أنان يدعو إسرائيل لوقف الاستيطان والجدار

دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إسرائيل إلى وقف فوري لكافة الأنشطة الاستيطانية وبناء الجدار العازل الذي يزيد من صعوبة الوضع بفرض واقع على الأرض من جانب واحد.
وقال فريد إيكهارت المتحدث باسم أنان مساء أمس إن الأمين العام يعتقد أنه لن يكون هناك أمن حقيقي بين الإسرائيليين والفلسطينيين ما لم تتم إقامة "دولتين مستقلتين تتمتعان بالسيادة" كما ورد في خطة خارطة الطريق للسلام.
وشجب أنان تدمير إسرائيل مباني في قطاع غزة، وأوضح إيكهارت أن "الأمين العام يذكر السلطات الإسرائيلية بأن هدم المنازل هو عقوبة جماعية وهذا يشكل انتهاكا واضحا للقانون الإنساني الدولي". ودمرت إسرائيل الشهر الماضي 200 منزل مما حرم أكثر من 2000 شخص من السكن.
ورغم هذه النداءات يصر رئيس الوزراء أرييل شارون على بناء الجدار العازل زاعما أن تشييده في الضفة الغربية لا يشكل حدودا سياسية ولا أمنية.
وقال لمجموعة من البرلمانيين الأوروبيين الذين يزورون القدس إن الهدف من الجدار منع الفلسطينيين من دخول إسرائيل للقيام بما سماها أنشطة إرهابية.
لا خطة لقتل عرفات
ونفى شارون وجود نية أو خطة لقتل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وأضاف أن إسرائيل "لا تعتزم قتل عرفات، بالرغم من أنه مسؤول عن مقتل مئات أو آلاف معظمهم من المدنيين لأن إستراتيجيته هي إستراتيجية إرهاب" على حد زعمه.
غير أن الوزير الفلسطيني صائب عريقات شكك في هذا وقال إنه يبيت نية المساس بعرفات، موضحا أن تل أبيب اتخذت قرارا في 11 من الشهر الماضي بإبعاد عرفات دون أن تحدد الكيفية والزمان.
الحكومة الفلسطينية
من ناحية أخرى قال وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني الدكتور نبيل شعث إن اجتماع حكومة الطوارئ الفلسطينية الذي عقد أمس الاثنين كان مفيدا وبناء في ضوء التطورات الحاصلة سياسيا وأمنيا وعلى مستوى الداخل الفلسطيني.
وأكد شعث في حديث للجزيرة أن الاتصالات مع فصائل المقاومة لم تنقطع، وهي ضرورية لتحديد رؤية واضحة للمرحلة المقبلة. وقرر اجتماع الحكومة تشكيل لجنة وزارية عليا لمتابعة التداعيات السياسية والاجتماعية لاستمرار بناء الجدار العازل.
كما تناول الاجتماع, إلى جانب ملف الإصلاحات ما تردد عن اتصالات يعتزم رئيس الحكومة أحمد قريع إجراءها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لبحث ترتيب وقف لإطلاق النار، ومستقبله كرئيس للحكومة مع اقتراب انتهاء فترة الطوارئ في الرابع من الشهر المقبل.
وفي هذا الإطار ألمح قريع إلى احتمال بقائه في منصبه، وقال في تصريحات للصحفيين في ختام الاجتماع إن الحكومة المستقرة هامة، "ولا بد من تشكيل حكومة جديدة تضم جميع القوى الراغبة في المشاركة بها وأن يكون فيها تمثيل جيد".
وأكد قريع أن التوصل إلى وقف إطلاق نار مع إسرائيل لا يزال من أولويات حكومته وأن هذه المسألة موضع حوار بين مختلف الفصائل الفلسطينية، موضحا أن الجانب الفلسطيني مستعد لقبول وقف إطلاق النار في حال موافقة إسرائيل على ذلك.
وردا على هذه التصريحات قالت حركة حماس إنها مستعدة لمناقشة دعوة رئيس الوزراء الفلسطيني لوقف الهجمات ضد الإسرائيليين، إلا أنها قالت إن تعهدها بذلك سيتوقف على ما إذا كانت إسرائيل ستوقف اعتداءاتها على الفلسطينيين.