الأردن ينتظر حكومة تكنوقراط جديدة برئاسة الفايز

بدأ وزير البلاط في القصر الملكي الأردني فيصل الفايز مشاوراته لتشكيل الحكومة الجديدة بعد أن قدم المهندس علي أبو الراغب استقالة حكومته إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اليوم.
وعاد أبو الراغب إلى البلاد قادما من سويسرا -حيث كان في زيارة خاصة- مساء أمس بناء على طلب من الديوان الملكي حيث التقى بعدد من الوزراء المقربين منه وشرع على الفور في إعداد خطاب استقالة حكومته التي تعد أطول الحكومات عمرا في تاريخ المملكة، وقد مضى عليها أربع سنوات أجرى خلالها ستة تعديلات وزارية.
وتعرضت حكومة أبو الراغب إلى اتهامات من القوى الإسلامية والمحافظة بالحد من الحريات العامة والتساهل مع المحسوبية والفساد، وهي تهم نفتها الحكومة نفيا قاطعا.
وسيكلف الملك رئيس الوزراء الجديد رسميا بعد عودته من دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي آخر محطة في جولة شملت قبل ذلك سنغافورة وماليزيا وسلطنة عمان.
ورجحت مصادر أن يحصل التكليف الخميس، وبذلك يصير الفائز ثالث رئيس للوزراء في عهد عبد الله الثاني بعد عبد الرؤوف الروابدة وعلي أبو الراغب.
حكومة تكنوقراط
وقال مصدر في القصر الملكي إن اختيار الفايز رئيسا للوزراء يأتي في إطار تغيير منهجي لبرنامج عمل السلطة التنفيذية وهيكليتها في إشراف العاهل الأردني الذي اعتلى العرش قبل أربع سنوات ونصف سنة.
وتشير المصادر ذاتها إلى أن حكومة الفايز الجديدة ستكون حكومة تكنوقراط ولن تعتمد على التشكيلة العرقية أو الجهوية التي طغت على الحكومات السابقة وستضم العديد من الكفاءات الشابة صاحبة الأفكار الجديدة حتى تتمكن من تنفيذ رؤية الملك الإصلاحية في العديد من المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وتقول المصادر إنه مع استلام الفايز (52 عاما) ستكون مرحلة جديدة قد بدأت منتهجة أساليب متطورة لإحداث إصلاح شامل في البلاد، حيث سيقوم الطاقم الوزاري الجديد بترجمة رؤية الملك في التطوير والتحديث وعلاقات الأردن بالعالم العربي وخاصة جارته الأقرب العراق وكذلك فلسطين.
يشار إلى أن الفايز نجل رئيس مجلس النواب الأسبق عاكف الفايز ويتحدر من قبيلة بني صخر، وهو حاصل على ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة بوسطن، ويتولى رئاسة البلاط منذ مارس/آذار الماضي، وكان الأقرب إلى الملك عبد الله الثاني طيلة السنوات الأربع الماضية.
التشكيلة الوزارية المرتقبة
” يتوقع ألا يزيد عدد أعضاء حكومة فيصل الفايز عن 20 وزيرا يكون للمرأة حضور مميز فيه ” |
ويتوقع ألا يزيد عدد أعضاء حكومة الفايز عن 20 وزيرا يكون للمرأة حضور مميز فيه، وضمت حكومة أبو الراغب امرأة وحيدة هي وزيرة التنمية الإدارية رويدة معايطة. ومن أبرز الوجوه النسوية المرشحة لدخول التشكيلة الوزارية الجديدة كل من وجدان التلهوني وسلوى المصري وسهير العلي وهالة لطوف.
وعلمت الجزيرة أن عددا قليلا من الوزراء الحاليين سيستمرون في الفريق الوزاري الجديد، وسيدمج عدد من الوزارات تحت مظلة واحدة.
ويتوقع أن يشغل باسم عوض الله وزير التخطيط الحالي منصب نائب رئيس الوزراء مع وجود نائب آخر للرئيس الجديد.
وسيحل محمد أبو حمور وزير الصناعة والتجارة محل ميشيل مارتو في وزارة المالية الذي سيتولى منصب محافظ البنك المركزي على أن يحل محله ريم بدران أو خالد الوزني.
وسيحتفظ مروان المعشر بمنصبه وزيرا للخارجية وفواز الزعبي وزيرا للبريد والاتصالات وأحمد هليل وزيرا للأوقاف وحازم الناصر وزيرا للمياه وخالد طوقان وزيرا للتربية والتعليم، وبقاء سمير حباشنة وزيرا للداخلية وتوفيق كريشان وزيرا للشؤون البرلمانية مع إضافة البلديات إلى وزارته.
ورجحت المصادر كذلك بقاء وزراء التعليم العالي والأشغال العامة والإسكان والصحة في مناصبهم فيما سيدخل عدد آخر من الوزراء الجدد من بينهم أمجد العضايلة مدير الإعلام في الديوان الملكي.
ويتردد اسم خالد خريس للانضمام للحكومة الجديدة واستبعدت المصادر أن تضم الحكومة الجديدة أعضاء من مجلس النواب الأردني في إطار استمرار سياسة الفصل بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
كما يتوقع إلغاء وزارة الإعلام ليتولى معظم اختصاصاتها المجلس الأعلى للإعلام الذي بدأ يمارس صلاحياته قبل شهور.
_____________________
* مراسل الجزيرة نت