تعهدات بمساعدات سخية للعراق في مؤتمر مدريد


مع اقتراب موعد اختتام أعمال مؤتمر مدريد للمانحين اليوم تعهد مسؤولون أميركيون وآخرون من البنك الدولي بأن يسير العراق في طريقه نحو إعادة الإعمار مع بدء تدفق أموال المانحين.

وقال نيك كرافت مدير إدارة العراق بالبنك الدولي إن الالتزامات التي صدرت عن الدول المشاركة توحي بوجود وفرة في الأموال تسمح بالمباشرة في عملية إعادة بناء العراق، واصفا إياها بأنها مدهشة مقارنة مع أي مكان آخر في العالم.

وأشار المسؤول الدولي إلى أن العراق يتمتع بإمكانات تتيح له أن يصبح بلدا غنيا، وقال "إذا ما سارت الأمور على الصعيد السياسي بشكل طيب فيمكن أن يتحول من دولة متلقية للتمويل إلى دولة متوسطة الدخل في المستقبل غير البعيد".

وتقدر الأمم المتحدة والولايات المتحدة والبنك الدولي أن إجمالي الاحتياجات يصل إلى 56 مليار دولار.

undefined

وتحيط الشكوك بحجم الأموال التي ستساهم بها دول عربية غنية في إعمار العراق وبما إذا كانت العملية ستكون مثمرة ما لم يتم التصدي لمديونية العراق الكبيرة.

وتسعى واشنطن للحصول على تعهدات بتقديم أكثر من 30 مليار دولار لعملية إعادة بناء العراق، لكن من المتوقع أن تقل التبرعات عن هذا المبلغ كثيرا. وحتى الآن لم يزد حجم التعهدات عن ثلاث مليارات من الدولار بالإضافة إلى 20 مليارا تخطط الولايات المتحدة للمساهمة بها على مدى 18 شهرا.

إعلان

ويتوقع أن يساهم البنك الدولي بأربع مليارات كما سيقدم صندوق النقد الدولي دعما ماليا قويا. وأعلنت بريطانيا وإسبانيا والاتحاد الأوروبي عن مساهمات كبيرة أيضا.

وكانت الدول التي عارضت غزو العراق مثل باريس وبرلين وموسكو قد أعلنت أنها غير مستعدة لتقديم أكثر مما تعهدت به بالفعل. وتعهدت فرنسا وألمانيا بمساهمة متواضعة بقيمة 200 مليون يورو.

إعمار لا يحتمل التأجيل
وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان قد قال في كلمة افتتح بها المؤتمر الدولي للدول المانحة لإعادة إعمار العراق إن إعادة البناء لا يمكن أن تنتظر تشكيل حكومة عراقية ذات سيادة يديرها عراقيون.

ويحضر الاجتماع الذي افتتح في مدريد أمس الخميس أكثر من 70 دولة ومنظمة وشركة متعددة الجنسيات. ويحظى التجمع بدعم قوي من الولايات المتحدة. كما يحضر المؤتمر نحو 300 شركة من القطاع الخاص منها 134 شركة من الاتحاد الأوروبي و 19 من الولايات المتحدة، و 25 شركة من العراق.

undefinedوعقد اجتماع مواز للقطاع الخاص شاركت فيه 332 مؤسسة وشركة من 47 دولة، واعتبر عدد من الذين تعاقبوا على الكلام أن الأولوية تقضي بإعادة النظام العام في العراق يليها إقرار تسهيلات للحصول على اعتمادات الاستثمار.

وكان الوضع الأمني غير المستقر في العراق قد أثار مخاوف بعض الدول من تقديم التزامات مادية في هذه المرحلة. ويأتي المؤتمر بعد أيام من موافقة مجلس الأمن الدولي على قرار أميركي جديد يدعو لتشكيل قوة متعددة الجنسيات وتقديم المجتمع الدولي مساعدات للعراق.

مظاهرات
وعلى سياق متصل خرج بضعة آلاف في مسيرة سلمية وسط مدريد احتجاجا على انعقاد مؤتمر المانحين الدوليين لتمويل إعمار العراق.

ورفع متظاهرون من جميع الأعمار لافتات ملونة كتبت عليها عبارات "لن ندفع ثمن نهبك" و"لصوص بوش". وقال أحد المتظاهرين خرج مع والديه إن المشاركين في المؤتمر يتذرعون بـ "أنهم هنا لاعتبارات إنسانية… لكن ما يريدونه هو تحقيق أقصى ربح من بلد دمرته حرب كان من الممكن تجنبها".

إعلان

واصطف عشرات من أفراد الشرطة وارتدى بعضهم خوذات صلبة على الطريق وحلقت طائرة هليكوبتر للشرطة فوق الرؤوس، لكن المسيرة نحو تجمع حاشد في ميدان بويرتا ديل سول التاريخي مرت دون عنف.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان