بوش يتوقع مزيدا من الهجمات في العراق

قال الرئيس الأميركي جورج بوش إن الولايات المتحدة ستتعرض لمزيد من الهجمات في العراق بقدر ما تحقق نجاحا على الأرض.
جاء ذلك في تصريحات خلال استقباله بواشنطن حاكم العراق بول بريمر عقب سلسلة التفجيرات التي هزت بغداد صباح هذا اليوم وأسفرت عن مقتل 42 وإصابة 224 على الأقل. وقتل في الهجمات جندي أميركي وأصيب عدد آخر من قوات الاحتلال.
وأكد بوش أن بلاده ستواصل سياستها الحالية في العراق ولن تتراجع عن جهودها من أجل ما أسماه إرساء الديمقراطية في العراق. وأشار إلى أن "الغالبية الكبرى للعراقيين معادية لمن أسماهم "الإرهابيين" على حد زعمه.
اتهامات
وفي بغداد أعرب الناطق باسم الخارجية الأمريكية نبيل خوري عن اعتقاده بأن يكون أسامة بن لادن هو وراء عمليات السيارات المفخخة وأن تكون الهجمات الاخرى من فعل أنصار صدام حسين. وأشار خوري في حديث للجزيرة إلى أن القوات الأمريكية ستعتمد تكتيكات جديدة وستتخذ إجراءات أمن مضاعفةً في الايام المقبلة.
أما المتحدث باسم قوات الاحتلال مارك هيرتلينغ فاتهم مقاتلين أجانب بالوقوف وراء الهجمات. وقال إن هذه الهجمات ليست مماثلة لتلك التي شنها موالون للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.
وكان أقوى هذه الهجمات الذي استهدف مركز شرطة العلم في الكرخ حيث أسفر عن مقتل 13 شخصا.
كما قتل 12 أخرون على الأقل في انفجار سيارة إسعاف مفخخة استهدفت مبنى تابعا للجنة الدولية للصليب الأحمر حيث اصطدمت السيارة بحاجز أمني عند المبنى.
وأعلن مساعد وزير الداخلية العراقي أحمد إبراهيم أنه تم إحباط هجوم سادس بسيارة مفخخة في بغداد الجديدة. وقال إن رجال الشرطة في المنطقة اعترضوا سيارة مفخخة بحوالى طن من المتفجرات وثلاث من قذائف الهاون، موضحا أن سائقها سوري.
واعتقلت القوات الأميركية في العراق مصورا وسائقا يعملان بمكتب الجزيرة في بغداد، أثناء أداء عملهما في تغطية التفجيرات. وتمت عملية الاعتقال بحق المصور سامر حمزة والسائق رشيد والي في حي الخضراء، بعد نصف ساعة من وقوع انفجار في مركز الشرطة في الحي المذكور.
وقال شهود عيان من رويترز إن انفجارا دوى في وسط بغداد مساء اليوم بحلول الليل ولم تتوفر على الفور تفاصيل بخصوص الموقع المحدد للانفجار وسببه.
ردود فعل
ووصف عبد العزيز الحكيم عضو مجلس الحكم الانتقالي التفجيرات بأنها أعمال إرهابية نفذها مجرمون لا يريدون للشعب العراقي الاستقرار على حد قوله. وأضاف في لقاء خاص مع الجزيرة إن منفذي الهجمات هم من أتباع صدام والمتحالفين معه.
أما عز الدين سليم الناطق باسم حركة الدعوة الإسلامية، وعضو مجلس الحكم فقال إن الهدف من تفجيرات بغداد هو إعاقة حركة الاستثمار الأجنبي في العراق، وإيجاد شعور لدى العراقيين بعدم الاستقرار في ظل الحكومة الحالية.
وأدانت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنتونيلا نوتاري بشدة الاعتدء الذي وقع اليوم أمام مقرها في بغداد. وقالت نوتاري إن اللجنة ستراجع الموقف في ضوء هذا التطور، لكنها تدرك مدى حاجة أبناء الشعب العراقي لها.
وتوالت ردود الفعل الدولية على هذه الهجمات إذ استنكرها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بشدة ووصفها بأنها "عمل إرهابي فظيع نفذه أعداء الشعب العراقي". وأعربت المفوضية الأوروبية عن صدمتها العميقة من مهاجمة مقر الصليب الأحمر.
مقتل أميركيين
وفي تطورات ميدانية أخرى انفجرت عبوة ناسفة تحت قطار محمل بمؤن للقوات الأميركية، في منطقة حويش قرب مدينة سامراء الواقعة على بعد 120 كيلومترا شمالي العاصمة العراقية بغداد.
وأدى الانفجار إلى إصابة عدد من عربات القطار بأضرار، وقامت القوات الأميركية بإخلاء باقي العربات من حمولتها، وكانت القوات الأميركية تعرضت إلى هجومين منفصلين بقذائف الهاون في سامراء استهدفا معسكر كفر قاسم، وناحية القلعة.
في هذه الأثناء أقر متحدث باسم الجيش الأميركي بمصرع جنديين وإصابة اثنين آخرين مساء أمس في انفجار لغم ببغداد. وبعد هذا الهجوم بحوالي نصف ساعة قتل جندي أميركي آخر وأصيب اثنان آخران في هجوم بقذائف الهاون عند سجن أبو غريب غربي العاصمة بغداد.