الاحتلال يحاصر جنين ويقصف غزة بعد عملية حيفا

شنت قوات الاحتلال حملة تفتيش من منزل لمنزل في مدينة جنين بالضفة الغربية، في حين تجوب دباباتها شوارع المدينة لتنفيذ حظر التجول الذي فرضته أمس. وقال مراسل الجزيرة إن جنود الاحتلال يقومون بتحطيم أبواب المنازل والمتاجر بحجة البحث عن مطلوبين.
وقبل ذلك بساعات نسفت القوات الإسرائيلية في مدينة جنين منزل هنادي جرادات منفذة عملية حيفا الفدائية بعدما أخلت المنزل والمنازل المجاورة له من ساكنيها وفرضت حصارا محكما على الحي بأكمله.
وأفاد مراسل الجزيرة في جنين أن رتلا من المدرعات والدوريات الإسرائيلية توغل في المدينة من كافة محاورها بعد إغلاق مداخلها، قبل أن تقتحم منزل الشهيدة هنادي وهي محامية تبلغ من العمر 29 عاما.
وأضاف أن الجنود الإسرائيليين اقتادوا عائلة الشهيدة خارج المنزل، واعتقلوا فلسطينيا واحدا من منزل مجاور. وأشار المراسل إلى أن معنويات عائلة هنادي كانت مرتفعة إذ رفض والدها استقبال المعزين، معتبرا استشهاد ابنته ثأرا لأخيها فادي جرادات الذي اغتالته القوات الإسرائيلية مع ابن عمها أيضا في جنين يوم 12 يونيو/ حزيران الماضي.
وفي رام الله قالت مراسلة الجزيرة إن هناك حالة ترقب أكثر منها حالة استنفار لما ستقدم عليه قوات الاحتلال. وأشارت إلى وصول نحو 30 ناشطا إسرائيليا وأجنبيا إلى مقر المقاطعة للتضامن مع الرئيس عرفات، وقالوا إنهم سيمكثون في المقر حتى يوم الثلاثاء المقبل وهو نهاية عطلة عيد الغفران اليهودي.
غارات على غزة
وفي غزة أفاد مراسل الجزيرة بأن المروحيات الإسرائيلية أطلقت صواريخ على منطقة زراعية قرب مخيم البريج للاجئين وسط القطاع، وسمع على إثر ذلك دوي انفجارات أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المخيم.
كما أطلقت المروحيات صاروخا على منزل منذر قنيطة من كتائب عز الدين القسام الذي نجا من محاولة اغتيال الشهر الماضي. ولم تشر المصادر الطبية إلى وقوع إصابات في هذه العملية، فقد أفاد شهود العيان أن المنزل حينها كان خاليا. ويقع المنزل بجوار موقع لقوات الرئاسة الفلسطينية.
وفي وسط مدينة غزة أطلقت المروحيات الإسرائيلية أربعة صواريخ على منزل أحد نشطاء الجهاد الإسلامي، لكن لم تقع خسائر بشرية لخلو المنزل من قاطنيه. كما تم استهداف ورشة حدادة يملكها أحد كوادر الجهاد.
ويأتي توغل القوات الإسرائيلية في جنين والغارة على غزة في أعقاب العملية الفدائية التي نفذتها أمس السبت حركة الجهاد الإسلامي في حيفا والتي أسفرت عن مقتل 19 شخصا بينهم قائد البحرية الإسرائيلية السابق الجنرال زائيف ألموغ وزوجته وحفيداه.
إدانة لعملية حيفا
وقد أدانت القيادة الفلسطينية في بيان لها العملية الفدائية وقالت إنها تعرض المصالح العليا للشعب الفلسطيني لمخاطر حقيقية. وأشار البيان إلى أن الرئيس ياسر عرفات يعتبر العملية خروجا عن الإجماع الوطني، مشيرا إلى أن مثل هذه العمليات تصم الشعب الفلسطيني بالإرهاب وتتخذ ذريعة لتعطيل جهود السلام الدولية.
ودعا البيان الذي تلقت الجزيرة نسخة منه الحكومة الإسرائيلية إلى الانسحاب من الأراضي الفلسطينية والقبول بنشر مراقبين دوليين على الفور وتمكين قوات الأمن الفلسطينية من تحمل مسؤولياتها.
كما أدان الرئيس الأميركي جورج بوش عملية حيفا ووصفها بأنها "عمل إرهابي وحشي". وقال في بيان صدر عن البيت الأبيض إن مثل هذه الهجمات تؤكد مجددا مسؤولية السلطة الفلسطينية عن مكافحة ما أسماه الإرهاب.
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أيضا عن غضبه واعتبر في بيان رسمي أن مثل هذه العمليات تضر بمصالح الفلسطينيين. كما صدرت بيانات إدانة واستنكار من رئاسة الاتحاد الأوروبي والرئيس الفرنسي جاك شيراك والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان.