يوم دام في غزة والسلطة تطالب بتدخل دولي

طالبت السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي بتدخل عاجل وتوفير حماية دولية على الأرض للشعب الفلسطيني بعد أن ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في سلسلة غارات جوية شنتها على غزة أمس في يوم دام أوقع 11 شهيدا ونحو 100 جريح بينهم أربعة في حالة موت سريري.
وقال الوزير في الحكومة الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إنه أجرى اتصالات مع الإدارة الأميركية والمبعوث الأوروبي والأمم المتحدة وعدد من دول العالم وطلب منهم التدخل الفوري لوقف التصعيد الإسرائيلي الدموي في غزة.
وأدان رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع العدوان الإسرائيلي الجوي على قطاع غزة قائلا إنه يجعل من الصعب على إسرائيل والفلسطينيين إجراء محادثات لإنهاء التوتر. وقال إنه يريد أن توقف إسرائيل غاراتها على المناطق الفلسطينية وتدخل في مفاوضات من أجل التوصل لهدنة تمهد الطريق أمام استئناف محادثات السلام.
مجزرة غزة
وشهدت مدينة غزة والمناطق المجاورة لها خمس غارات جوية إسرائيلية خلال 12 ساعة -هي الأعنف منذ انطلاق انتفاضة الأقصى- كان آخرها على حي الشجاعية مساء أمس شنتها مقاتلات إسرائيلية من طراز إف/16 وأسفرت عن سقوط خمسة جرحى حسب مصادر أمنية فلسطينية.
وجاءت الغارة الأخيرة بعد أربع غارات أخرى أسفرت عن استشهاد 11 فلسطينيا وإصابة أكثر من 100 جريح، كان أكثرها دموية مساء أمس حين قصفت مروحيات هجومية إسرائيلية سيارة في وسط مدينة غزة، مخلفة ثمانية شهداء فلسطينيين.
وقال شهود عيان إن صاروخين على الأقل سقطا على سيارة كانت تسير عند مدخل مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين بعد الغروب. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن 70 شخصا على الأقل أصيبوا بجروح حالة بعضهم خطرة وإن أربعة منهم دخلوا في حالة موت سريري.
وقالت مراسلة الجزيرة إن كثرة الإصابات جاءت بسبب كون الطائرات المروحية "قصفت السيارة المدنية بصاروخ أصابها مباشرة مما أدى إلى تجمع عشرات المواطنين لمحاولة إنقاذ ركابها, فقامت المروحيات عندها بإطلاق صاروخ ثان مما أدى إلى وقوع عدد كبير من الجرحى".
وأشار شهود عيان إلى أن عماد عقل, قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) كان على ما يبدو هدف الغارة الرابعة ولكن لم يكن بالإمكان التأكد مما إذا كان قد نجا منها.
وكانت قوات الاحتلال قد شنت ثلاث غارات على مدينة غزة صباح أمس في أقل من أربع ساعات. وأسفرت الغارات الثلاث عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين بينهم ناشطان في الجناح العسكري لحماس وأحد المارة وجرح 34 آخرين بينهم أربعة أطفال وامرأة في السبعين من عمرها. ونجا الشيخ عبد الله الشامي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي من إحدى هذه الغارات التي دمرت منزلا على بعد أمتار من منزله.
توعد بالرد
وردا على سلسلة الغارات الإسرائيلية التي تعرضت لها غزة، توعدت فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة بالرد.
وقال بيان صدر عن كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس إن الرد "لن يكون سهلا كما تعود بنو صهيون فبإذن الله تعالى سيكون الرد نوعيا ورادعا".
كما توعدت حركة الجهاد الإسلامي بالرد، وقالت في بيان لها تلقته الجزيرة إن التبرير الإسرائيلي بعدم استهداف القيادي في الحركة عبد الله الشامي في غارة غزة الأولى لن يعفي الاحتلال من مسؤوليته.
وفي بيروت دعت قيادتا الحركتين السياسية الشعب الفلسطيني إلى التصدي للاعتداءات الإسرائيلية والدفاع عن نفسه، وتعهدتا بالثأر.
وقالت حماس إنه بعد اجتماع بين القيادتين برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس ورمضان عبد الله شلح الأمين العام للجهاد الإسلامي، دعت الحركتان في بيان جميع فصائل قوى المقاومة إلى التنسيق لمواجهة العدوان الإسرائيلي.
وتأتي سلسلة الغارات بعد مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في كمين بالضفة الغربية الأحد الماضي. وأكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن مقاتليها هم الذين نفذوا الهجوم على الدورية العسكرية الإسرائيلية في قرية عين يبرود.
ووزعت كتائب القسام صورا تقول إنها لقطع الأسلحة التي استولى عليها مقاتلوها بعد أن قتلوا جنود القوة الإسرائيلية, مشيرة إلى أن جنود الدورية كانوا أربعة فقط وإلى أن العملية تأتي ضمن الرد على المجازر الإسرائيلية في رفح. وبعد مقتل الجنود الثلاثة استدعت إسرائيل مئات من عناصر الاحتياط لتعزيز قواتها في الأراضي المحتلة.
ودفعت الغارات الإسرائيلية الدموية على غزة الولايات المتحدة إلى تجديد دعوتها لرعاياها الموجودين في قطاع غزة إلى مغادرتها ودعوة الذين يودون التوجه إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية إلى تأجيل ذلك.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية دعت الأميركيين إلى مغادرة غزة الأربعاء الماضي بعد مقتل ثلاثة عناصر تابعين لأمن السفارة الأميركية خلال موكب دبلوماسي بانفجار لغم في سيارتهم.