العرب يطالبون الجمعية العامة بإدانة الجدار العازل

R_Syrian Ambassador to the U.N., Fayssal Mekdad, speaks at the General Assembly of the United Nations in New York on

تستأنف الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلسة طارئة اليوم بحث قيام إسرائيل ببناء الجدار العازل في الضفة الغربية.

وقدمت المجموعة العربية وحركة عدم الانحياز مشروع قرار يدين بناء الجدار بوصفه غير قانوني ويطالب بوقفه، وأضافت المجموعة العربية مشروع قرار ثان يطلب من المحكمة الدولية في لاهاي رأيها القانوني في بنائه وما إذا كانت إسرائيل ملزمة بتفكيكه.

واعتبر مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة ناصر القدوة في كلمته أمام الجمعية العامة أن مجلس الأمن الدولي فشل في وظيفته الأساسية المتمثلة في الحفاظ على الأمن والسلم، نتيجة استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) مرتين خلال الشهر الماضي، و27 مرة منذ عام 1967.

ولفت القدوة الأنظار إلى الخسائر الفادحة التي يسببها بناء الجدار الذي وصفه بأنه جريمة كبرى ضد الإنسانية. وقال إن "هذا الجدار يدمر في الواقع كل فكرة عن دولة فلسطينية مستقلة وكل إمكانية للسلام في المنطقة".

وتحدث المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة دان غيلرمان في الجلسة ووصف كلمة القدوة بأنها مثيرة للشفقة. وبرر استعمال الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن بأن "الفلسطينيين رفضوا التفاوض حول نص نزيه ومتوازن".

إعلان

كما اعتبر غيلرمان الطلب الذي قدمه الجانب الفلسطيني إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن إدانة ووقف بناء ما تصفه إسرائيل بالجدار الأمني وطلب الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن مشروعية بنائه, يمثل استغلالا لإحدى المؤسسات الدولية وتلاعبا يعرض سمعة واستقلالية الأمم المتحدة للخطر حسب قوله.


undefinedمن جانبه وصف السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة جون نغروبونتي مشروع القرار بشأن الجدار العازل بأنه غير متوازن وقال إن من الأفضل تسوية النزاعات بين الإسرائيليين والفلسطينيين من خلال المفاوضات بين الطرفين بدلا من بحثها في مجلس الأمن.

وأشار السفير الأميركي إلى أن نص مشروع القرار كان يتعين أن يدين بالاسم الجماعات التي تتحمل المسؤولية عن التفجيرات ويدين الهجوم الأخير الذي وقع في حيفا حتى لا تستخدم الولايات المتحدة الفيتو وهي شروط قال الفلسطينيون إنها غير مقبولة.

وبهذا الخصوص قال المندوب الفلسطيني القدوة إن مشروع قراره في الجمعية العامة قابل للتعديل في حدود معينة إذا كان من شأن ذلك توسيع نطاق التأييد له خاصة من جانب الدول الأوروبية.

ويحظى الفلسطينيون بتعاطف قوي في الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث لا تتمتع الولايات المتحدة بحق الفيتو. إلا أن قراراتها مجرد تعبير عن إرادة المجتمع الدولي خلافا لقرارات مجلس الأمن التي قد تكون لها قوة القانون الدولي.


undefinedتسريع بناء الجدار
وجاء بحث الجمعية العامة للأمم المتحدة للجدار الإسرائيلي العازل فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون أنه سيتم الإسراع في بناء هذا الجدار الذي من شأنه أن يلتهم آلاف الهكتارات من الأراضي الفلسطينية.

وقال شارون في خطاب ألقاه بالكنيست (البرلمان) الإسرائيلي أمس إنه سيتم الإسراع في بناء الجدار ولا سيما بمنطقة القدس معتبرا هذا الجدار أفضل وسيلة لمكافحة ما سماه الإرهاب, وأوضح أنه "لا يشكل حدودا سياسية".

إعلان

وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قد وصف هذا البناء الذي يتوغل داخل أراضي الضفة الغربية المحتلة بأنه "جدار العنصرية", كما لاقى الجدار الذي أنهت إسرائيل المرحلة الأولى منه انتقادا من الولايات المتحدة والأمم المتحدة.

واتهم شارون في افتتاح الجلسة الشتوية للكنيست الرئيس عرفات بأنه يمثل "أكبر عقبة في وجه السلام" قائلا إن "عرفات هو الذي أفشل وما زال يفشل أي تقدم" في عملية السلام، وأكد أن حكومته مصممة على قرارها "بإزالته".

وقد أدانت السلطة الفلسطينية على لسان كبير المفاوضين خطاب شارون باعتباره خطابا تصعيديا "يؤكد تصميم إسرائيل على تدمير عملية السلام". وقال صائب عريقات إن شارون "مصمم على تدمير خارطة الطريق حينما ربطها بالتحفظات الأربعة عشر التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية"، وأضاف أن شارون أصر على "تدمير عملية السلام بتمسكه باستمرار بناء المستوطنات والجدران واستمرار استخدام القوة العسكرية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل تماما".

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان