عرفات يعلن الطوارئ وإسرائيل تصعد من عدوانها

أفادت مراسلة الجزيرة في فلسطين أن مرسوما رئاسيا صدر مساء اليوم يقضي بإعلان حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية وتشكيل حكومة طوارئ برئاسة أحمد قريع وعضوية ثمانية وزراء آخرين من أبرزهم نصر يوسف وزيرا للداخلية وسلام فياض وزيرا للمالية ونبيل شعث وزيراً لشؤون الخارجية.
وسيكون من مهمات هذه الحكومة العمل على تعزيز الوحدة الوطنية وضبط الوضع الداخلي الفلسطيني وإنهاء حالة الفوضى.
وجاء إعلان حالة الطوارئ والحكومة بعد يوم من عملية فدائية في مدينة حيفا أوقعت 18 قتيلا إسرائيليا وتبنتها حركة الجهاد الإسلامي. كما يأتي هذا التطور بعيد غارة إسرائيلية على موقع مدني داخل سوريا.
وكان مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قد أكد نية تل أبيب تطبيق قرار الحكومة التي صوتت الشهر الماضي بإبعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ولكن ليس في الوقت الراهن مشيرا إلى أن العد التنازلي قد بدأ.
وقال المسؤول إن معارضة الأسرة الدولية تقف عائقا أما إسرائيل عن تنفيذ قرار الحكومة مؤكدا أن الجيش سيستمر في "تصفية القنابل البشرية والزعماء الإرهابيين".
كما اقترح وزير التعليم ليمور لفنات عزل عرفات ببناء سياج محكم حول مقره في رام الله الذي يحاصره جيش الاحتلال منذ 22 شهرا.
وتحسبا لقيام قوات الاحتلال بالتعرض لعرفات وصل نحو 30 ناشطا إسرائيليا وأجنبيا إلى مقر المقاطعة للتضامن مع الرئيس الفلسطيني حتى نهاية عطلة عيد الغفران اليهودي يوم الثلاثاء.
وقد وضعت الشرطة الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى خشية تنفيذ عمليات أخرى خلال عطلة عيد الغفران التي تبدأ مساء اليوم. وانتشرت تعزيزات أمنية في المدن والحواجز وعند مداخل التجمعات السكنية وضوعفت دوريات الحراسة على الحدود وداخل الضفة الغربية لمنع تسلل منفذي العمليات المحتملة.
الوضع الميداني
استشهد شاب فلسطيني وأصيب اثنان آخران بعد قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق الرصاص على المواطنين في رفح جنوب قطاع غزة.
وقال مدير مستشفى رفح الحكومي إن الشاب سعيد حسين أبو عزوم البالغ من العمر 26 عاما "استشهد إثر إصابته في البطن برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي بينما كان يسير قرب حاجز عسكري بجانب مستوطنة موراج شمال رفح".
وأضاف المصدر الطبي أن شابا وطفلة في التاسعة من العمر أصيبا أيضا برصاص الاحتلال بعد ظهر اليوم في رفح وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأكد مصدر أمني فلسطيني أن جرافات عسكرية برفقة آليات تقوم بتدمير منازل للمواطنين حيث دمرت منزلين على الأقل وجرفت أراض زراعية في المنطقة في حين يقوم جنود الاحتلال بإطلاق النار على المواطنين دون سبب.
واستمرت قوات الاحتلال بتشريد المواطنين الفلسطينيين من منازلهم بعد أن اجتاحت مدينة جنين في الضفة الغربية وهدمت منزل قائد سرايا الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أمجد عبيدي الذي تتهمه إسرائيل بالوقوف وراء عملية حيفا.
ودمرت قوات الاحتلال منزل منفذة عملية حيفا الفدائية هنادي تيسير جرادات بعد محاصرة الحي الذي كانت تسكنه واقتادوا عائلة الشهيدة خارج المنزل قبل تدميره.
كما اجتاحت قوات الاحتلال فجر اليوم مدينة قلقيلية وفرضت عليها حظر التجول. وأفاد سكان المدينة أن المحتلين حاصروا عددا من المنازل وسط المدينة وأخرجوا السكان منها.
قلق دولي
ومن ناحية أخرى، حذر الرئيس المصري حسني مبارك من التصعيد الإسرائيلي المتعمد ضد الرئيس عرفات مشيرا إلى أن هذه التصرفات لن تصب في مصلحة قضية السلام.
وأضاف مبارك في خطاب ألقاه اليوم بمناسبة الذكرى الثلاثين لحرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 أن عملية السلام أصبحت مهددة بسبب استمرار دائرة العنف المتبادل محملا إسرائيل مسؤولية هذا التصعيد.
من جهتها حثت روسيا كلا من إسرائيل والسلطة الفلسطينية على اتخاذ خطوات للحيلولة دون اندلاع موجة جديدة من أعمال العنف بعد عملية حيفا. وقالت الخارجية الروسية إن موسكو تؤمن بأن التغلب على الإرهاب لن يتم باستخدام القوة، مذكرة بأهمية العودة إلى خطة خارطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط.
ودانت بكين بشدة عملية حيفا، وأعربت وزارة الخارجية الصينية في بيان قلقها من تدهور العلاقات بين فلسطين وإسرائيل، ودعت الطرفين للعودة في أقرب وقت ممكن إلى مائدة التفاوض.