زعماء أوروبا يفشلون في الاتفاق على الدستور

أخفق قادة الاتحاد الأوروبي في قمتهم التي عقدت في العاصمة الإيطالية روما في تبني الدستور الأوروبي الجديد بسبب خلافات عميقة بين أعضائه حول نصه.

وقد حذرت الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبي من مخاطر فشل القادة في حسم الخلافات الأخرى المتعلقة بطبيعة عمل المجلس والسياسات الخاصة بالاتحاد الموسع الذي يضم 25 دولة.

وفي وقت سابق قال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إن على أوروبا أن تكون موحدة حول المسائل والقرارات الدولية.

وشدد برلسكوني في افتتاح اجتماعات قمة الاتحاد في روما على ضرورة توحيد موقف أوروبا مع دول مثل الولايات المتحدة الأميركية التي تتقاسم معها الحضارة.

وقال برلسكوني في كلمته الافتتاحية إنه "مؤتمر الإرادة الأوروبية". وأضاف أن اتفاقية دستور الاتحاد تمثل "نهاية الانقسامات الأوروبية التي أوجدتها الأنظمة الشمولية في القرن العشرين".

وبعد الافتتاح عقد وزراء الخارجية الأوروبيون الجلسة الأولى من ثماني جلسات مقررة لمناقشة تفاصيل الدستور. وأعرب برلسكوني عن ثقته في التغلب على جميع الخلافات.


undefined
وتركزت المحادثات على مسودة الدستور التي وضعتها اللجنة الخاصة بمستقبل أوروبا برئاسة الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان قبل أكثر من 16 شهرا.

وتأمل إيطاليا التي تتولى الرئاسة الحالية للاتحاد أن تخرج المحادثات "بمعاهدة روما" جديدة تعكس روح النص الذي وضع عام 1957 وتضمن أسس مجموعة اقتصادية أوروبية سبقت إنشاء الاتحاد الأوروبي.

إعلان

ولا تزال هناك خلافات بشان قضايا أساسية إذ تخشى الدول الصغيرة أن يتم اتخاذ خطوات تعزز هيمنة الدول الكبرى في الاتحاد, بينما تعارض دول أخرى محاولات انتزاع السلطة من الحكومات المحلية.

وتضم الدول المعارضة للنص المطروح بولندا المنضمة حديثا وإسبانيا والنمسا وفنلندا. وترفض إسبانيا وبولندا التخلي عن مكتسبات معاهدة نيس لعام 2000 التي أعطتهما ثقلا أكبر في المجلس الأوروبي, ولذلك دافعتا عن موقفيهما حتى اللحظة الأخيرة قبل قمة بروكسل في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

كما تتركز الخلافات على الشق المؤسساتي الذي سيتيح للاتحاد الأوروبي اتخاذ قرارات وتمثيل الاتحاد على الساحة الدولية.

ويتعين أن يتم إقرار الدستور بحلول القمة التي ستعقد يوم 12 ديسمبر/ كانون الأول قبل التوقيع يوم مايو/ أيار 2004 على معاهدة جديدة بروما.

وكانت كافة محاولات الإصلاح السابقة قد فشلت أمام هذا الملف الذي يتضمن إجراءات التصويت وحق النقض في الاجتماعات الوزارية وتمثيل الدول الأعضاء في المفوضية في بروكسل.

وهناك نقطة حساسة أخرى تتعلق بالإشارة إلى المسيحية كما يطالب البابا يوحنا بولص الثاني تدعمه إيطاليا وبولندا وإسبانيا وإيرلندا وسلوفاكيا وليتوانيا.

احتجاجات روما

undefinedفي هذه الأثناء اندلعت صدامات بين قوات الشرطة والمتظاهرين المناهضين للعولمة الذين خرجوا في مسيرات احتجاج بروما ضد أعمال القمة.

واستخدمت قوات مكافحة الشغب الغازات المسيلة للدموع والهري لتفريق المتظاهرين مما أدى إلى إصابة اثنين من رجال الشرطة وعدد من المحتجين.

واحتجزت الشرطة حوالي 13 متظاهرا وألقى وزير الداخلية الإيطالي باللوم على المحتجين في اندلاع هذه الصدامات ووصفهم بأنهم مجموعة من قطاع الطرق مشيدا بأداء قوات الشرطة.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان