هجمات للمقاومة وواشنطن تتهم القاعدة بالتفجيرات

اتهم قائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز حركة أنصار الإسلام وتنظيم القاعدة بالوقوف وراء عمليات التفجير التي شهدتها المدن العراقية على مدى الفترة الماضية.
وقال سانشيز في مؤتمر صحفي عقده ببغداد اليوم إن القوات الأميركية اعتقلت عددا من أعضاء تنظيم الإسلام كما تعتقل عددا آخر من المشتبه بصلتهم بتنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن تلك التنظيمات تستمر بالعمل داخل العراق.
وكان الحاكم الأميركي في العراق بول بريمر قد أعلن أمس أن عدد من وصفهم بالإرهابيين المرتبطين بهذين التنظيمين يزداد بشكل مطرد في العراق منذ بضعة أشهر.
وقال بريمر في تصريحات للصحفيين إنه منذ يوليو/ تموز الماضي بدأ هؤلاء المقاتلون بإعادة تجميع أنفسهم والعودة إلى العراق. وأشار إلى مشاكل تواجه القوات الأميركية لضبط الحدود مع سوريا التي زعم أنه "يصل عبرها إرهابيون آخرون".
وكرر وصفه العراق بالمسرح الجديد "للحرب على الإرهاب" وأنه أصبح ملجأ حقيقيا لأعضاء تنظيم القاعدة وحركة أنصار الإسلام.
هجمات جديدة للمقاومة
وتأتي هذه التصريحات في وقت تواصلت فيه خلال الساعات الماضية الهجمات التي تستهدف قوات الاحتلال بالعراق، كان آخرها تعرض قافلة أميركية لانفجار قنبلة أثناء مرورها أحد أنفاق بغداد، مما أدى إلى إصابة جنديين أميركيين.
وأفاد شهود عيان أن الانفجار سمع دويه في مناطق واسعة في قلب بغداد. وقد تم تدمير إحدى سيارات القافلة الأميركية التي تعرضت للهجوم. وعلى الفور انتشرت القوات الأميركية في المنطقة مستخدمة السيارات المدرعة.
وأصيب عدد من جنود الاحتلال في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور رتلهم العسكري على طريق العامرية-الفلوجة غربي بغداد. وأدى الهجوم إلى تدمير شاحنة أميركية.
وفي حادث آخر تعرضت عربة مدرعة أميركية لانفجار عبوة مفخخة بمدينة الفلوجة غربي بغداد، مما أدى إلى تدمير العربة وإصابة أربعة جنود أميركيين بجروح.
كما تعرض مركز شرطة مدينة القائم قرب الحدود مع سوريا لهجوم بالقذائف. ونقل مراسل الجزيرة في العراق عن شهود عيان أن قوات الاحتلال تتخذ من مركز شرطة القائم مقرا لها منذ عدة أيام. وأدى الهجوم إلى وقوع إصابات مباشرة في المبنى المستهدف وفي محيطه.
وفي محيط مدينة تكريت نفذت قوات الاحتلال عمليات دهم واعتقلت عددا من الأشخاص للاشتباه بتورطهم في عمليات المقاومة ضدها.
كما شهدت الساعات الماضية تظاهرات مناهضة للاحتلال أمام مكتب رئيس بلدية الفلوجة تطالب بالإفراج عن رجل الدين الشيخ جمال شاكر النزال. ويقول المتظاهرون إن القوات الأميركية اعتقلته هو وأربعة من طلبته منذ أسبوع.
وفي مدينة الخالدية غربي بغداد تظاهر مئات الأشخاص صباح اليوم للمطالبة بإطلاق سراح ثلاث نساء اعتقلن قبل ثلاثة أيام بدلا من أزواجهن المتهمين بالمشاركة في المقاومة العراقية للاحتلال الأميركي.
من ناحية أخرى قال مسؤول أمني عراقي إنه تم اعتقال 40 إيرانيا دخلوا منطقة الضلوعية شمالي بغداد بعد تسللهم إلى العراق بشكل غير شرعي، وادعوا أنهم قدموا لزيارة الأماكن الشيعية المقدسة في العراق، مشيرا إلى أن الشرطة العراقية سلمتهم إلى قوات الاحتلال المتمركزة في المنطقة.
القوات التركية
وفيما يتعلق بعرض تركيا إرسال قواتها إلى العراق قال وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد إن هذه المسألة مرهونة بتوصل الحكومة التركية إلى صيغة مقبولة لجميع الأطراف المعنية بنشر تلك القوات.
وأوضح رمسفيلد أن معلوماته حول القضية تشير إلى أن حكومة أنقرة في إطار البحث عن تلك الصيغة لنشر قواتها بشكل يجعل العملية مقبولة للعراقيين وقوات التحالف. ورفض الوزير الأميركي نفي أو تأكيد نشر تلك القوات خلال الفترة المقبلة، مشددا على أن الحكومة التركية هي الطرف المعني بالقرار النهائي بهذا الخصوص.
وفي إطار متصل قالت حكومة سنغافورة بعدما زارها الرئيس الأميركي جورج بوش إنها سترسل طائرة تابعة للسلاح الجوي وسفينة حربية إلى العراق، في أول إسهام عسكري لها في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال مسؤول أميركي إن سنغافورة قد تسهم كذلك بمساعدات مالية لإعادة إعمار العراق خلال مؤتمر للمانحين سيعقد غدا في مدريد. وأرسلت سنغافورة أيضا 32 شرطيا إلى بغداد في يوليو/ تموز الماضي للمساعدة في تدريب الشرطة العراقية.