الاحتلال يجتاح رام الله بعد يوم دام في غزة

توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم الثلاثاء وسط مدينتي رام الله والبيرة وعدد من القرى المحيطة بهما في الضفة الغربية، وفرضت عليهما حظر التجول.
وقال مراسل الجزيرة في فلسطين إن قوات الاحتلال عززت وجودها العسكري في هاتين المدينتين من عدة محاور، واقتحمت مكتب الجزيرة ومنعت العاملين فيه من الخروج.
وأكد المراسل أن هناك اجتياحا واسعا للمدينتين مصحوبا بقصف شديد قرب مقر مقاطعة رام الله حيث يقطن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، مشيرا إلى أن المزيد من قوات الاحتلال تنتشر في المدينتين. وقال إن هناك معلومات أولية تتحدث عن اجتياح لبلدات بيرزيت وعين يبرود شمال شرق رام الله، كما اجتاحت عنبتا قرب طولكرم.
وقد سمعت أصوات إطلاق نيران وقنابل الدخان بهدف إجبار الفلسطينيين في مدينة رام الله على الالتزام بحظر التجول. ونقل المراسل عن مصادر طبية أن سبعة جرحى سقطوا لحد الآن من جراء العملية.
وقال المراسل إن الأهداف الحقيقية لهذا الاجتياح غير معروفة بعد، لكن لا يمكن استبعاد أي احتمال ومنها إزاحة الرئيس عرفات عن الحلبة السياسية.
وقد برر متحدث عسكري إسرائيلي العملية بالقول إنها محدودة وهدفها ملاحقة نشطاء حماس في رام الله والبيرة.
في المقابل ندد مستشار الرئيس الفلسطيني أحمد عبد الرحمن بالعملية الإسرائيلية، وأكد أن الشعب الفلسطيني "لن ينحني وسوف يدافع عن نفسه ويظل متمسكا بأرضه ولن ترهبه الدبابات الإسرائيلية".
وقال عبد الرحمن في اتصال مع الجزيرة إن الرئيس عرفات في خطر بسبب هذا الاجتياح، لكنه شدد على أن الشعب الفلسطيني كله يقف وراء رئيسه ولن يسمح لأحد بالمساس به.
التطورات في غزة
وفي غزة استشهد فلسطينيان برصاص الاحتلال الليلة الماضية جنوب شرق المدينة عندما كانا يحاولان التسلل إلى إسرائيل.
وقالت مصادر أمنية وطبية فلسطينية إن الجانب الفلسطيني تسلم جثتي الشهيدين مساء الثلاثاء وهما سليمان أبو عياش وعلي أبو طه اللذين لم يتجاوزا العشرين من عمرهما وقد بدت عليهما إصابات بأعيرة نارية إسرائيلية.
في هذه الأثناء سقطت ثلاثة صواريخ قسام أطلقت من شمال قطاع غزة مساء اليوم قرب بلدة سديروت جنوب إسرائيل دون أن تسفر عن إصابات.
وأوضح مصدر عسكري إسرائيلي أن أربع قذائف هاون أطلقت في الوقت نفسه على مستوطنة في قطاع غزة دون أن تسفر أيضا عن ضحايا.
وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أكدت في وقت سابق أنها أطلقت صاروخين من نوع قسام/2 على غرب منطقة النقب، وخمس قذائف على مستوطنة نيفي ديكاليم جنوب قطاع غزة. وقالت الكتائب إن ذلك يمثل بداية الرد على الغارات الإسرائيلية على غزة يوم أمس.
يأتي ذلك في وقت شهدت فيه شوارع غزة مسيرة غاضبة شيع خلالها آلاف الفلسطينيين ضحايا الغارات الإسرائيلية التي أوقعت 11 شهيدا وحوالي 140 جريحا أمس.
وردد المشيعون هتافات معادية لإسرائيل مطالبين الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية بسرعة الانتقام والثأر لشهدائهم.
وقد ندد الرئيس الفلسطيني بالغارات الإسرائيلية وناشد المجتمع الدولي أن يتدخل لوقف ما سماه الجنون الإسرائيلي. وقال عرفات مخاطبا مجموعة من الصحفيين إن إسرائيل تسعى بعملها هذا لتدمير الأرض والإنسان الفلسطينيين.
التحركات السياسية
وعلى صعيد التحركات السياسية الجارية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، قررت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تكثيف تحركاتها الدبلوماسية والسياسية مع كافة أعضاء اللجنة الرباعية والدول العربية والإسلامية، موضحة أنها ستتوجه إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وقد وصل رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع إلى القاهرة في زيارة مفاجئة تستمر يومين. ولم تستبعد بعض المصادر المطلعة أن يلتقي قريع -إضافة إلى أركان القيادة المصرية- بوزير الخارجية الأميركي كولن باول إذا وصل غدا إلى مصر.
وفي القاهرة أيضا قالت مصادر في الجامعة العربية للجزيرة إن الاجتماع التشاوري الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين كلف الأمين العام للجامعة عمرو موسى الاتصال بوزراء الخارجية العرب لوضع موقف الجامعة الداعم للفلسطينيين موضع التنفيذ، بالإضافة إلى البحث عن بديل إذا استمر ما وصفه موسى بعدوان شارون وحربه على الفلسطينيين.
من جهته اعتبر وزير الخارجية المصري أحمد ماهر أن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة خطير جدا، واصفا إياه بأنه مأساة. وطالب ماهر في تصريحات صحفية أدلى بها اليوم المجتمع الدولي بالتدخل من أجل وضع حد لما يحدث من انتهاكات بسبب ما تقوم بها حكومة إسرائيل.