واشنطن تعتبر مؤتمر مدريد تجاوز التوقعات

أعربت الولايات المتحدة عن "ارتياحها الكبير" لنتائج مؤتمر مدريد لإعادة إعمار العراق. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية آدم أريلي "نعبر عن ارتياحنا الكبير لنتائج مؤتمر مدريد، وقد تجاوز مستوى المساهمات توقعاتنا".
وأضاف أن بلاده قدمت مساهمة لا سابق لها بالإضافة إلى مساهمات سخية صغيرة وكبيرة أتت من دول أوروبا وآسيا والشرق الأوسط ومؤسسات مالية دولية. وأشار المتحدث إلى أن هذا المؤتمر خطوة أولى مضيفا أن اجتماعات أخرى على غرار مؤتمر مدريد ستعقد لتقويم حاجات العراق.
ومن جهته أكد وزير الخارجية الأميركي كولن باول في تصريح صحفي بعد ختام أعمال المؤتمر نجاح مؤتمر مدريد في حشد جهد المجتمع الدولي لإعادة إعمار العراق.
وأشار إلى أن ذلك جاء نتيجة الإجماع على قرار مجلس الأمن الدولي الأخير بشأن مستقبل العراق. واعتبر باول أن هذه الخطوات ستعزز قدرة العراقيين على بناء الديمقراطية في بلدهم.
ولكن مسؤولا أميركيا طلب عدم الكشف عن هويته أعرب عن أسفه لأن كثيرا من المساهمات هي قروض وليست هبات، وأكد في الوقت نفسه أن الباب لا يزال مفتوحا للمجموعة الدولية لتقديم المساعدة للعراق.
ومن جانبه شكك الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في أن تعلن الحكومات المشاركة في المؤتمر تفاصيل المساعدة التي تنوي تقديمها لإعادة الإعمار. وقال عقب عودته إلى نيويورك بعد مشاركته في المؤتمر "يجب ألا نتوقع أن تعلن الحكومات بالتفصيل ما تنوي القيام به من أجل العراق".
وكان مؤتمر مدريد قد تعهد بتخصيص مبلغ 33 مليار دولار لتمويل عمليات إعادة الإعمار في العراق من ضمنها مخصصات على شكل قروض ومنح واجبة السداد. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقد في ختام المؤتمر الذي استمر يومين وشاركت فيه 70 دولة بالإضافة إلى عدد من المنظمات الدولية والهيئات غير الحكومية.
رفض للديون
وكانت مصادر الوفد العراقي قد أكدت أنها لن تقبل أي مبلغ يزيد من أعباء الدين العراقي. وقال موفق الربيعي عضو المجلس في مقابلة مع الجزيرة من مدريد، إن مجلس الحكم لا يقبل القروض التي تمثل عبئا على المواطن العراقي وإن الأموال التي تقدمها الدول المانحة هي أموال نقدية لتحريك الاقتصاد العراقي.
ولم توضح معظم الدول والمؤسسات المانحة طبيعة مساهماتها, علما بأن هذه المساهمات تتراوح بين هبات وقروض واعتمادات مشروطة ومساعدات ثنائية مرتبطة بتوقيع عقود محتملة مع مؤسسات وطنية في الدول المستعدة لتقديم هذه المساعدات.
وأشار ماريك بيلكا المسؤول عن عملية جمع الأموال لصالح العراق والذي يعمل لحساب سلطة التحالف المؤقتة إلى أن من بين إجمالي المبلغ المخصص 25 مليارا في صورة منح أما الباقي فعلى شكل قروض.
الدول والمؤسسات المانحة
وتعهدت اليابان بتقديم خمسة مليارات دولار للعراق لتحتل بذلك المرتبة الثانية في قائمة الدول المانحة لإعادة إعمار العراق بعد الولايات المتحدة. ويمثل المبلغ الياباني نحو 10% من إجمالي تقديرات البنك الدولي والأمم المتحدة البالغة نحو 57 مليار دولار.
وأعلنت السعودية تقديم مليار دولار نصفه مخصص لتمويل مشاريع إعادة الإعمار والنصف الآخر مخصص لائتمانات التصدير. وتعهدت الكويت بتقديم 1.5 مليار دولار. كما تعهدت الإمارات بتقديم 215 مليون دولار. وأعلنت إيران أن مساعدتها في برنامج إعادة إعمار العراق ستشمل التبرع بـ300 مليون يورو.
وأعربت روسيا عن استعدادها لاستثمار أربعة مليارات دولار في مجال الصناعات النفطية العراقية. وتعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم نحو 1.5 مليار يورو بحلول عام 2007 من بينها مبلغ 700 مليون يورو سيقدم عام 2004. وأعلنت أستراليا أنها ستسهم بنحو 14 مليون دولار كمساعدات إضافية إلى جانب تعهد سابق بقيمة 100 مليون دولار أسترالي لسد الاحتياجات الإنسانية.
وساهمت ألمانيا بـ236 مليون دولار، وهو ما أثار انتقادات وزير الخارجية الأميركي كولن باول. ورفض وزير خارجية ألمانيا يوشكا فيشر هذه الانتقادات قائلا إن المبلغ ليس قليلا في الوضع المالي الحالي. واشترطت فرنسا حل مسألة السيادة العراقية لتقديم مزيد من المساعدات.
ومن بين التعهدات التي حصل العراق عليها خلال مؤتمر مدريد الجمعة 100 طن شاي من سريلانكا فيما تعهدت فيتنام بتقديم كميات أرز قيمتها 500 ألف دولار.
وعلى صعيد المؤسسات الدولية تعهد البنك وصندوق النقد الدوليان بمجموعة قروض بقيمة 9.25 مليارات دولار تقدم خلال خمس سنوات. وقال مدير الصندوق هورست كويلر في كلمته أمام المؤتمر إن الصندوق قد يعلن 850 مليون دولار كمساعدات طارئة على أن تتبعها مبالغ تتراوح بين 850 و1.7 مليار دولار سنويا.