الاحتلال يجتاح جنين وينسف منزل منفذة عملية حيفا

نسفت قوات الاحتلال في مدينة جنين بالضفة الغربية منزل هنادي جرادات منفذة عملية حيفا الفدائية التي أسفرت عن مصرع 19 شخصا، بعد أن أخلت المنزل والمنازل المجاورة له من ساكنيها وفرضت حصارا محكما على الحي بأكمله.
واجتاحت القوات الإسرائيلية مدينة جنين ومخيمها في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد وفرضت عليهما حظرا للتجول. وقبل ذلك بساعات أطلقت مروحيات حربية إسرائيلية ثلاثة صواريخ استهدفت منزل أحد فدائيي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مدينة غزة.
وأفاد مراسل الجزيرة في جنين بأن رتلا من المدرعات والدوريات الإسرائيلية توغل في مدينة جنين من كافة محاورها بعد إغلاق مداخلها، وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية اقتحمت منزل هنادي تيسير جرادات (29 عاما) التي نفذت عملية حيفا أمس السبت من أجل هدمه.
وأضاف المراسل أن الجنود الإسرائيليين اقتادوا عائلة الشهيدة خارج المنزل وقامت بإخلاء المنازل المجاورة له واعتقلت فلسطينيا واحدا.
وأشار المراسل إلى أن معنويات عائلة هنادي مرتفعة إذ رفض والدها استقبال المعزين معتبرا استشهاد ابنته ثأرا لأخيها فادي جرادات الذي اغتالته القوات الإسرائيلية في وقت سابق.
غارات على غزة
وفي غزة قال مراسل الجزيرة إن المنزل الذي استهدفته قوات الاحتلال في المدينة يعود لمنذر قنيطة من كتائب عز الدين القسام الذي نجا من محاولة اغتيال الشهر الماضي وإنه يقع بجوار مجمع أنصار القريب من مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على ساحل غزة.
وفي مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة أطلقت المروحيات الحربية الإسرائيلية حوالي خمسة صواريخ على مواقع لم تحدد أهدافها، سمع على إثرها دوي انفجارات أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المخيم.
ويأتي توغل القوات الإسرائيلية في جنين والغارة على غزة في أعقاب العملية الفدائية التي نفذتها أمس السبت حركة الجهاد الإسلامي في حيفا والتي أسفرت عن مقتل 19 شخصا من بينهم قائد البحرية الإسرائيلية السابق الجنرال زائيف ألموغ وزوجته وحفيداه.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد حملت السلطةَ الفلسطينية المسؤولية عن الانفجار. وطالب ديفد بيكر المسؤول في مكتب رئيس الوزراء أرييل شارون السلطة بتفكيك الفصائل الفلسطينية وشن حملة اعتقالات في صفوف كوادرها لمنع وقوع مزيد من الهجمات.
فيما اعتبر وزير الصحة الإسرائيلي داني نافيه أن الفرصة الآن مواتية لطرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وتحدث وزراء آخرون في حكومة شارون عن إمكانية اعتقال عرفات لمحاكمته في إسرائيل.
درع بشري حول عرفات
وفي غضون ذلك تجمع حوالي 30 من دعاة السلام الأجانب والإسرائيليين في مقر ياسر عرفات في رام الله ليكونوا "دروعا بشرية" للرئيس الفلسطيني إذا ما شنت إسرائيل عملية ردا على العملية الفدائية في حيفا.
وينوي دعاة السلام الذين يوجد من بينهم نائب إسرائيلي سابق وسبعة من دعاة السلام الإسرائيليين من حركة "غوش شالوم" (كتلة السلام) إضافة إلى دعاة سلام من حركة التضامن الدولية، البقاء في مقر عرفات حتى يوم الثلاثاء غداة عيد الغفران اليهودي الذي سيحتفل به يوم الاثنين.
وقد ناشدت منظمة التحرير الفلسطينية (فتح) المجتمع الدولي التدخل لمنع إسرائيل من اتخاذ أي إجراء ضد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عقب عملية حيفا.
وأصدرت اللجنة التنفيذية لمنظمة فتح النداء عقب اجتماع عقد بمدينة رام الله في الضفة الغربية. وأعلن وزير شؤون مجلس الوزراء ياسر عبد ربه أن الرئيس عرفات جدد في الاجتماع دعوته إلى وقف إطلاق النار شرط أن تقبله إسرائيل وأن تشرف اللجنة الرباعية على تطبيقه.
إدانة فلسطينية ودولية
وقد أدانت القيادة الفلسطينية في بيان لها العملية الفدائية وقالت إنها تعرض المصالح العليا للشعب الفلسطيني لمخاطر حقيقية ووصفتها بأنها خطيرة وتضر بمصالح الشعب الفلسطيني. وأشار البيان إلى أن الرئيس ياسر عرفات يعتبر العملية خروجا عن الإجماع الوطني في هذا الظرف الدقيق، مشيرا إلى أن مثل هذه العمليات تصم الشعب الفلسطيني بالإرهاب وتتخذ ذريعة لتعطيل جهود السلام الدولية.
ودعا البيان الذي تلقت الجزيرة نسخة منه الحكومة الإسرائيلية إلى الانسحاب من الأراضي الفلسطينية والقبول بنشر مراقبين دوليين على الفور وتمكين قوات الأمن الفلسطينية من تحمل مسؤولياتها.
كما أدان الرئيس الأميركي جورج بوش عملية حيفا ووصفها بأنها "عمل إرهابي وحشي". وقال في بيان صدر عن البيت الأبيض إن مثل هذه الهجمات تؤكد مجددا مسؤولية السلطة الفلسطينية عن مكافحة ما أسماه الإرهاب.
ودعا الرئيس الأميركي الحكومة الفلسطينية الجديدة إلى الالتزام بتفكيك "البنية الأساسية للإرهاب" ومنع تكرار مثل هذه العمليات. واعتبر بوش أن العمليات الفدائية الفلسطينية تبقى العائق الأول أمام تحقيق رؤيته الخاصة بدولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن.
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أيضا عن غضبه واعتبر في بيان رسمي أن مثل هذه العمليات تضر بمصالح الفلسطينيين. كما صدرت بيانات إدانة واستنكار من رئاسة الاتحاد الأوروبي والرئيس الفرنسي جاك شيراك والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان.