سوريا تشتكي إسرائيل لمجلس الأمن والعرب يجتمعون

دعت سوريا مجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد فورا للنظر في العدوان الإسرائيلي والإجراءات التي ينبغي أن يتخذها لردع حكومة إسرائيل عقب الاعتداء الصاروخي الإسرائيلي الذي استهدف موقعا مدنيا داخل الأراضي السورية.
وقال وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في رسالتين وجههما إلى الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان والرئيس الحالي لمجلس الأمن جون نيغروبونتي إن سوريا ليست عاجزة عن خلق توازن مقاوم ورادع يلزم إسرائيل بإعادة حساباتها، ولكنها مارست أقصى درجات ضبط النفس إدراكا منها أن إسرائيل تفتعل الذرائع لتصدير أزمتها الداخلية إلى عموم المنطقة.
وكان متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أعلن أن هجمات جديدة يمكن أن تشن على سوريا إذا ما واصلت دمشق ما وصفه بإيواء "منظمات إرهابية تعد لهجمات ضد إسرائيل". وجاء ذلك عقب الغارة التي شنتها إسرائيل على موقع في منطقة عين الصاحب شمال غرب دمشق وهي الأولى ضد موقع داخل سوريا منذ نحو 30 عاما. وقالت مصادر الجيش الإسرائيلي إن الغارة استهدفت معسكرا لتدريب ناشطين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وكان متحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/القيادة العامة في لبنان قد قال إن الغارة الإسرائيلية أوقعت عددا من الجرحى في صفوف المدنيين، وإن الطيران الإسرائيلي قصف ما كان مخيما للجبهة الشعبية وأقفل منذ أكثر من سنة وتقيم فيه الآن عائلات لاجئين فلسطينيين وعائلات شهداء.
إرهاب دولة
في هذه الأثناء وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الغارة بأنها إرهاب دولة، مؤكدا أنها أمر خطير يقتضي المشاورة والمتابعة.
وقال موسى للصحفيين إن "العدوان يوسع من الصدام في المنطقة ويبتعد عن طريق السلام"، وأشار إلى أنه أجرى مشاورات مع فاروق الشرع وعدد من وزراء الخارجية العرب الذين أجمعوا على ضرورة عقد اجتماع عاجل للجامعة على مستوى المندوبين.
وأعلن الأمين العام المساعد للجامعة أحمد بن حلي أن اجتماعا طارئا سيعقد اليوم لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على سوريا.
إدانة دولية
على الصعيد الدولي دعت الولايات المتحدة اليوم الأحد إسرائيل وسوريا إلى تجنب القيام بأي عمل قد يؤدي إلى تصعيد حدة التوتر في المنطقة إثر الغارة الإسرائيلية حسب ما نقل مسؤول أميركي.
وقال المسؤول طالبا عدم كشف هويته "لقد أكدنا مرارا للحكومة السورية أنها في الموقع الخطأ من الحرب على الإرهاب ويجب عليها أن تتوقف عن إيواء الإرهابيين. هذه هي وجهة نظرنا".
وكان كل من الرئيس المصري حسني مبارك والمستشار الألماني غيرهارد شرودر قد استنكرا الهجوم الإسرائيلي على سوريا.
وقد أدان مبارك في مؤتمر صحفي مشترك مع شرودر في القاهرة ما وصفه بالاعتداء على دولة شقيقة بحجة وجود تنظيمات على أراضيها. من جهته وصف المستشار الألماني الهجوم الإسرائيلي بأنه عمل لا يمكن قبوله.
وفي الأردن جمع وزير الخارجية مروان المعشر بين إدانة إسرائيل وانتقاد العمليات الفدائية الفلسطينية. وقال المعشر للتلفزة الأردنية إن الهجوم على دولة عربية يزج بالمنطقة في دورة متواصلة من العنف، داعيا لإعادة النظر في العمليات الإسرائيلية وإعادة النظر في عمليات حركات المقاومة بما في ذلك عملية حيفا التي أدت إلى مصرع 19 إسرائيليا.
وأدان رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري الغارة ودعا "المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته في ردع إسرائيل التي تهدد السلام والأمن الإقليميين بتصرفاتها وتحدي القانون الدولي والشرعية الدولية".
وقالت قطر إن الغارة الإسرائيلية ستزيد التوتر في المنطقة. وصرح مسؤول بوزارة الخارجية لوكالة الأنباء القطرية إن مثل هذه الأعمال تهديد خطير للسلام في الشرق الأوسط وتعود بالمنطقة إلى مناخ الحرب والعنف والتوتر.
وأدانت فرنسا الغارة واعتبرتها "انتهاكا غير مقبول للشرعية الدولية وقوانين السيادة". وقالت مساعدة الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية سيسيل بوزو دي بورغو "في شرق أوسط متداع بالأزمات، من مسؤولية الجميع لا سيما دول المنطقة عدم إضافة المزيد من انعدام الاستقرار والتوتر".
وفي موسكو دعت روسيا كل أطراف النزاع إلى التحلي بأقصى
قدر من ضبط النفس والتصرف بطريقة معتدلة ومسؤولة. وقال بيان روسي إن التطورات الأخيرة تفرض على الأسرة الدولية اتخاذ إجراءات أكثر حزما حتى لا يزداد الوضع تفاقما.
وقالت بريطانيا إن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، لكنها دعت أيضا لممارسة ضبط النفس. وأحجم المتحدث باسم وزارة الخارجية عن الإفصاح عما إذا كانت الحكومة البريطانية تعتبر الهجوم في إطار القانون الدولي أم لا.