رمسفيلد يراهن على الأفكار في الحملة على الإرهاب

أصبح وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد يميل إلى الاعتقاد بضرورة الفوز في حرب الأفكار من أجل كسب رهان الحرب على الإرهاب, وذلك بعدما كانت خطاباته تؤيد عادة اللجوء إلى القوة العسكرية.
وقال رمسفيلد في مقابلة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" اليوم إنه في وقت يواجه فيه العسكريون تهديدات مباشرة، على الولايات المتحدة أن "تجد الوسائل لمنع الجيل الجديد من الإرهابيين من تنظيم صفوفه". وأضاف أنه "مقابل كل إرهابي يعتقله التحالف أو يقتله أو يردعه أو يثنيه هناك آخرون يتدربون".
واعتبر أنه من أجل الفوز بالحرب على الإرهاب يجب أيضا الانتصار في حرب الأفكار، وقال رمسفيلد في المقابلة إنه من الصعب على الأميركيين الاعتراف بأن الحرب على الإرهاب "ستكون طويلة وصعبة وخطرة".
وتتناقض هذه التصريحات مع سلسلة خطابات أكثر حماسة أدلى بها الرئيس الأميركي جورج بوش ومسؤولون أميركيون كبار، وهو ما يوحي بأن وزير الدفاع مستعد لإعطاء دور أكبر لوزارة الخارجية في مكافحة الإرهاب.
كما تترجم هذه المقابلة أيضا رغبة رمسفيلد في أن يبدو أكثر اعتدالا في تحول بدأ الأسبوع الماضي مع تسريب مذكرة داخلية تساءل فيها "هل نحن سائرون إلى النصر أو الهزيمة في الحرب على الإرهاب؟"
وخلص رمسفيلد إلى القول بأن الوسيلة الوحيدة هي "ملاحقة الإرهابيين" أينما كانوا وتوجيه رسالة إلى الدول التي تؤويهم بأنه سيكون لذلك عواقب. لكنه أضاف أنه ليس بوسع الناس "العيش خلف حواجز إسمنتية وأسلاك شائكة"، قائلا إنه يجب "اعتقال الإرهابيين قبل أن يتمكنوا من الترهيب" أي "منعهم من أن يصبحوا إرهابيين".
وتأتي هذه التصريحات في وقت يعبر فيه الأميركيون عن شكوك متزايدة إزاء الوضع في العراق حيث أظهر استطلاع تنشره الاثنين مجلة نيوزويك أن 15% فقط من الأميركيين يعتبرون أن جهود الولايات المتحدة لإعادة الأمن وإعمار العراق جرت بشكل جيد جدا.