلى جريحين أميركيين.

وحلت الإدارة الأميركية في العراق الجيش في مايو/ أيار مما أشعل مظاهرات غاضبة عديدة شارك فيها جنود قالوا إنهم يواجهون الفقر في بلد دمرت الحرب وسنوات الحكم السابق والعقوبات اقتصاده.

ووافقت قوات الاحتلال في وقت لاحق على دفع 40 دولارا لكل فرد من 440 ألف جندي. ويصطف الآلاف يوميا عند مراكز دفع التعويضات في شتى أنحاء العراق في منظر وصفه ضباط سابقون بأنه مهين للكرامة.

تظاهرات بالبصرة
وفي البصرة أطلقت القوات البريطانية طلقات مطاطية اليوم الأحد لتفريق مئات الجنود العراقيين السابقين الذين كانوا يتظاهرون للمطالبة برواتبهم مما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص.

وكان المتظاهرون يلقون الحجارة ويشعلون الحرائق في الإطارات.
واحتشد المحتجون في وقت مبكر اليوم الأحد بعدما قتل جندي بريطاني عراقيا في البصرة أمس السبت خلال الاشتباكات.

وقالت الإدارة الأميركية في العراق إن أنصار الرئيس العراقي المخلوع يغذون القلاقل بنشر شائعات عن عدم وجود ما يكفي من المال لدفع تعويضات للجميع.

وقال سكان في البصرة إن خمسة أشخاص أصيبوا بجروح اليوم الأحد بالطلقات المطاطية. ووصل رجال شرطة عراقيون للمساعدة في إخماد العنف وأطلقوا النار في الهواء لكنهم اضطروا للهرب إلى مبنى جامعي قريب بعد أن نفد ما معهم من طلقات مطاطية وطاردهم المتظاهرون الغاضبون.

ووزعت القوات البريطانية صباح اليوم منشورات تعلن فيها تأجيل توزيع رواتب الجنود وعناصر الشرطة العراقيين السابقين موضحة أن "الوثائق الضرورية للدفع أحرقت خلال المظاهرات" التي وقعت أمس السبت.

ولم يوضح المنشور الموعد الجديد لتوزيع الرواتب، وقال الكابتن رولين مايك "إن أسبوعا إلى عشرة أيام ضرورية للحصول على لوائح جديدة للمنتفعين بالرواتب من بغداد بدلا من التي أحرقت السبت".

وفي مدينة الحلة جنوب بغداد خرج عسكريون عراقيون سابقون في تظاهرة مماثلة للمطالبة برواتبهم.

الدستور العراقي
وفي واشنطن رأى وزير الخارجية الأميركي كولن باول أن فترة الأشهر الستة المحددة للانتهاء من صياغة دستور جديد للعراقيين هدف يمكن تحقيقه دون أن يكون مهلة.

وقال في تصريحات لصحيفة واشنطن بوست نشرت أمس إنه ستتم استشارة مجلس الحكم الانتقالي، وإنه إذا رأى العراقيون أن المهلة الممنوحة قصيرة فسيعترض الأميركيون على ذلك. وأضاف "أعتقد عندها أننا سنمارس ضغوطا لأننا لا نظن أن ذلك يستلزم سنة.. وصراحة نود أن تنتهي هذه العملية قبل عام واحد".

وكان باول أعلن في سبتمبر/ أيلول الماضي أن الولايات المتحدة تريد منح العراقيين ستة أشهر لتبني دستور جديد يفضي إلى تنظيم انتخابات في العام 2004.

مشروع القرار الأميركي
وفي واشنطن طلب الرئيس الأميركي جورج بوش منحه وقتا كافيا لإعداد خطة لنقل السلطة إلى العراقيين رغم تشكك الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في خطته.

وقال بوش في كلمته الإذاعية الأسبوعية أمس السبت إن نقل السلطة إلى العراقيين عملية معقدة لأنها تستغرق وقتا لبناء الثقة والأمل بعد عقود من القمع والخوف.

ومن جهته قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك إن المسودة المعدلة للقرار الأميركي بشأن العراق لم تتضمن سوى تقدم طفيف بشأن القضايا الشائكة مقارنة مع المسودة السابقة, معربا عن خيبة أمله إزاء مشروع القرار.

وقال شيراك إن فرنسا مستعدة لمواصلة المحادثات في مجلس الأمن بالتعاون الوثيق مع روسيا وألمانيا.

وقد استبعد المستشار الألماني غيرهارد شرودر إرسال قوات ألمانية إلى العراق، مشددا على أهمية نقل سريع للسلطة إلى العراقيين. وقال إن المجتمع الدولي سيصبح أكثر استعدادا للمساعدة في إعادة إعمار العراق إذا كانت دفة القيادة بيد الأمم المتحدة.